بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) .. الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة منذ أول يوم بزغت فيه شمس الإنقاذ ورثت وطناً لا يجد أهله قوت يومهم، و يشهد الله ثم صفوف الخبز على ما أقول، ناهيك عن صف السكر، ناهيك عن الوقوف في صف البنزين والجازولين 24 ساعة من أجل جالون واحد، وهما الضرورتان اللتان تدور بهما عجلة مناشط الحياة اليومية ؛ فلا مواصلات ولا كهرباء ولا ماء ولا مدارس وصحة ولا أمن، ويومها لجأ تجمع المعارضة لدول الجوار فاستقرّ ما بين أسمرا والخرطوم وساح ما بين نيروبي وكمبالا حيث الفنادق والمآكل الشهية والمرطبات المنعشة ومنها ما هو حلال وما هو حرام ، فلا بأس من الخمر، فقليل منه يصلح المعدة، ورحلوا إلى حيث الفرش الوثيرة، خرج أهل التجمع ليس من أجل عيون السودان ومواطنه، وإنما من أجل (الراحات) والبعد عن الضنك والعسرة. فقد ورثت الإنقاذ عاصمة قومية شاحبة واهنة يعلو قسماتها حزن عميق وشكوى مكتومة من سوء ما فعلت بها حكومة زعمت أنها منتخبةً ديمقراطياً. نعم هناك أخطاء وهناك تجاوزات وهذا أمر طبيعي يشوب كل إنجازٍ عظيم، وهذا ندينه ولا نقبل به ، ونحن أول من أشار إليه وكتب عنه ولكن يجب أن لا يكون شماعة يستغلها الخراصون لعلقوا ويبرروا فشلهم في حكم البلاد ثلاث مرات فهناك مفوضية أنشئت للفساد فهل كان في عهودهم مثلها، وهل كانوا هم أنبياء معصومون؟! ، ومع ذلك فالمحصلة النهائية إنجازات بادية للعيان وهي مدعاة للفخار والاعتزاز ولا ينكرها إلا جاحدٍ مكابر. السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو : ما هي انجازات (أهل الكلام) الخراصون غير الغمز واللمز والهمس، فليعلنوا لنا بجردة حساب إنجازاتهم، فالمعروف أن الإنجازات لا تخطئها العين. لقد تخصص أهل الكلام في التربص بمن يعمل ، واحترفوا النقد السالب من أجل المزايدات الحزبية والطموحات الذاتية؛ وهذه المزايدات والمكايدات لن تبني وطن!!.. لقد حق المثل الدارج على هؤلاء ( لا يرحموا، ولا يخلوا رحمة ربنا تنزل)!! المتن: كانت العاصمة وبعض الولايات تعيش يومها مأساة الفيضان وقد استقطبت الحكومة التي تتشدق بديمقراطيتها الإغاثة التي وصلت للمحاسيب بينما المواطن يفترش العراء ويدثر بالسماء وزمهريرها وعاني وفتقد دولة تواسيه بلقيمات يقمن أوده، فما بالك بطاعني السن من آبائنا وأمهاتنا ومن الأطفال الذين يكابدون هكذا تردي ، كل ذلك حدث في غياب تام للدولة حيث زالت هيبتها لانعدام الأمن عاث اللصوص فساداً حتى لجأ المواطنون بحماية أنفسهم وأعراضهم عندما تخّت الدولة عن مسئوليتها ، ويومها (برطع) التمرد حتى هدد وجودنا لإهمال حكومة الأحزاب لقواتنا المسلحة التي هي صمام الأمان وهي ما تبقى لنا لنلجأ لحماية وجودنا!! . أما الإذاعة والتلفزيون والهاتف والمواصلات فقد انعدمت تماماً فكانت بالنسبة للمواطن بمثابة رفاهة ورقصات ليس له رقبة لتأديتها، فلم تكن في سلم أولوياتنا الحياتية. اسألوا أيها الأبناء آبائكم – أهل الذكر - ليخبروكم عما كان عليه حال البلاد والعباد في عهد حكم من يتشدقون اليوم بالديمقراطية!!. كانت حكومتهم حكومة الفقر والجوع والعرى والمرض والجهل. كانت حكومة " "رخص الاستيراد" التي يحتكرها الحزب لرأسمالييه فتحكموا في قوت الشعب وامتصوا ما تبقى من بقايا دمه وهو صابر عليهم!! كانت شوارع العاصمة القومية مليئة بالمطبات والحفر وكان ذاك المشهد الغالب الأعم وكان مدعاة للتندر إذ كان يطلق عليه ( جبّة الدرويش)، كانت