بسم الله الرحمن الرحيم أ.نازك عبدالحميد هلال [email protected] الحزب السياسى هو كيان يهدف للسلطة لخدمة اهدافه و قواعده بما يتوافق مع المصلحة العامة، وفي ذات الوقت بتحقيق تلك الاهداف ، فيجب ان يكون هنالك تجانس وتكامل بين الحزب واجهزة الدولة، فالحزب يعني تراضي قواعده عامة حول الحد الادنى من الاهداف وفي ذات الوقت يقدم الشرعية للاحزاب الاخرى، لأنه يقوم بعملية الاعتراف الكامل بشرعية النظام الديمقراطي فكل حزب اما ان يكون مع الحكومة او في حكومة الانتظار – المعارضة- وتقوم الأحزاب السياسية بعدة مهام تختلف حسب النظام الحزبي القائم ، فهي تنظم إرادة قطاعات من الشعب ، وتوفير قنوات للمشاركة الشعبية مما يسهل للأفراد طرح أفكار واختيار البدائل للتفاعل السياسي ومهمة الأحزاب تتمثل فى سد الفراغ الناشى عن إحساس الهيئة الناخبة بالحاجة للاتصال مع الهيئة الحاكمة، والحصول على تأييد الجماعات والأفراد، لتسهيل الهدف المركزي من وجود الحزب وهو الوصول إلى السلطة والاستيلاء على الحكم بالوسائل السلمية وتقوم الأحزاب باختيار مرشحين لها في الانتخابات لتمثيلها لتحقيق مبادئ الحزب، وإدارة كيفية الرقابة على الحكومة، وتشريع ما تريده من قوانيين. من أسس تقييم الحزب السياسي، مدى قيامه بتحقيق الوظائف العامة المنوطة بالأحزاب اوالمتعارف عليها في أدبيات النظم السياسية، وهي تتضمن سواء كان حزباً في السلطة أو المعارضة، خمس وظائف أساسية هي التعبئة، ودعم الشرعية، والتجنيد السياسي، والتنمية والاندماج القومي . والمعروف أن تلك الوظائف يقوم بها الحزب في ظل البيئة التي ينشأ فيها والتي يعبر من خلالها عن جملة من المصالح في المجتمع، وهو يسعى إلى تمثيل تلك المصالح في البيئة الخارجية، الأمر الذي يعرف في أدبيات النظم السياسية بتجميع المصالح والتعبير عن المصالح، ومن أهم المشكلات الداخلية للأحزاب السياسية السودانية تتمثل فى تنامى النزاعات الجهوية داخل الأحزاب علي حساب الانتماء الحزبي والالتزام السياسي القومي من ما ادى أن تصبح هذه التكتلات داخل الحزب الواحد وكأنها منابر مستقلة داخله ، كما ادت لاحقاً قيام أحزاب وتنظيمات جهوية . وغياب الرؤى المتفق عليها داخل الحزب وعدم وضوح الأهداف والمقاصد ، تسبب في الانقسامات والانشقاقات داخل الأحزاب،فى بعض الاحيان التكوين الداخلي للأحزاب ينقصه نظام تطبيق الشورة والديمقراطية ، فقد عانت الساحة السياسية السودانية من الصراع بين الحكومة والمعارضة، من ما ادى الى ضعف ممارسة السلطة وارتفاع حدة الخلافات والانقسامات في الحزب الواحد تميزت الحركة الوطنية السودانية منذ نشأتها الأولي بكثرة الانقسامات والخلافات داخل الأحزاب السياسية الشمالية والجنوبية، وسببها هو سياسة "فرق تسد" التي اتبعها الحكم الاستعماري البريطاني. تم إعلان الجنوب "مناطق مقفولة" في عام 1922م، ولم تقم فيه إلا مشاريع اقتصادية واجتماعية تنموية قليلة جدا، وزادت العزلة البشرية والثقافية المفروضة على شطري السودان في الشمال والجنوب من تلك الخلافات (القائمة أصلا) في الدين والعرق واللغة، كذلك تسبب عدم حدوث تنمية اقتصادية متوازنة في الشمال والجنوب إلي غياب تمثيل الجنوبيين في الأحزاب السياسية الشمالية. لذا كون الجنوبيين أحزابهم السياسية المستقلة لتخدم مصالحهم وتحقق أهدافهم، وحذت حذوهم المناطق الأقل نموا . حديثا شهدت الأحزاب السياسية في السودان تقلبات وانشطارات عدة كان لها اثرها السلبي علي مسيرة الحياة الديمقراطية في السودان، وساعدت على اطاحة ثلاث تجارب تعددية سياسية، فبعد سقوط نظام الرئيس السابق النميري(رحمه الله) في ابريل 1985 ظهر علي الساحة السياسية السودانية اكثر من 40 حزباً سياسياً اقتربت من الثمانين بعد فترة وذلك بسبب الانشطارات والانقسامات التى حدثت فيها، فظاهرة الانشقاقات هذه طالت جميع الأحزاب حتي احزاب التوالي السياسي التي نشأت حديثا. وحسب راى بعض الباحثين بان الانشقاق داخل الأحزاب عملية طبيعية توجد وتصل إلى حالة توازن في أي مجتمع، وأسباب النزاعات داخل الأحزاب كثيرة بعض منها ايديولوجي، أو صدى لإنشقاقات خارجية، أو بسبب التدخلات الخارجية من كيانات ودول أخرى، كما منها أسباب ثقافية مثل ممارسة السياسية على طريقة شيخ الطريقة أو بغلبة على القيم الموضوعية وغير ذلك من أصداء الثقافة المجتمعية، أو لأسباب راجعة للنظام الانتخابي أو التظلمات الجهوية والإثنية، أو بسبب التخصص في قضية ما و بروز قضايا مستجدة. ومن اهم الاسباب التي تؤدي للإنقسامات داخل الاحزاب السياسية السودانية هي عامل يرجع الى البيئة السياسية، وعدم اكتمال الدورة الديمقراطية في الحياة السياسية السودانية منذ الاستقلال، مما ادى الى عدم تقييم الاداء بعد الدورة البرلمانية المحددة.وعدم التوفيق في ادارة الصراع داخل الحزب، وهذا انعكاس لما هو حادث خارج الحزب، تكثيف الصراعات داخل الصفوة والنخب السياسية، فالانشقاق داخل هذه الصفوة غالبا ما يكون انشقاقا افقيا وليس رأسيا. خارج الاطار وبغض النظر عن الحزب الحاكم او الاحزاب المعارضة الاخرى التى ترغب فى الاطاحه بالنظام او الدعوة الى ما يسمى بالربيع العربى، يجب الانتباه اولا الى مالات انفصال الجنوب وما صاحبه من مشكلات فى النفط وغيرها ، والدعم الامريكى والوجود الاسرائيلى فى دولة جنوب السودان الذى سوف يؤثر على مصالح دولة شمال السودان ويجب الاستفادة من تجارب الدول العربية السابقة فى الربيع العربى وتحليل ما ادى الى ثورة التغير وذلك لضمان عدم الانزلاق فى اى وجهة غير مرغوب فيها فالتغير فى حد ذاته ليس غاية، بل لابد ان تكون له نتائج عملية تتجه للمواطنيين من خلال توفير فرص العمل وتسهيل الحصول على لقمة العيش فالتطلعات الشعبية مرتفعة والمطلوب كثير وهذا ما ينبغى العمل على تجاوزه اليوم قبل غدا بوضع خطط استراتيجية لضمان الاستقرار وحفظ الامن.ولتجنب اى تداعيات سلبية تضر بامن المواطنيين