من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن السلم التعليمي أن الشاب يقضي زهرة شبابه وقوته في حجرات الدراسة فيكون في سن الإنتاج والعطاء متعطلاً بالدراسة أما بالنسبة للفتيات فالمشكة أعظم حيث إنّ السلم التعليمي هو سبب في تأخر سن الزواج وسن الإنجاب في حياتهن بل إنّ السلم بصورته الحالية سبب من أسباب العنوسة وفقدان الفتيات لفرص الزواج في الفترة الحيوية النشطة من حياتهن كما أنّ السلم التعليمي في السودان يتسبب في مشكلات خُلُقية حيث يجمع من لم يبلغوا الحلم مع المراهقين والمراهقات في مرحلة تقتضي الفصل وقد تسبب ذلك في مشكلات خلقية أدّت بعضها إلى جرائم ومشكلات كبيرة لا تفصح عنها وزارة التربية والتعليم . إذا نظرنا للزمن الحقيقي الذي يدرسه الطالب سنوياً سنجد أن الوقت يضيع من حياة الطالب أكثر من الذي يدرسه فالوزارة تعلن أن العام الدراسي 32 أسبوعاً أي 224 يوماً فإذا حذفنا أيام الجمعة في البلاد التي تدرس ستة أيام صارت الأيام 192 يوماً وإذا حذفنا أسبوعاً في أول الدراسة وآخر في نهايتها صارت 178 يوماً وإذا حذفنا أيام الأعياد والمناسبات القومية وغيرها وهي تصل إلى 14 يوماً صارت الأيام 164 يوماً ومع حذف أيام الامتحانات تكون أيام الدراسة 150 يوماً والدراسة الحقيقية هي خمسة أشهر في العام . فإذا جعلنا الدراسة الحقيقية 32 أسبوعاً وأخذنا بنظام اليوم الدراسي الكامل مع مناهج متوازنة لا ترهق الطالب ولا تركز على حشوه بالمعلومات وارهاقه بالواجبات في ظل برامج مفيدة تُغني الطالب عن الدروس الخصوصية وبحيث يحسن أحوال المعلمين يمكن أن يخفض سنوات الدراسة بحيث تكون مرحلة الأساس 5 سنوات الثانوي 5 سنوات والجامعة 4 سنوات فيتخرج الطالب وعمره 19 سنة في الكليات الإنسانية و 20 سنة من كليات الطب والهندسة وغيرها . االتخطيط السليم للمننهح أصبح التخطيط للمناهج من التخصصات التي نتجت عن تطور التربية يقوم بها المتخصصون في الدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية والبيئية والثقافية واصحاب الخبرات فيمجالات التعليم والمعلمون وأولياء الأمور واصحاب الفكر والرأي حتى ياتي المنهج محققا لأهداف وتطلعاتها وطموحاتها في الحياة التي تسعى للوصول اليها فالمنج لا يبنى وفق راي القيادات التربوية فحسب بل وفق الاتجاهات الفكرية التي تتمخض عن الحوار والأهداف التي يتفق عليها بين اجهزة التعليم والمخططين واصحاب الخبرة والرأي إن التعليم كما يقول علماء التربية صناعة تهدف الى انتاج أعداد من القوى االبشرية المؤهلة للعمل في قطاعات الحياة المختلفة ومجالات الانتاج المتعددة وهو لذلك يحتاج الى توفير عناصر مميزة تعطي انتاجا مميزا من المؤهلين على درجة كبيرة من الكفاءة والمعرفة .وعلى هذا فان التعليم – مالم يعد النظر في مناهجه وخططه واهدافه وشكلياته والقوى المنتجة والموجهة والقائدة والتلقية-سيظل مقتصرا على تعليم القراءة والكتابة في حدود ضيقة وربما القدرة على قراءة الصحيفة اليومية والكتب المبسطة ثم يكون الناتج معاناة في الفكر وعجز عن الابتكار او التجديد او الاضافة كما هو الوقع المعيش إذا نظرنا الى التقارير التي يقدمها المسؤولون عن التعليم في الحصاد السنوي للمجالس الوطنية والمؤتمرات تجد مقدمات جميلة وطموحات وآمال كبيرة ثم تجد إحصاءت عن تطور التعليم من الناحية الكمية وعدد المدارس والميزانيات المتعاظمة وما الى ذلك من شكليات كثيرة ولكنك اذا بحثت عن دراسة لآثار التعليم في حياة الانسان ماذا غير التعليم في حياته وفكره؟ ماذا اضاف الى تجاربه وقدراته وامكاناته العقلية والجسمية والعاطفية والاسانية؟ماذا اكتسب من زيادة في قدرات الابتكار والابتكار؟ ماذا غير في سلوكه العام والخاص؟ما التحولات التي استحدثها التعليم في نقل المجتمع من مجتمع استهلاكي الى مجتمع منتج يأكل حقيقة مما يزرع ويلبس مما يصنع ما المردود الاقتصادي للتعليم؟ما العوائق التي تحول دون تحقيق الاهداف في السسيرة التعليمية؟ اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابة بدلا من اظهار ايجابيات لاوجود لها في الواقع مع الاعتراف بان التعليم وجودته لايقاس بالمردود الاقتصادي او الاجتماعي فحسب بلبالنظر ايضا الى مدى الملاءمة بين التعليم وقيم المجتمع وعقيدته واهدافه ومدى تلبيته لحاجات المجتمع الحددة في اهدافه ان المشكلة التي تواجه التعليم في هذه البلاد تتمثل في اختلاف المعايير التي تحكم العملية التعليمية وتوجهها وتحدد نوعيتها سواء اتصلت المعايير بالمدرسة اوالاداء او التقويم كما ان توسيع فرص التعليم من الناحية الكمية كان على حساب النوعية مما جعل التعليم ضعيفا بحيث بصل الطلاب الى الجامعات وهم لايحسنون القراءة والكتابة فضلا عن الاشياء الخرى. واذا كنا نجد بعض اطلاب المتميزين من اصحاب العقليات الجيدة والقدرات المميزة تجدهم نتاج اسرهم و امكاناتهم الخاصة وربما الدروس الخصوصية التي حرمت الكثير من الفقراء ان يطوروا انفسهم ويحققوا طموحاتهم Dr Abbas Mahjoob [[email protected]]