الخرطوم جرداء قاحلة لا خضرة تعوض حرمان البطون والنيل إلى جوارها والماء يجلب بعربات "الكارو"، كان الناس يموتون أثناء إجراء العمليات الجراحية بالمشافي حين تنقطع الكهرباء التي إن بقيت لساعة لزغرد الناس. لما كانت الحاجة أم الاختراع فقد أرجعتنا حكومة الأحزاب أهل السودان يومها القهقرى فعادوا إلى العصر الحجري ونسوا وتخلوا عن الثلاجات التي تحفظ الأطعمة ، أولاً ما من طعام يفيض ليحفظ في الأصل وثانياً ليس هناك كهرباء فما جدواها ، فقد تخلوا عن هذا واعتبروه نوع من أنواع الترف، فعادوا إلى صيد السمك فهنيئاً لمن له كثرة من العيال ليوزعهم ما بين الصفوف والنيل للصيد ، فلا مواصلات ولا مدارس وحقت المقولة التي تقول مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد!!. أعيد أهل العاصمة للقرون الحجري والوسطى، فعادوا لتجفيف السمك بحرارة الشمس. يومها تخلى أهل السودان عن ترف الثلاث وجبات والمحظوظ من ظفر وأهله وفلذاته بنصف وجبة وترك النصف الآخر كمخزون استراتيجي( حلوة استراتيجي دي)!!. وما أن جاءت الإنقاذ حتى ظنّ المواطن الغلبان المحروم بأنها تحمل عصا موسى ، ولكن الحق يقال بعمر الإنجازات فإن ما قامت به الإنقاذ من تغيير أحوال البلاد والعباد كان معجزة لا ينكرها إلا مكابر، فبسطت الأمن وأهلت الشرطة والقوات المسلحة والأمن الوطني وأسست الدفاع الشعبي فلا استقرار أوأمن اجتماعي مع انعدام الأمن والأمان، واستنهضت الهمم للزراعة وهب المواطن ليأكل مما يزرع فزرع وحصد وذلك لحفظ كرامته وانسانيته والتخلي عن مد اليد تسولاً للآخر، وحسّنت من الخدمات التعليمية والصحية ، وأعادت الروح إلى كل مرفق خدمي ميت، وبدأ المواطن يلتقط أنفاسه. أصبحت لنا شركة اتصالات شهد بها الغريب قبل القريب والقاصي قبل الداني، تيسرت المواصلات، أصبحت لدينا بدل الإذاعة إذاعات وأصبح لدينا قناة فضائية ، نجحت خطة الإنقاذ الأولى، كانت خطتها إسعافيه قصيرة المدى. ثم كانت الملحمة الكبرى وكان ينبغي التخلص من شيفرون والبحث عن شركاء لا يملون شروطاً ولا يصادرون قرارنا وينتقصون من سيادتنا وقد وفق الله الإنقاذ في مسعاها، ووجدت الشركاء الأصدقاء فكانت ملحمة استخراج البترول عوضاً عن انسحاب الشركة الكندية التي مارست أمريكا عليها الضغوط بدعم تجمع المعارضة، فقد حاربت الدول الإمبريالية السودان وحاصرته اقتصادياً وعاونها في ذلك تجمع المعارضة المتحالف مع التمرد أيما محاصرة، وتكاتف الشعب السوداني والإنقاذ في ملحمة هي ملحمة البقاء والعزة ، معركة عنوانها أن نكون بعزة أو لا نكون. كانت أيدي الرجال وجهودهم تتوزع في ملاحم رائعة، منها ملحمة قواتنا المسلحة وأمننا الوطني ودبابي الدفاع الشعبي فسجلوا أروع الملاحم وهم يحملون السلاح ليردوا التمرد على أعقابه إذ كان تمدد في عهد الغابرين حتى وصل الناصر فعاد أدراجه متقهقراً ، وكانت ملحمة الميل (40) واستشهاد على عبدالفتاح ورفاقه فداءً للدين والعرض والأرض، فأين مالرجفون الخراصون من كل هذه الملاحم؟!! الحاشية: فليقل لنا الخراصون الذين يتناجون بالإثم والعدوان ما هي انجازاتهم التي أفاد منها المواطن؟!