الشريط الوثائقى لجوليا اماتى وستيفن ناتانسون والذى عرض فى النسخة التاسعه لمهرجان آمال الدولى بسانتياغو دى كومبستيلا باسبانيا يعكس بصدق العلاقه بين الفلسطينين واليهود فى محيط محدود هو فضاء الأحداث مدينة الخليل او هيبرون كما جاء عنوان الفيلم ,هذا الفضاء المحدود تم تحديده اكثر من قبل الجيش الإسرائيلى بحواجز خرصانية وسلك شائك العبور ولكن سالك التعبير من خلال كاميرا صانعى الفيلم التى رصدت العلاقه بين مستوطنين شدهم الى المكان وعد قديم لايزال يحفر فى عقول الأجيال المتعاقبة , يدفعهم بقوة الى تحقيق وجود بشتى السبل ,وبين أصحاب أرض لاتثنيهم المعاناة اليومية عن مهمة البقاء فالبقاء هنا لايتعلق بأسر حوصرت فى رزقها وحركتها ومسكنها ولكن بتاريخ يؤكد حقيقة الإنتماء الى المكان عبر أجيال سلمت الأمانة لأحفادها الذين نرى أحدهم وهو رب أسره اربعينى يدور جزء مهم من الفلم فى بيته ومحيطه , نراه يقول فى الخاتمة أنه سيبقى على الرغم من كل شئ ,هكذا كانت وصية الاجداد أما المقابل الذى له أيضاً وعد تاريخياً تم توارثه فنراه منذ افتتاحية الفيلم يحاول بشتى السبل العمل على إخراج اصحاب الدار من بيتهم . أسرة الأربعينى التى تم بناء حاجز حديدى امام منزلها لدرء شرور أخرى إسرائيلية مقاربة لها فى السكن نرى بأعينها كراهية الإسرائيلى عبر أجيال تتفنن فى طرق الإعتداء فالأطفال فى العاشره ومافوق يرمون بالحجاره وسيدة البيت وبنتها التى تتجاوز السابعه عشر يعرفون كيف يطلقون السباب الذى صدم المشاهدين ببذاءة مقرفة , و هناك رجل كبير فى السن يغنى على جيتارة كل مايغذى النفس من سموم . للفلم فضاء احداث آخر يتمثل فى حركة دليل سياحى شاب إسرائيلى مع وفد سياحى اجنبى يتحركون فى الخليل المدينة التى هجرها سكانها الأصليين بعضها خاو وبعضها إستوطنه القادم من بعيد , يبدوا صادقاً فى سرده لوقائع ماحدث لشهود العيان الذين يقدمهم صناع الفلم لفضاء أكبر يسحب المسئولية على كل الصامتين . يستند الفلم على إفادات أخذت وقت فى إستغراقها فى تاريخ الصراع بين الهويتين زادت من زمن العرض والذى بلغ 72 دقيقة مما أثر قليلاً فى شد إنتباه الحضور الكامل فى التياترو برينسبال خصوصاً من العرب او الملمين بهذا التاريخ , ولكن من جانب يحسب له الإضاءه بتفصيل للمشاهد الإسبانى الحاضر بشكل نوعى . تم انتاج الفلم على مدى ثلاث سنوات تكبد فيها صناع الفيلم معاناة كبيرة فى معظم مراحل الإنتاج وشاهدنا من خلال الأحداث ذلك عندما يجبرون على قفل الكاميرا وتتم مواجهتهم بغلظه من الجيش الإسرائيلى , وبعدوانية من المستوطنين عندما يتم تصوير واحده من اعتداءاتهم على المارة فى الطريق او فى البيوت . تم استخدام كاميرات مختلفة فى بعض المشاهد خصوصاً أثناء لقاءات الأسرتين فى عراكهما الأبدى فنرى الصورة كأنها من كاميرا مصور هاو لتضيف بعداً أكثر وآقعية على المشهد . هذه هى أرضى .. الخليل . تميز بصدق كبير فى نقل الواقع وبحرفية متقنة من صناع الفيلم الأمر الذى مكنه من إنتزاع جائزة أفضل فيلم وثائقى فى آمال 11وعمل كذلك على تنبيهنا للحقيقة المخيفة التى تتمثل فى العداء المطلق للعرب من معظم أطفال وشباب اسرائيل والذى تم زرعه بداخلهم منذ النشأة ليلغى بذلك قدر كبير من الأمل فى مستقبل أفضل للطرفين . صدام صديق بشير سانتياغو دى كومبستيلا (حائط مسرح العروض .تياترو برينسبال) سانتياغو دو كومبستيلا. ستيفن نتانسون يحمل الجوائز فى آمال11 (تصوير ماريو لوركا) sadam siddig [[email protected]]