من حق جمهور المريخ أن يفرح وينتشي وأن يحتل الطرقات ويملأها سعادة وحبورا وأن يعبر بكل الأشكال عن تفاعله مع إنجاز الفوز ببطولة الدوري الممتاز .. من حقه أن يتحرر من القيود التي تحكم قدرته علي التعبير ويفجر طاقاته بدرجة تصل الهستيريا المحببة فقد عاد الفريق لمنصات التتويج بعد سنوات عجاف غابت فيها الأفراح عن أسوار النادي كل ذلك مقبول ومطلوب ومهضوم .. ولكن غير المقبول والمطلوب والمهضوم أن تغطي هذه الأفراح ولو لحظة واحدة علي المأساة التي ظل يعيشها المريخ تحت رئاسة الوالي الهاوي طوال ثمانية مواسم متتالية ويعتبر الموسم الأخير أسواءها علي الإطلاق بل هو موسم الإنهيار الإداري الكامل ويجب أن يغادر بعده الرجل القلعة الحمراء غير مأسوف عليه بعد أن يسجل في دفاترها أسواء رئيس مجلس إدارة مر في تاريخ النادي فقد تعرض المريخ في عهد هذا الرجل لضربات متتالية أفقدته هيبته وريادته وأدبه وتاريخه وتحول معه النادي إلي (ملطشه) وتعرض إلي إهانات وإساءات وإستفزازات لو كان للرجل إحساس ولو قليل بأدب الإستقالة لغادر من اللحظة التي سقط فيها قناع إمكانياته وقدراته الإدارية وتعري بالكامل أمام الرأي العام الرياضي بالدرجة التي فشلت معها كل محاولات البحث عن ورقة توت لستر الفضائح التي توالت تباعا وبكثافة أصبح من الصعوبة بمكان السيطرة عليها .. عشاق ومحبي نادي المريخ مطالبين بتوجيه سؤال لأنفسهم .. ماذا حقق الوالي الهاوي للمريخ؟ الإجابة السريعة والمباشرة لاشيء علي الإطلاق .. ومع ذلك فقد تخرج أصوات تخشي مغادرته مرددة (حقق الممتاز) .. ويأتيها الرد في ذات اللحظة (لم يحقق شيئا) ... وتواصل ذات الأصوات الهتاف ( أعاد تأهيل النادي والأستاد) .. فتجيبها الأصوات الأولي ( لو وفر قطعة الأرض وبناهما لقلنا حقق شيئا ولكن إعادة تأهيل؟ لم يحقق شيئا) .. وترتفع الأصوات الخائفة من مغادرة الرجل (سجل وارغو بثلاثة مليون دولار ) .. فتأتيها الإجابة هادئة (لم يحقق شيئا) .. فيزداد الصراخ (سجل طمبل وكليتشي) .. فتخرج الإجابات أكثر هدوءا (لم يحقق شيئا) .. ويتحول الأمر إلي حالة من الهياج والأصوات ترتفع أكثر (عفي ديونه 9مليار) .. فتخرج الكلمات بطيئة (لم يدفع شيئا) .. ويتحول الهياج إلي صراخ (فاز بكأس السودان مرات ومرات) .. فنسمع (لم يحقق شيئا) .. ويتحول الهياج والصراخ إلي قفز عالي ( جنس اللاعبين) .. فيأتي الرد (لم يحقق شيئا) ... ودون وعي يهتفون (زول السلطة) .. فيأتي الجواب ( لم يحقق شيئا) .. ويستمر الأمر هكذا بين مدافعين ورافضين .. (سجل محترفين .. أحضر مدربين .. صرف الملايين والمليارات .. ووو وجاب حسام البدري وحل مشكلة الحضري (لم يحقق شيئا وجاب لينا الكلام ) .. آخر أخبار موسم الحساب (هرب البدري) ورفض الإشراف علي مباراة القمة وعين المجلس فاروق جبره وإبراهومه لتولي المهمة .. ليتضح أيضا أن البدري يفعل مايريد في المريخ دون أن يسأله أحد أو يطالبه الإلتزام .. ومن جانب آخرواصل المدرب المصري إطلاق النكات بقوله أنه سيريح بعض اللاعبين ويأمر بإشراك من لم يشاركوا بسبب الإرهاق (نكتة) .. مع أنه قبل فترة كان يشكو من التوقف وغياب اللعب التنافسي .. كما تأكد وبما لايدع مجالا للشك بعد سيناريو هروبه لمصر أن البدري طبخ هروب كأس السودان مع الوالي ليضيف بذلك للهاربين هاربا جديدا بعد (بن علي) و(الحضري) و(المريخ) ليستحق أن نطلق علي عام الهروب أو موسم الهروب .. أرحل ياوالي فأنت اقل بكثير من قامة المريخ. hassan faroog [[email protected]]