بنسبة تصويت بلغت " 70 % " من جملة المسجلين اغلقت صناديق اقتراع انتخابات ولاية جنوب كردفان التكميلية – بحسب الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات – حيث تعتبر نسب كبيرة جدا مقارنة بظروف الولاية ووعورة الطريق الى بعض القرى وتباعدها ، وهو ان دل على شئ انما يدل على وعي وحرية في ممارسة الحق الديمقراطي من قبل المواطن ! واشار تقرير الشبكة الى الإقبال المكثف للمرأة ضمن الناخبين ، بالاضافة الى وجود مقدر لها ضمن موظفي المفوضية القومية للانتخابات ، فضلا عن مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة ! وبإنتهاء انتخابات جنوب كردفان يكون قد استدل الستار عن – واحد – من اهم فصول استحقاقات إتفاقية السلام بين الشمال والجنوب التي وقعها المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في ضاحية نيفاشا في العام 2005م – وهى الانتخابات التكميلية – لمنصب الوالي والمجالس التشريعية بولاية جنوب كردفان ، التي يعلم الجميع إنها جاءت بعد ان تم تأجيلها عقب احتجاجات من قبل الحركة الشعبية تحت مبرر عدم اعترافها بنتائج السجل الانتخابي ، وشككت في ارقامه ، مما اضطر المفوضية القومية للانتخابات الى تأجيل الانتخابات بالمنطقة الى حين إعادة السجل .. وقد كان ! وبعد انقضاء الانتخابات .. بدأت الولاية تحبس أنفاسها وسط اجواء من الترقب والحذر لإعلان النتيجة ، اما ما تردد من حدوث تزوير في هذه الانتخابات ، فهو مستبعد تماما ، وذلك بسبب الحضور الكثيف لوكلاء الأحزاب في المراكز المختلفة منذ بداية الاقتراع حتى الوصول الى مرحلة الفرز ، اضافة الى خلو سجلات الشرطة من أي بلاغ يشكك في نزاهة الانتخابات التي شهدت منافسة شرسة ظهرت منذ بداية الحملة الانتخابات !! ولكن التسريبات الاولية – غير الرسمية – اشارت الى اكتساح مرشح الوطني " احمد هارون " متجاوزا مرشح الحركة الشعبية " عبد العزيز الحلو " بحوالي " 9808 " الف صوت ، وهذا الفرق الكبير كان بسبب الاقبال الضعيف في المنطقة الغربية التى تعتبر منطقة – مقفولة – للمؤتمر الوطني ! كذلك دفعت الحركة الشعبية بتسريبات عبر – صحيفتها – وبعض المواقع الالكترونية على شبة الانترنت ، بفوز مرشحها الحلو بمنصب والي الولاية ّ ولكن .. للحركة أجندة مغلقة تحت نجمتها ، لأهمية المنطقة وموقعها الاستراتيجي في الحد الفاصل بين الجنوب والشمال بعد الانفصال ! أجندة لا يتحدث بها احد ! وكذلك للمؤتمر الوطني أجندة يعلمها وحده ! ولكن الحركة قامت في الايام الفائتة بتوزيع كميات من أسلحة " القرنوف " على مواطنيها في أحياء طرفية بكادقلي بهدف إثارة حالة من الفوضى والاضطراب الأمني بالمدينة حسبما قالت بعض المصادر ، حال فوز مرشح الوطني بمنصب الوالي ! وفي خضم هذا الصراع في كردفان ، كرر عرمان ما قاله وفد الحركة الذي زار أمريكا أخيراً، مركزاً على تشديد وتضييق الخناق على الشمال وعدم رفع العقوبات الأمريكية والضغط عليه. و دعوة الأمريكيين لعدم تسريع حل قضية دارفور، والإبقاء عليها جرحاً يستنزف الحكم في الشمال والتضييق عليه لتحقيق حلم السودان الجديد ! وسلفاكير ألغى زيارته لجنوب كردفان وفق تقرير أصدره دينق ألور يؤكد ضعف عمل الحركة وإنجازها في الولاية ، مقارنة بما فعله احمد هارون من بنى تحتية وانجازات ! سلفا وجد ان التقريرين متناقضين تماما ( تقرير الحلو الذين يؤكد الفوز بنسبة 70% - 80 % وتقرير الخلايا الأمنية بواسطة ألور يكشف الحقائق كلها ) ويتراجع سلفا عن الزيارة ، كما تراجع على عثمان عن زيارة ولاية النيل الأزرق ابان الانتخابات العامة عندما علم بفقدان المؤتمر الوطني للولاية ، وأيلولتها للحركة الشعبية ! وعندها أطلق الفريق مالك عقار عبارته الشهيرة ( النجمة او الهجمة ) اذن تقرير ألور فنّد اكاذيب تقرير الحلو وإدعاءاته وتسبب في إلتزام رئيس حكومة الجنوب مكانه ! والحركة الشعبية تعودت على إظهار القوة – وكيسها فاضي – وهى تعلم ذلك ، كما فعل إدوارد لينو في تدشين حملة الحركة الشعبية للإنتخابات العامة بالمقرن ، وافرد عضلاته معلنا تأكيد فوزه بمنصب والي الخرطوم منافساً لعبد الرحمن الخضر ، حتى كنا نصدق حديثه ! ولكن خابت ظنونه وظنون الحركة الشعبية ! وعرمان فعل ما فعله لينو تحت غطاء النجمة وملأ الدنيا ضجيجا بترشحه امام البشير .. ولكن لم يصمد وانسحب ! هكذا هى الحركة الشعبية ، تعمل دون تخطيط استراتيجي ، وقراراتها متخبطة وفردية ، دون شورى او مرجعية مدروسة . وبهذه الانتخابات – كمل فهم الحركة – وفقدت جنوب كردفان لأبد .. ونشوف آخرتها . Ali Car [[email protected]]