إلى متى يا أهلة سنظل نلف وندور حول مربع تلميع الأفراد وإرضاء غرورهم على حساب الكيان الأزرق؟! ما أن يشتاق أحد رجال المال للأضواء أو يوحشه ظهور صوره على صدر صحفنا الرياضية يسارع إلى أقرب واحدة منها ليطلق التصريحات حول استعداده لدعم الهلال مادياً. قبل أيام سمعنا أن السيد صلاح إدريس سيقدم للهلال هدية ثانية تتمثل في لاعب عاجي، ولا ندري أين هي الهدية الأولى حتى تكون هناك ثانية. فالرجل قال بعظمة لسانه أنه لم يتكفل بكل قيمة صفقة اللاعب النيجيري فالنتاين كما أثير في بعض صحفنا، وإنما اكتفى فقط بإجراء التفاوض مع اللاعب وناديه. أما حكاية دفع كامل النفقات فيبدو أنها لم تكن أنباءً دقيقة. وبالأمس القريب طالعنا تصريحاً للكاردينال يقول فيه أنه على استعداد للتكفل بإعادة تسجيل اللاعب مهند الطاهر. إن ظن رجال المال أن ظهور أخبار تبرعهم للهلال في هذه المناسبة أو تلك على صدر صحفنا الرياضية وأجهزة إعلامنا المختلفة يسعد كل الأهلة ويجعلهم يفاخرون بهم، يكونوا مخطئين جداً. فمعظم الأهلة لا يقبلون لناديهم العريق والكبير الذي تناصره الملايين بأن يتسول الدعم من الرجال مهما علا شأنهم. وإن كان هؤلاء الرجال يعشقون الهلال حقيقية فليكفوا عن إهانة هذا الكيان وإرضاء ذواتهم على حسابه. بالنسبة لي أرى صعوبة كبيرة في أن يجمع أي كائن بين حبه للآخرين وللكيانات وحبه لنفسه، فإما هذه أو تلك. ومن يحب الهلال حقيقة لا يفترض أن يسعد بنشر مثل هذه الأخبار عنه حتى وإن كان هو داعمه الأوحد. أعلم أنه لا يمكن الخروج من هذه الحلقة المفرغة إلا عبر توسيع عضوية النادي الكبير وحرص جميع الأعضاء على المساهمة الفاعلة حتى يستطيع مجلسه أن يؤسس لمشاريع كبيرة تعين في توفير الجزء الأكبر من النفقات. وقد نادينا كثيراً بضرورة توسيع العضوية في أنديتنا لكن لا حياة لمن تنادي، ومن الواضح أن هناك من يحرصون دائماً على أن تظل عضوية الأندية الكبيرة محدودة. وليعلم البعض أن الصرف في الهلال لا يتوقف على ( شوية) هدايا تقدم بعد كل عامين أو ثلاثة في هيئة صفقات لاعبين سواءً كانوا من العيار الثقيل أو الخفيف! بعد ذلك اللقاء الحاشد لأقطاب الهلال الذي سبق مباراة الترجي التونسي استبشرنا خيراً بتبدل الحال وتعشمنا كثيرا في أن يلتف كبار الهلال حول المجلس ليقدمون له النصح والمشورة قبل المال. لكن يبدو أن السامر قد انفض بعد تلك المباراة مباشرة لنعود لنفس النغمة القديمة المتمثلة في التهليل لمن يرغبون إما في الظفر بمقعد الرئيس في انتخابات قادمة أو في إرضاء الغرور وتلميع الذات. إن كنتم تحبون الهلال حقيقية أيها الأثرياء الزرق فنرجو منكم أن تجتمعوا حول طاولة مستديرة لمناقشة الكيفية التي تمكنكم من دعم هذا الكيان دعماً جاداً يخلصه من شر الاعتماد على الأفراد. أدعموه مرة واحدة وأدفعوا الأمور باتجاه تأسيس مشاريع توفر للمجالس المختلفة جزءاً مقدراً من النفقات. فمخجل حقيقة أن يبدو هلال الملايين كمتسول يجوب الشوارع من أجل حفنة من الدولارات من هذا الثري أو ذاك. لا يشرفنا والله دعمكم بهذه الطريقة المستفزة والمهينة للكيان، فهل نتعشم في أن يتغير هذا الوضع المسيء؟! kamal elhidai [[email protected]]