ونحن في الأيام الأولي من العام الجديد أتمني سماع الأصوات التي حاربت تجربة الدوري الممتاز منذ إنطلاقها وحتي هذه اللحظة ووصفتها بالفشل والتسبب في تدهور الكرة السودانية (وكأن الكرة السودانية كانت متقدمة في يوم) وإتهمتها كذلك بدمار عدد كبير من الأندية العاجزة عن الإلتزام بمتطلبات الدوري الممتاز المالية .. أتمني سماع هذه الأصوات التي تحولت في وقت من الأوقات إلي قوة كبيرة تعمل علي هدم التجربة بأجندة إنتخابية شكلت المجموعة التي عرفت بالتجديد .. وبكل تأكيد أود الوقوف علي وجهة نظرهم بعد أن أصبحت تجربة جديدة (دوري المحترفين) واقعا يصعب تجاوزه .. وهي من واقع حساباتهم وقراءتهم للدوري الممتاز يفترض أن تعني نهاية لعبة إسمها كرة القدم وإذا أردنا تخفيف الكلمات يمكن أن نقول فقدها لإسم اللعبة الشعبية الأولي في العالم .. ستنطلق تجربة دوري المحترفين كما نعلم بصورة رسمية في كل أنحاء العالم الموسم القادم 2013 وسيكون الموسم الحالي 2012موسما تجريبيا يفترض أن تحدد من خلاله الأندية قدرتها الإستمرار ضمن هذه المنظومة من عدمه واذا قارنا هذه التجربة مع الدوري الممتاز سنجد الأخير أرحم مليار مرة لأسباب عديدة أهمها علي الإطلاق وجود المال والحديث في هذا الجانب واضح ومباشر ( مافي قروش مافي كورة في قروش في كورة) وبالبلدي الفصيح لو في فريق (بنقطها) وجاء أول الدوري وحسابو المالي فاضي بنزل الدرجة الأدني .. رايكم شنو يالرافضين الدوري الممتاز؟ وأخطر مافي الأمر أن الحكاية لاتنتهي (بإعلان نادي لإفلاسه والهبوط) ولكن بإعلان وفاة اللعبة في حال لم تتوفر المعايير المطلوبة لإنطلاق دوري المحترفين .. يعني لو ماإتوفر الحد الأدني للاندية (ثمانية) تتوفر فيها كل المواصفات لإنطلاق منافسة دوري المحترفين لن يكون هناك تمثيل في البطولات الأفريقية وهو يعني نهاية اللعبة بطريقة غير مباشرة .. لأن التنافس في هذه الحالة سيكون داخليا علي مستوي البلد .. حاجة كده زي الدافوري ولنا تجربة في هذا الجانب أيام الرياضة الجماهيرية عندما قرر الدكتاتور الراحل نميري حل الإتحادات والاندية وأدخل بسبب هذا القرار الكرة السودانية في النفق الذي لم تخرج منه حتي الآن . ولاأعفي في هذه المساحة كل الذين هاجموا الدوري الممتاز بأجندة مختلفة بخلقهم لمعارك في غير معترك عطلت في تقديري مسيرتنا الكروية كثيرا خاصة وأن هذه المعركة لعبت فيها السلطة السياسية دورا أساسيا في دعم مجموعة التجديد وليدها الشرعي وذراعها التي حاولت أن تضرب بها الدكتور العالم كمال شداد وفشلت في كل المعارك التي خاضتها ضده .. يتحمل هؤلاء مع من ساندوهم بقناعة خطورة التجربة المسؤولية الكاملة ولا أدري كما ذكرت ماهو موقفهم الحالي بعد ظهور مهدد أخطر وأكبر ؟ المؤكد أنه لم يبرز أي صوت رافض لتجربة دوري المحترفين وحتي الإنتقادات كانت تخرج خجولة وبعيدا عن أي شكل من أشكال التهديد والوعيد مع العلم أن تجربة دوري المحترفين تستحق الإنتقاد القوي والمباشر من منطلق الفكرة المذكورة عن الجوانب المالية ومدي قدرة الأندية والإتحادات علي تنفيذها رغم أن القرار صادر من الجمعية العمومية للإتحاد الدولي في العام 2007 . وأقترح علي هؤلاء بدلا من أداء دور المتفرج وكأن الخطر القادم لايعنيهم من قريب أو بعيد أن يبادروا بتقديم مقترحات ويبحثوا مع الأندية عن حلول ويخبرونا هل يتم الرضوخ لهذا القرار أم تتم مناهضته؟ وكيف في الحالتين؟ أفتونا يرحمكم الله ويمكن أن تتعاملوا مع دوري المحترفين علي أنه الدوري الممتاز وورونا شطارتكم حاتعملوا شنو؟ إنتو وناس دائرة الرياضة بالمؤتمر الوطني . hassan faroog [[email protected]]