بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغٌ للناس إستهلالة: كلنا يذكر قصة الحمار" الدُبُّلاوي " – لا مواخذة - والذي تصادف أن الأسد لم ير مثله في الغابة قبلاً ؛ فقد كان الأسد يعرف أشكال وصفات رعيته ولم يكن بينها غير حمار الوحش المخطط ؛ فلما شاهد الأسد الحمار " الدبُّلاوي " لأول مرة ظنّ أنه كاسرٌ أقوى منه وأن ملكه مهدد وسيكون في خبر كان إذا ما افترسه الأخ " الدبلاوي" !! ؛ فطفق الأسد يجري خوفاً منه والحمار" الدُبُّلاوي" إغترَّ وظل يجري وراءه ظناً منه أن الأسد خاف وارتعد ، ولكن فجأة توقف الأسد وتذكر أن أخينا " الدُبُّلاوي" لا يختلف عن المخطط إلا في شكل " يعني كلو أم الكلب بعشوم" كما يقول أهلنا في الحر في غرب كردفان ؛ فما كان منه إلا أن هجم عليه وضربه الضربة القاضية التي أودت بحياته ثمناً لغروره والتي لحقتو " لسمحين"!! . فاضحي وليمة فاخرة للأسد واللبؤة وجرائهما.!! المتن: يوم أجريت الانتخابات التشريعية متزامنة مع الرئاسية في أبريل 2010 كان على حزب المؤتمر الوطني تقديم كثير من التنازلات لإمتصاص إستئساد واستقواء مالك عقار والذي عندما شعر بتقدم فرح عقار عليه أعلن على رؤوس الاشهاد بأنه سينصب نفسه والياً بالقوة!!؛ كبّر حزب المؤتمر الوطني دماغه ولم ينجر إلى فتنة يريدها مالك عقار؛ فارخى المؤتمر الوطني شواربه حتى تمر العاصفة بسلام ورأسه مرفوعة بفوزٍ مستحق؛ لم يصل حقيقة إلى 99.9% وليس مثلما نال سلفاكير والحركة الشعبية رغم إقصائه لكل الأحزاب الجنوبية الفاعلة التي أرهبتها الحركة الشعبية بقوة السلاح وبنفس قياداتها من رؤوس الفتن. ويتربع على عرش الفتنة في الحركة الشعبية كادريها باقان وعرمان واللذين كانا يريدان افتعال أي مشكلة في جنوب النيل الأزرق حتى يهرولوا نحو سادتهم للإستقواء ولما أسقط في أيديهم لم يجدوا غير الأجندة الفضائحية التي تليق بنضالهما المشبوه فراحا يلفقان مواضيع " النسوان " كموضوع لبني وصفية . وظهر الفساد والنفاق في البر والبحر فتوجاه بزيارة باقان وصاحب قُفّة " عرمان" لأزرق طيبة؛ إذ خرج باقان بمعيته يلبس جبة الدراويش الخضراء ومزيناً عنقه بسبح اللآلوب وهو يتمايل ذات اليمين وذات اليسار في حلقة الذكر؛ فلا أدري هل " سَكِر " يومها من الذكر أم جاء وصاحبه لأزرق طيبة وهو جاهز؟!.. يومها ظننت أحد أمرين ؛ فربما كان أحدهما ما قد حدث ؛ إما أن أسلم باقان سراً ثم جاء ليتصوف على يدي شيخ أزرق طيبة وإما أن الأخير " تنصر " ؟! وحتى هذه اللحظة أنا في حيرة من أمري .!! .. هناك شيخ داهية همس في أذني قائلاً : [عندما تكون عميلاً للأجنبي يا ولدي فكل شيء بعد ذالك لك مباح فعندها تصبح بين أهلك وناسك كمن رفع عنه القلم ؛ فتصبح حذقاً في مسائل النفاق والتدليس والتلفيق السياسي والدسيسة وحياكة المؤآمرات وتأليف سيناريوهات فضائحية كتلفيق التهم الجنسية ؛ وقال لي لآزم يا ولدي تصل للإنتا عاوزة بأي طريقة .. الشغل دا ما فيهو عيب ؛ حتى القوادة ما بتعيب فيهو ] ؛ ولما كنت أؤمن بأن