[email protected] الفقرة التالية نقلتها كما وردت ودون أي تعديل في المحتوى أو اللغة من مقال السيد صلاح إدريس، الرئيس الأسبق لنادي الهلال المنشور بالصفحة الأخيرة لجريدة المشاهد أول أمس الأحد. " الخلاف بين من يشغلان منصبي الرئيس والأمين العام يكون خلافاً خطيراً بل ويمكن أن يكون سونامياً خاصة إذا كان بشخصية الرئيس ضعف أو اهتزاز وفي شخصية الأمين العام طموح وأشواق للعلو والترقي دون إمكانيات تذكر.. الرجلان ذوا شخصيتين مختلفتين فود البرير سطحي وذو قدرات متواضعة ولا يجيد التعبير حتى عن ذلك القدر اليسير الذي يعرفه وهو انفعالي بدرجة كبيرة مما يفقده القدرة على السيطرة على الأمور وحسن الإدارة، إضافة إلى أنه ولضعف قدراته فإنه يقع فريسة ولقمة سائغة أمام ( جوقة ) المستشارين التي من حوله وما أكثرهم .. أما الكاروري والذي لم يكن يعرف عنه شيء قبل نزوله بمظلة التعيين في باحة الهلال فقد تمسكن حتى تمكن وصمت دهراً ثم نطق تحريراً أو طائفاً ثم أعلن البيان رقم واحد من العرضة شمال." ولكم أن تتخيلوا كاتباً ورجل أعمال شهيراً ورئيساً أسبق لنادي الهلال العظيم يكتب في حق رئيس النادي وأمينه العام الحاليين كلاماً من هذه الشاكلة! ورغماً عن ذلك هناك من يصفونه ب (رجل) المرحلة ويطلبون من الأهلة أن يقبلونه بأخطائه وعلاته! بالله عليكم هل يستحق منا مثل هذا الرجل أن ندعو له بالشفاء العاجل، أم نطالب بعودته رئيساً للهلال! هل بلغ بالأهلة الهوان إلى الدرجة التي يظنون معها أن حواء لم تنجب غيره حتى نقبله بكل هذه العلل والعيوب وننسى كل المشاكل والديون المتراكمة التي ورط فيها النادي الكبير! وحتى إن قبلنا فكرة أن حواء الهلال قد أصابه العقم من بعده وأنه ما من رجل يحمل المال والفكر سواه لنقبل به رئيساً لنادينا، أليس من حقنا أن نقف متأملين تناقضاته التي يعبر عنها كل يوم وفي كل موقف. الغريب في الأمر أن ما سطره الرجل أعلاه في هجاء البرير ودكتور كاروري ينطبق عليه هو شخصياً قبلهما. ولنبدأ بالخلاف المفترض بين الرئيس والأمين العام الذي قال صلاح إدريس أنه يمكن أن يكون سونامياً ونسأله: أنسيت يا رجل خلافاتك الحادة مع أمين عام مجلسك الأستاذ عماد الطيب؟! أنسيت خلافاتك مع معظم أعضاء مجلسك بعد أن ثاروا لرجولتهم ولشهامتهم وبدأوا يعبرون عن رفضهم لدور الكومبارس الذي أردت أن تحبسهم فيه؟! أما الطموح وأشواق العلو والترقي فقد مارسته أنت في أعظم صوره قبل الكاروري وذلك حين أتيت بأموالك الغزيرة ( ربنا يزيد ويبارك) من السعودية وبدأت في توزيعها يميناً وشمالاً حتى تصل إلى ما حققته لاحقاً من شهرة وصيت وترؤس لنادِ في مكانة الهلال. قلت أن الكاروري لم يكن معروفاً إلى أن هبطت به مظلة التعيين في باحة الهلال.. فليكن يا أخي الكريم لكن تذكر أن صلاح إدريس أيضاً لم يكن معروفاً لا في الهلال ولا في السودان بأكمله إلا بعد أن جاء يتأبط حقائب الأموال مع بداية التسعينات. لعل القارئ الكريم قد