ملامح انقلاب اسلاموي جديد في السودان: اهم هذه الملامح اتفاق عباس مشعل في الدوحة "ثالثة الاثافي" مدخلنا لهذا المقال ما اورده الاستاذ و الخبير هاني رسلان بتاريخ 8/1/2012 في الحوار الذي اجراه معه الاستاذ علي رجب على خلفية زياره الرئيس سلفاكير لاسرائيل، فعلى خلفية السؤال؟ سر انقلاب امريكا على الحكام العرب؟ اورد رسلان ما يلي :"كان الاحتفاظ بهؤلاء الحكام لأنهم كانوا يؤدون دور مهم لصالح الاستراتيجيات الغربية وخاصة الأمريكية في المنطقة، ومع فشل التعامل الأمريكي والغربي مع تنظيم القاعدة في أفغانستان وفشل تعامل الحكام مع التيار الإسلامي،استخدموا الحل البديل بتفجير الأوضاع في البلاد العربية . تغير استراتيجة الغرب تجاه القوي الإسلامية بدلا من المواجه مع التيارات الإسلامية، استخدمت مبدأ الاحتواء، وهو ما كان واضحا في إحدى غلافات مجلة الإكونمسيت الأمريكية، وهي توضح حسني مبارك كأبو الهول يخوض في الرمال ولا يبقي إلا رأسه ورافعا يديه ومكتوب عنوان المجلة "باي باي مبارك ....باي باي المملكة العربية السعودية" بمعنى أنه لابد من تغير نظام الحكم في مصر والنظام أيضا مستقبلا في السعودية. فكانت الاستراتجية الجديدة للغرب تجاه التيار الإسلامي من خلال لعب التيارات الإسلامية لدور سياسي في الحكم يكون لها حصة في الحكومة والمجالس البلدية ولكن مع وجود طريقة للتحكم في هذه التيارات ،يستطيع من خلالها الغرب تفتيت هذه الكيانات الحركات والجماعات الإسلامية من الداخل بعد التنافس على الحكم." و في مقال للاستاذ محمد كمال في صحيفة السياسي الاردنية بتاريخ 26/1/2012 جاء فية، انه فى بعض مراكز التفكير الأمريكية (think-tank) ولدت فى العقدين الأخيرين فكرة ...ومضمونها : "لا نريد أن نخطئ الخطأ الإيرانى مرتين" بلورت "مراكز التفكير" بعد ذلك فكرتها بعد ما رصدت تقدم القوى الإسلامية فى المنطقة العربية , وتقديم نفسها كبديل موضوعى للأنظمة الفاشلة , ورأت التفاف الجماهير حولهم فى أى انتخابات حرة ....وهنا سألوا سؤالهم الشهير: ولماذا لا ؟ .(Why not?)......أى لماذا لا نتعامل مع الإسلاميين حتى لا نخطئ خطأنا فى "إيران" – ايام الشاه - مرة أخرى ؟حينئذ بدأ التفكير يتطور إلى سؤال كبير وهو : ماهى سياستنا إزاء الإسلاميين إذا أوصلتهم الشعوب إلى الحكم ؟أما الإجابة فكانت سياسة مقترحة يمكن وصفها بأنها : "سياسة الخطوات الأربعة" وخلاصة محاور هذه السياسة كالآتى: أولا : الخطوة الأولى :التحول إلى (دولة) بصياغة أمريكية .. ثانيا: الخطوة الثانية : غلق مسارات العلاقات الدولية إلا بالإذن الأمريكى. ثالثًا: الخطوة الثالثة : إسقاط الإسلاميين ديمقراطيا . رابعا: الخطوة الرابعة : سياسة الحذاء العسكرية الثقيلة. و ينسجم هذا بما اورده خبير في الشئون الامنية و الاستراتيجية و الاستاذ بجامعة " اونيل السويسرية" لل"الفجر الجزائرية" ان الادارة الامريكية اعتمدت اسلوبا جديدا في ادارتها للعلاقات الدولية، من خلال العمل على تغيير الانظمة الحاكمة في دول معينة وفق منظور استراتيجي جديد لخدمة مصالحها القومية التي تتعدى حدودها الاقليمية. و اكد الخبير ان فوز الاسلاميين لم يكن ابداً بريئاً بل استراتيجية مدروسه و محكمة بمراكز الدراسات الامريكية "ثينك تانك"، لايجاد حلول مبتكرة تبقي على الهيمنة الامريكية في الانظمة العربية الجديدة، و لم تجد احسن من التيارات الاسلامية لخدمة مصالحها، لا لشئ سوى لان جل هذه التيارات اتخذت من الشريعة الاسلامية ذريعة لجذب اصوات الشعوب العربية التي اظهرت نية واضحة في التغيير. و اكاد اجزم ان الادارة الامريكية استلهمت هذه الاستراتيجية من تجربة الاسلاميين للحكم في السودان، فقد اهدتها بيانات سلوكية و نفسية للكادر ما بعد التمكين، فبعد ارتال الشهداء الذين ضحوا بانفسهم في سبيل ما يعتقدون فان الثلة الغالبة فسدت وافسدت و هذا ما اورده عراب التجربة دكتور الترابي في محاضرة ميدان المولد الشهيرة بعد المفاصلة"الفساد عندما خرجنا من الحكومة قلنا أنه بضع في المائة ، أما الآن فيحتاج للغسيل". و لكي ينسجم الحال مع ما يجري في دول الشمال الافريقي و مصر و المصالحة التي تمت بين حماس و فتح في الدوحة بتاريخ 6/2/2012 ، و الزيارة المرتقبة لرئيس قطر للسودان لتدشين السلطة الانتقالية لدارفور بتاريخ 8//2/2012 ،اضف الى ذلك التململ الحاصل في اوساط الاسلامين في السودان، الذي افرز ثلاث مذكرات تصحيحية في غضون شهر واحد، واحده للجيش" ونعلم ان المؤسسة العسكرية قد تم تصفيتها من الكوادر التي لا توالي النظام" و اخري كثر اللقط حولها ولم يتبن لها اب شرعي حتى تاريخة ، و الثالثة بمباركة الترابي و دكتور صادق عبد الله عبد الماجد "مما يعني ان هنالك اتفاق بين الاسلاميين معارضة و حكومة و قد يختلفون فقط في كيفية اخراج النموذج القادم"، اضف الى ذلك الضائقة الاقتصادية و المالية للدولة بعد انفصال دولة الجنوب و حبس الانبوب، فلكي ينسجم الحال مع كل ذلك فانه لابد من التغيير. و السؤال الذي يلح هل تقبل امريكا بغير الاسلاميين لحكم السودان؟ الحسن حسين التوم جامعة الحدود الشمالية عرعر Hassan Eltom [[email protected]]