أكبر منك بيوم بيعرف أكثر منك بسنة فكان لا بد لي من أخذ الحكمة من كبارنا.!! الحاشية: الحمدلله أنه لم تتزامن الانتخابات التكميلية لجنوب كردفان مع جنوب النيل الأزرق حيث قامت الحكومة بتنمية جنوب كردفان بصورة غير مسبوقة ؛ فيبدو أن الحلو لم يكن فطناً أبداً ليدرك الحقائق والمتغيرات من حوله ليعلم أن سيناريو مالك عقار لا يمكن تكراره فمن باب أولى كان عليه أن يدرك الآتي : عند قيام الانتخابات التشريعية والرئاسية سحبت الحركة مرشحها للرئاسة وفي ذلك إشارة واضحة بأن الشمال ما عاد يهمها فقد فازت برئاسة الجنوب ومجلسه التشريعي وأنها ما عادت تعبأ بما يجري في الجنوب منذ توقيع اتفاقية السلام لم تتكرم الحركة بمساعدة جنوب كردفان ولا جنوب النيل الأزرق "بالتكتح". قلصت نمكاتبها بالشمال وقلصت الانفاق وتركت عرمان زلة ملامة ليقدم لكم بعض سند معنوي. جاءت ربيكا قرنق تساندكم في حملتكم الانتخابية وتخلف سلفا كير ولكن كان عليكم إدارك أن الناخب يريد أن يرى ما قدمته الحركة لجنوب كرفان من مشروعات تنموية. إن الاستفتاء قد إنتهي والجنوب انفصل عملياً وأن الحركة الشعبية ستغادر في 9/7 وتكون دولة ذات سيادة وتواجدها في الشمال سيكون تمثيلاً ديبلوماسياً لدولة أجنبية. كان حقاً فوز مولانا هارون بمنصب الوالي لأنه مرشح الحزب الذي أتي بكل التنمية وأنتم وحركتكم أتيتم بالكلام وبس والكرم لا يسمن ولا يغني من جوع ؛ الكلام لا يوفر وظائف ، الكلام لا يشيد طرق ، ولا يبني مدارس ، ولا يحارب الفقر يمول مشروعات أصغيرة . ما حدث في أبيي بفرض الدولة لهيبتها بقوة الشرعية لتأمين البلاد والعباد كان فيه الدرس والعبرة لك ولغيرك بأن الحليم مهما صبر ؛ فصبره لا يعني الضعف ؛ إنه درس لكل من يستقوي بالحركة الشعبية أو جعجعة رموز قطاع شمالها بأن للصبر حدود.!! ما عاد يخيف الحكومة ولا الشعب السوداني أي تهديد مهما كان المُستقوى بهفلو بلعنا ممارسه مالك عقار في أبريل 2010 فلظروف ما لإعلى الفريق الحلو التأكد بأن تلك الممارسة لن تتكر ولو كانت ظروف اليوم مهيأة يومذاك لكان حاكم الولاية الآن فرح عقار وليسمالك . لأن مالك عقار استغل مرحلة من المراحل كان على الدولة أن تقدم تنازلات فإن كان الفريق الحلو أو مالك عقار وظهيرهما عرمان يعتقدون أن نفس الظروف يمكن أن تأتي أُكُلها اليوم فهو واهم وربما خانه تقدير الموقف والمتغيرات على الوجه الصحيح. هامش: شعب جمهورية السودان لن يرضَ أن يكون مسرحاً للفوضى الخلاقة من الآن فصاعداً وعلى الدولة بسط هيمنتها وسيادتها وهيبتها وبعد 9/7 من يتآمر على وحدة ترابها ونسيجها الاجتماعي ويلجأ للتهديد بالقوة وإعلان الحرب فعلى الدولة أن تواجه ذلك بالحسم بتطبيق الشرعية الدستورية وبموجب الاستحقاق الانتخابي والفوز بها يعني التفويض الشعبي وعلى الحكومة أن تكون محل ثقة الشعب الذي انتخبها.. والله المستعان على بقايا فلول الحركة التي ستنقطع صلتها الدستورية والشعبية تماماً بعد شهر ونصف من الآن.!! abubakr ibrahim [[email protected]]