لاحظ أنني قفزت في تفنيدي لحديث السيد صلاح إدريس بعض العبارات وذلك لا لشيء سوى أنها يصعب التعقيب عليها لأنها أصلاً ما كان يجب أن ترد من رجل يعتبر نفسه قامة هلالية ويظن واهماً أنه أفضل رؤساء النادي ويوهمه البعض بأن أمثاله هبة سماوية للأهلة. أطلقت الكذبة فصدقتها يا أخي الكريم وصدقها معك الكثيرون، لكن الأهلة عقلاء ويملكون القدرة على التمييز بين هذا وذاك. ليس بيننا من يقول أن البرير شخص مثالي أو أن الكاروي أمين عام لن يتكرر. فهما مثل بقية خلق الله يخطئون ويصيبون والأهلة يرقبون عن كثب ولديهم القدرة على انتقاد كل أعضاء المجلس عندما يقعون في خطأ يتضرر منه الهلال. وبنفس القدر لابد أن يثني الأهلة على دورهما وبقية أعضاء المجلس عندما يقومون بما يستحق الإشادة. وما لا يمكن تجاوزه أو إغفاله هو أن الهلال تأهل هذه المرة من تونس التي كانت مقبرة بالنسبة لنا وهو أمر يشكر عليه مجلس الهلال الحالي فرداً فرداً. وبعد أن بلغ الفريق دوري المجموعات فإن المطلوب من هذا المجلس هو التركيز الجيد والعمل بكد وسهر الليالي من أجل توفير كافة المعينات التي تضمن عدم تضييع الفرصة كما تكرر في المرات السابقة. ولكي يتحقق هذا الهدف أرجو وأتمنى من البرير والكاروري وبقية أعضاء المجلس أن يكبروا عقولهم قدر ما يقدروا وألا يصغوا لمثل هذه الترهات التي ترمي إلى حرب نفسية تشتت جهود المجلس في هذا الوقت الدقيق. مصلحة الهلال فوق كل شيء أخوتي أعضاء المجلس ولذلك نتعشم في أن تركزوا جهودكم مع فريق الكرة ولا تشغلوا أنفسكم بما دون ذلك. وربما كان صلاح إدريس محقاً في جزئية " كثرة المستشارين" ، لكن يجب أن نذكره هو أيضاً بأنه كان يصغي كثيراً للنمامين وما زال، حيث نراه يكتب في مقاله اليومي بين الفينة والأخرى " فلان قال لي كذا وفلان اتصل بي في الخارج ليبلغني بكذا". أقول لرئيس الهلال الحالي لا تصغوا لأي استشارات من أي نوع، لا ممن يختلفون مع هذا ولا من يتفقون مع ذاك. ولتصغوا فقط للأصوات التي تطالب بسد النواقص وتوفير المعينات لفريق الكرة. فهناك ما لا يريد لانجاز كأس أفريقيا أن يتحقق خلال عهدكم. فكونوا على قدر التحدي وتأكدوا أن ذلك لن يتم سوى بالعمل وحده ولا شيء سواه. التصريحات.. المانشيتات.. استضافة القنوات الفضائية والإذاعية لن تفعل شيئاً سوى إضاعة وقتكم الذي يفترض ان تكرسوه لفريق الكرة في هذا الوقت. كونوا أكبر عقلا ًمن غيركم ، وليتكم تٌفعلون فكرة أن يكون للفريق متحدث رسمي واحد لا ينطق أي عضو سواه بأي كلمة لا للإعلام ولا حتى في الجلسات الخاصة. وعلى بقية الأعضاء العمل في صمت تام. هي فترة قصيرة ستنقضي بعدها البطولة وإن عرفتم كيف تديرون أمور النادي في هدوء وترو فسوف تسطرون أسماءكم بأحرف من نور. عشم كل هلالي مخلص وعاشق حقيقي للهلال هو أن يتحقق حلم الظفر بلقب بطل أفريقيا، فلا تفوتوا الفرصة هذه المرة، فقد ضاع الحلم أكثر من مرة نتيجة لأخطاء وهفوات إدارية لا نريدها أن تكرر.