أجرت إحدى الصحف لقاءاً مطولاً مع شيخ العرب الأستاذ معتصم ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان تناول فيه جملة من القضايا التي تهم ولايته. و مما يلاحظ أن السيد الوالي قد بدا متفائلاً جداً بمستقبل التنمية في شمال كردفان على الرغم من أنه لم يذكر إنجازاً واحداً يدعو لكل ذلك التفاؤل؛ بل إن ما ذهب إليه الوالي لا يعدو كونه آمال طموحة يحق له كسياسي أن يمني بها ناخبيه مع السعي لتحقيقها. وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن هذا اللقاء قد تم قبل المعلومات التي أدلى بها وزير المالية عن طريق أم درمان _بارا في المجلس الوطني حتى أبكت أحد نواب الولاية. ولعلي استدل هنا بما سطره الأستاذ عادل البلالي في صحيفة أخبار اليوم حيث يقول (لأن والي شمال كردفان يده داخل الماء الساخن نسبة لإشكالات الولاية المتراكمة التي لا تحتاج لشرح من الوالي أو درس عصر!لماذا تبلغ متأخرات الولاية على المركز أكثر من (140) ملياراً من الجنيهات هل هذه المعلومة والحقيقة غائبة عن وزارة المالية الاتحادية التي لها حق القوامة في شأن المال العام وجدولته؟! لماذا نجد بعض الولايات في حالة تخمة مفرطة من الرفاهية .. وتكابد أخريات بشق الأنفس بسبب حالة الكفاف والضنك المفروضة عليها من قبل بيروقراطية المالية الاتحادية التي تعلم سلفاًَ بأن ولاية شمال كردفان ولاية فقيرة خدمياً وتنموياً وليست لديها بنيات إستراتيجية ولا يمكن أن نطلق على المدرسة والجامعة والمستشفي ومحطة التوليد الكهربائي وسكن طلاب الجامعات اسم (المشروعات التنموية) لأن التنمية ليست في أبجديات الخدمات التي ينبغي أن يحظى بها الإنسان). فهل ما زال السيد الوالي متفائلاً بأن وزارة المالية ستفي بوعدها؟ لقد أحدثت هذه المواقف السالبة من قبل وزارة المالية حراكاً واسعاً في الولاية تمثل في إنشاء لجنة ولائية تضم عضويتها نفرًا كريماً من الشخصيات المعروفة من بينهم الفريق الطيب عبد الرحمن مختار مستشار رئيس الجمهورية، و السيد وزير المالية الأسبق سيد علي زكي و قنديل إبراهيم قنديل و هو وزير سابق و الدكتور التاج فضل مدير جامعة كردفان سابقاً، و الأستاذ مساعد محمد أحمد رئيس إتحاد المصارف في السودان و بعض نواب الولاية في البرلمان و أنيط بها متابعة موضوع هذا الطريق الحيوي ليس لشمال كردفان فحسب بل لكل البلد. و كل هؤلاء يعلم تماماً كيف تمول المشاريع القومية الكبيرة و لذلك تجد هذه اللجنة كل التقدير و تنال ثقة الجميع في شمال كردفان لأنهم يعلمون بواطن الأمور و بإمكانهم إدارة الموضوع بكل حنكة و دراية سوف تفضي لحل يحقق طموحات الناس و يعيد ثقتهم فيما بذلته الدولة من وعود كثيرة لم يتحقق منها شيء حتى كتابة هذه الأسطر من بينها الطريق المشار إليه و مياه الأبيض و المستشفى المرجعي الذي وعد به السيد رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة إلى الأبيض و نحن من هنا نطالبه بالوفاء لأهل هذه الولاية الذين ما انفكوا يبادلونه كل الود و التأييد. وعموماً إن تكوين هذه اللجنة يجعلنا نرى ضوءاً خافتاً في نهاية النفق المظلم، كما أنه يعني أن الأمر لا يزال بيد العقلاء و الصفوة و لكننا نخشى أن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن ويزداد إحباط الجماهير المغلوبة على أمرها و عنده قد يحدث ما تحمد عقباه. من ناحية أخرى نحن الآن بصدد تكوين جسم يضم كل أبناء شمال كردفان في بلاد المهجر بغض النظر عن انتماءهم الحزبي أو القبلي أو الفكري حتى يكون لنا منبر واحد نستطيع من خلاله إسماع صوتنا للجهات الرسمية في الداخل و لن يكون هذا المنبر موجهاً ضد الدولة بأي حال من الأحوال كما أنه لن يكون جهوياً محضاً أو قبلياً ولا حتى سياسياً بل هو حراك مطلبي لتحقيق أهداف محددة تتمثل في مطالب أهلنا المشروعة التي يعلمها القاصي و الداني في الحكومة الاتحادية والولائية والله المستعان.