لقد أطلعت على تصريح السيد غندور المنشور على الصفحة الأولى بجريدة الصحافة العدد 6799 بتاريخ الأحد أول يوليو 2012م الذي قال فيه (لو كانت المعارضة تمتلك وعياً لخرجت معها للشارع» وهذا قول لم يقدم السيد غندور ما يثبت صحته خلال 20 عاما امضاها رئيسا لاتحاد عمال السودان وهو يمسك بالعصب الحساس للوعي الوطني المتمثل في النقابات واتحادها العظيم الذي كان مركز الإشعاع الوطني والبدر الذي يضيء ليالي السودان المظلمة والقلعة الراسخة للحركة الوطنية التي استندت عليها في نضالها حتى تحقق الاستقلال. وكان رأس الرمح في مقاومة وهزيمة الانظمة العسكرية الدكتاتورية في اكتوبر وابريل فعل ذلك كله لانه كان يملك الوعي الحقيقي والارادة السياسية الحرة المستقلة والغريب والعجيب جدا جدا ان يتهم السيد غندور المعارضة بأنها فاقدة للوعي بينما ظل اتحاد عمال السودان فاقدا للوعي حتى فيما يتعلق بقضايا العمال الحيوية مثل الاجور وشروط الخدمة والتشريد وتفشي البطالة. ان السيد غندور يعلم تمام العلم ان المعارضة ترتكز في نضالها على منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها النقابات والاتحادات العمالية وهي لم تفعل اكثر من تبنيها لقضاياهم العادلة في وضوح وشجاعة ولكن بعض من جلسوا طويلاً على قمة تلك النقابات والاتحادات مصابون بفقدان الوعي والعمى السياسي ولم يفهموا طبيعتها الاجتماعية ودورها الوطني المستقل فحولوها الى أبواق للسلطة لا ترى ولا تسمع ولا تقول الا بما تقول به السلطة مهما كانت سياستها، لهذا فنحن نعذر السيد غندور فيما قاله عن المعارضة لأنه لم يتكلم باسم اتحاد العمال الذي يجلس على قمته وانما بوصفه جزءاً من السلطة لأنه لم يعقد اجتماعا لمجالس ادارات النقابات ويعكس ما تقرره بشأن الازمة الاقتصادية التي تطحن الجماهير وفي مقدمتهم العاملون مع اننا نعلم تمام العلم بأنه لم يفعل ذلك لأنه لا يملك الارادة السياسية وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. النقابي عباس العوض محمد Naz Bilal [[email protected]]