قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس [email protected] mailto:[email protected] توطئة: عندما تكشف صناديق الإقتراع مدى قوة أو وجود العلمانيين والليبراليين بين الجماهير التي دوماً ما يمارس الارهاب الفكري باسمها شعبوياً عبر كثير من القنوات الاعلامية المرئية والمسموعة والمرئية، يلجؤون إلى محاولات وممارسات غير ديمقراطية تحت غطاء الديمقراطية وحرية التعبير والرأي، ومنها محاولة تبرير طلبهم من الدكتور مرسي أن يستقيل من مكتب الارشاد ومن حزب العدالة ، بالرغم من علمهم يقيناً أنه منتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين ورئيساً لجناحها السياسي حزب العدالة، ورغم كوتفقة الدكتور مرسي الذي يهدف إلى قطع ألسنة الليبراليين الذين يعتقدون أنهم بهكذا مطلب يضعون العقلة في المنشار، إلا أن حزب العدالة يدرك ما يراد ففوت عليهم الفرصة رغم أنها يعتبر أغرب مطلب في عالم الممارسة الديمقراطية وهو أن تطاب من رئيس فائز في انتخابات حرة ونزيهة، وقد انتخبته الجماهير بناءً على مباديء حزبية وبرنامج حزبي أن يستقيل من حزبه.إنها عجيبة عجائب الليبراليين الذين دائماً ما يصرون على صحة ورشد الممارسة الديمقراطية. المتن: من ترهات وهرطقة العلمانيين والليبراليين أن الدكتور مرسي هومرشح حزب العدالة الاحتياطي أي (الاستبن) بعد أن رفضت اللجنة العليا للانتخابات ترشيحه لأسباب نعلمها جميعاً بينما وافقت على الفريق أحمد شفيق رغم أنه كان آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع مبارك، والسؤال هنا هل رئيس فرنسا ( هولاند) كان استبناً لدومينيك استروس كان؟! لماذا لم يقل عنه الشعب الفرنسي بأنه مرشح ( استبن) ورغم ذلك فاز (الاستبن) بالانتخابات الفرنسية؟! فرنسا تعتبر من أعرق الدول ممارسة للديمقراطية ونزاهة ممارسة العملية الانتخابية بين أحزابها، لهذا سقتها مثلاً لما نشاهد اليوم في مصر التي هي رائدة العالم العربي وما يحجدث فيها من ممارسة للعملية الانتخابية ينقل كأنموذج لبيقة الدول العربية. مثال آخر: لماذا لم يطلب الحزب الجمهوري حزب وهو حزب المحافظون الجدد في أمريكا والمنافس التقليدي للحزب الديمقراطي، لماذا لم يطلب من باراك أوباما عندما فاز بالانتخابات الأمريكية أن يستقيل من حزبه؟! لماذا لم تطلب الاحزاب المعارضة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي فاز بالانتخابات أن يتخلى ويستقيل من حزبه؟! لماذا لم تطلب الأحزاب الألمانية التي لم تنجح في الانتخابات من الفائزة بالانتخابات المستشارة ميركل أن تستقيل من الحزب الديمقراطي المسيحي ، مع الاخذ بالاعتبار أنه حزب يلصق بإسمه صبغة دينية؟! أليست هذه الأمثلة التي سقتها كافية لتثبت أن الممارسة الديمقراطية تخالف جوهر أعتى وأعرق الدينقراطيات في العالم؟! وأنها كافية لتثبت ندى العوار الذي يشوب الممارسى الديمقراطية في عالمنا العربي الذي بدأ هذه الممارسة بعد اغتصاب سلطة الشعب من بين يديه؟! . لا استطيع أن أحكم أو حتى أفهم إن كانت هذه هي بداية صحيحة للديمقراطيات الناشئة بعد الربيع العربي أم أنها مجرد مسخ قام بسخه الليبراليون والعلمانيين عبر الآلة الاعلامية الفضائية!! الحاشية: الغرب زعم أن اسرائيل هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وهو زعم لا يخلو من هدف وغرض وهوى، لأن الذين يتحدثون عن الدولة المدنية ، نسوا أن حزب (شاس) الديني المتعصب هو شريك في الائتلاف الحكومي، وأن 71% من رؤساء وزارات اسرائيل المنتخبون هم من الجنرالات السابقين في الجيش الاسرائيلي، لأن الدولة الصهيونية تقوم على مبدأ عسكرة الشعب، وأن كل من هو فوق عمر الثامنة عشر مدرب وهو ضمن الاحتياطي والذي يحق استدعائه وقت شاء الجنرالات؟! لماذا نتغافل عن كل هذه الحقائق الماثلة أمامنا؟! لبنان دولة عربية ديمقراطية، نعم ولكنها ديمقراطية المحاصصة الطائفية التوافقية وهي أنوذد فريد في الممارسة الديمقراطية جدير باهتمام الباحثون والدارسين لتكييفها ديمقراطياً الهامش: لا أدري هل نحن نعيش عصر جديد في عالمنا العربي لتكوين مفهوم جديد لممارسة لعبة الديمقراطية أم للعب بالديمقراطية؟!.. سؤال تائه ومحير ربما نعثر على اجابته قريباً حينما تنزع الأقنعة من الوجوه!! أقعدوا عافية..