تم أمس دفن الإتحاد العام لكرة القدم بمكاتب الوزارة بعد أن مات وشبع موتا عندما تنازل الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد عن موسلطاته وحاكميته علي النشاط الرياضي وحولها بطيب خاطر إلي (لجنة) كونها الوزير برئاسة الاستاذ محمد الشيخ مدني وعضوية طه علي البشير وأحمد حسب الرسول بدر ومحمد الحسن الرضي وقبل أن أواصل مع الضربة التي أصابت الإتحاد في مقتل وحولته إلي قزم لاحول له ولاقوة في مواجهة الهلال والمريخ المسنودان سياسيا أود أن أعيد بعض فقرات ماكتبته في هذه المساحة بتاريخ 24فبراير 2012 قبل أربعة أيام تقريبا تحت عنوان ( الشروق والممتاز وسيطرة جمال الوالي) والتي جاء فيها (لا أعرف ولكن أشعر أننا جميعا لبسنا طاقية وجود خلاف بين الإتحاد العام والهلال والمريخ وأن كل مايجري علي المسرح الرياضي مسرحية هزلية ) وواصلت في فقرة أخري جاء فيها (لابد أن أعترف أنني صدقت في لحظة ان للإتحاد العام قضية في مواجهة الهلال والمريخ وحاولت تجاهل الحكومة وسيطرتها علي مفاصل الرياضة من خلال هذا المثلث (المريخ والهلال والاتحاد العام) إنتهي ..) وهو ماحدث في الإجتماع الذي دعت له الوزارة أمس عندما سلم الدكتور معتصم جعفر رئيس الإتحاد العام حاكمية النشاط الرياضي للهلال والمريخ بكامل الرضا والقبول بموافقته علي تكوين لجنة (ودالشيخ) بصلاحيات إتحاد الكرة ممثلا في مجلس إدارته وجمعيته العمومية .. ولنا أن نتخيل لجنة من شروط تكوينها (تحديد الكيفية التي يتم بها توزيع نسب البث التلفزيوني وعمل دراسة أو مسح لكل التجارب الموجودة في العالم في مجال البث ) وكأن الإتحاد إتحاد لرمي الجلة وليس لكرة القدم وغائبة عنه اللوائح والقوانين والخبرات والتجارب المحددة لنسب توزيع البث .. وليت الأمر توقف عند هذا الحد ولكن إجتماع (دفن الإتحاد العام) منع الإتحاد عند التعاقد مع أي قناة فضائية لنقل مباريات الدوري الممتاز من التصرف في المال قبل الرجوع للجنة الحاكمة والأخطر من كل هذا أن من صلاحياتها مراجعة اللائحة وتعديلها .. إذا وافق معتصم جعفر علي هذه القرارات وأمن عليها فهذا يعني أنه سلم مفاتيح الإتحاد العام للأستاذ محمد الشيخ مدني وألغي بجرة قلم اللوائح والقوانين الموجودة وألغي بجرة قلم مجلس الإدارة وألغي بجرة قلم الجمعية العمومية .. ثم هل يستطيع بعد كل هذا ان يقول أنا رئيس الإتحاد العام لا أعتقد لذا من الأكرم له أن يتقدم بإستقالة فورية ويترك الإتحاد اليوم قبل الغد .. ماحدث في إجتماع (دفن الإتحاد العام) تأكيد علي ماذهبت إليه أمس عن (بعاتي الكورة السودانية) وترك الحكومة لعملها الأساسي وتفرغها لقضايا لاتخصها من قريب أو بعيد ولاتملك حق التدخل فيها إلا في ظل إتحادات ضعيفة تعطيها مساحات التدخل والإجتماع والقرار مثل الإتحاد الحالي .. في حال لم ينف الإتحاد القرارات المذكورة فهذا يعني ببساطة الحريق للدكتور معتصم جعفر ونهاية لوجوده في العمل الإداري .. لجنة (ودالشيخ) لجنة غير شرعية ولاتستطيع إلزام الإتحاد العام بأي شيء وفي أي شيء وهي لجنة سياسية حكومية لاعلاقة لها بالرياضة والعمل الرياضي وتكوينها بقرار سياسي من الوزير .. وإذا تأكد بالفعل أن الشخصيات الموجودة وعلي رأسها الأستاذ محمد الشيخ مدني إذا تأكد إنها قد أصدرت هذه القرارات فهذا يعني أنه لاعلاقة لهذه الشخصيات بالعمل الرياضي من قريب أو بعيد ولن يشفع لأي منهم تاريخ قديم أو حديث في العمل الرياضي ولاتفسير سوي أنهم سبحوا جميعا مع تيار السلطة ولو كان الثمن الحقيقة والدفاع عن إستقلال الإتحاد وأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية .. لأنني لاأتخيل أن يدفن رياضيين لأي سبب الإتحاد العام وحاكميته للنشاط الرياضي بهذه الطريقة المهينة ... ولا أتخيل أن يعطوا أنفسهم شرعية لم تعطها لهم اللوائح والقوانين وينصبوا أنفسهم بقرار وزاري سلطة أعلي من سلطة الإتحاد ويحولوا فريقين من فرق الدوري الممتاز إلي سلطة موازية لأتقل عن الإتحاد المسؤول الأول والأخير عن النشاط إن لم تزد. حتي أمس كان لدينا إتحاد مستقل يدير النشاط ويحكم .. الآن لدينا (لجنة) معينة هي التي تحكم .. لاتستغربوا لاتندهشوا .. فهو زمن كل شيء فيه ممكن .. hassan faroog [[email protected]]