، فليقل لنا هؤلاء الذين يهمسون ويغمزون ويلمزون، كم عدد كيلومترات الطرق التي شيدوها لتربط أصقاع السودان؟! فليقولوا لنا كم محطة كهرباء أقاموا؟! وليقولوا لنا كم خزاناً للتوليد الكهرومائي أقاموا؟! كم جسراً على النيل الأبيض والأزرق وفي الولايات أقاموا؟! كم مشفى أقاموا؟! كم مدرسة ؟! كم جامعة؟! ، فإن كان بمقدور الإنقاذ عمل كل هذه الإنجازات خلال عقدٍ واحد من الزمان فما الأسباب التي لم تدفع المتشدقون بالديمقراطية لإنجاز ذات الإنجازات وكانت علائقهم مع دول الاستكبار سمن على عسل، ولم تكن حكومتهم محاصرة ؛ وهم الذين شاركوا في الحصار عندما وضعوا أياديهم فوق أيادي أعداء البلاد؟! . دعونا الآن وبمنتهى التجرد أن نتخيل إن لم تكن الإنقاذ وشعب السودان حوصر من قوى الاستكبار ، وإن لم تكن حرّضت حركات التمرد ودول الجوار كيف كانت ستكون انجازات الإنقاذ اليوم؟! إن الحريات التي توافرت في عهد الإنقاذ لم تتوافر يوم كانت حكومة السادة تحكم البلاد ، والكل يذكر يوم قام وزير الداخلية يومها بمنع النخب التي استشعرت قدوم قرنق زاحفاً نحو الشمال فقد وصل الناصر وسقطت الكرمك في يديه، فلما أيقنوا عجز الحكومة عن الدفاع عن العرض والأرض، قررت النخب تشكيل وفد ليقابل قرنق حتى لا ينفذ وعيده ويوقف زحفه. كانت القوات المسلحة يومها في أسوأ حالاتها لأن الحكومة الديمقراطية المنتخبة تدرك أن الجيش القوي قد ينتزع منها السلطة حينما تتلاعب الحكومة بمصير الشعب وقوته!!. دعونا نسأل أنفسنا: كم عدد الأحزاب المسجلة اليوم؟! كم عدد الصحف الصادرة في الخرطوم؟! كم عدد إذاعات (FM) بما في ذلك راديو( دبنقا) ، في أي دولة من دول الجوار حق للمعارضة أن تقول وتسيء وتتهم الحزب الحاكم؟! لم تسلم الحكومة من اتهامها بالفساد حتى منا نحن قواعد المؤتمر الوطني وطالبنا بالتحقيق بناءً على ما تنشره الصحف المعارضة، وكنت أتمنى ألو ن الحكومات الديمقراطية جرُأتْ يومها للتشدق بالنزاهة مثلما تتشدق بالديمقراطية ، فثبت أن الديمقراطية لدى تلك الأحزاب مجرد شعار والدليل ذلك الحدث التاريخي بطرد نواب الحزب الشيوعي المنتخبين ديمقراطياً من الجمعية التأسيسية.. إن أول مذبحة للديمقراطية في السودان كانت على يد أدعياء الديمقراطية من الأحزاب المتكلسة!!، وليت تلك الحكومات فسدت وأعطت شعبها ولكنها كانت تستأثر بكل الكعكة!! اليوم الخرطوم عاصمة قومية نفاخر بها بعد أن نهضت بعزيمة الإنقاذ من تحت الركام، اليوم فيها شوارع مرصوفة وإنارة وإشارات ضوئية ، اليوم الخرطوم بها فنادق عالمية نفخر بها وتعقد فيها المؤتمرات الدولية والإقليمية ، اليوم مطار الخرطوم القديم أصبح مقبولاً بعد أن تركوه مسخة للتندر بنا وبه بين الدول. اليوم الخرطوم تشهد نهضة عمرانية رأسية وأفقية ، اليوم توجد مراكز لغسيل الكلى، اليوم هناك انفاق وطرق دائرية تحيط بالخرطوم. الهامش: أشعر بأن في بلادي تتنامى الظروف الموضوعية لربيع عربي ولكن هذه المرة سينتفض الشارع ضد الأحزاب التقليدية التي خرّبت البلاد وقادت العباد للجوع والعرى منذ الاستقلال دون أن يحاسبها الشارع ، ومنذ قيام الإنقاذ هي نفس القيادات التي تعاملت وتحالفت ضد حصار البلاد وضرب مصنع شفائه و هي نفسها ما زالت مازالت تزايد وتستقوى بحركات التمرد ضد الدولة فأي مواطنة يدعي هؤلاء؟! أمريكا والغرب التي نذرت رياءً وافكاً معلماً للشعوب وتحاضرهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ونشرت طابورها الخامس لبث الفتن الطائفية والأثنية والدينية وهي من مول ما يسمى بمنظمات العمل المدني وتشجع ما يحدث من تظاهرات واعتصامات هي نفسها التي قمعت بمنتهى العنف التظاهرات السلمية في (وول استريت (Wall Streetوحرّمت الاعتصامات، يا سبحان الله.. يعني حرام هناك وحلال هنا.!!. فانتبهوا يا أولي الألباب!! أقعدوا عافية.. Abubakr Ibrahim [[email protected]]