بتاريخ 2/8/2012 ، انتهت مهلة الثلاثة أشهر التي منحها مجلس الأمن الدولي لدولتي شمال وجنوب السودان بموجب القرار رقم 2046 للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القضايا العالقة بينهما وهي قضايا المواطنة والترتيبات الأمنية الى جانب قضايا تقاسم عائدات النفط وترسيم الحدود المشتركة دون التوصل لاتفاق مما يعني إمكانية قيام مجلس الأمن بتطبيق عقوبات على الدولتين المتشاكستين بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز تطبيق عقوبات على الدول في حال "تهديد السلم ووقوع العدوان"، وقد كان السبب الرئيسي في عدم التوصل لاتفاق هو إصرار رجال الانقاذ في الشمال على حل القضايا الأمنية أولاً قبل حل قضية النفط وإصرار رجال الحركة الشعبية في جنوب السودان على حل قضية النفط أولاً قبل حل القضايا الأمنية وعرضهم مبلغ 9 دولارات فقط كرسم عبور لبرميل النفط الواحد بدلاً من مبلغ 32 دولار الذي تمسك به رجال الانقاذ! بتاريخ 3/8/2012، زارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون جوبا عاصمة جنوب السودان وأكدت أنه يجب على الطرفين الشمالي والجنوبي الاتفاق بشكل فوري على الاطر الزمنية لحل جميع المسائل العالقة بينهما، لا سيما أزمة رسوم مرور النفط وحثت كلينتون جوبا على ابداء مرونة أكبر في التعامل مع هذه القضية، مؤكدةً أن "الحصول على نسبة من عائدات النفط اياً كانت أفضل من عدم الحصول على شيء"، في اشارة منها الى قرار جوبا في يناير الماضي بوقف إنتاجها النفطي بشكل كامل على خلفية النزاع مع الخرطوم بشأن مبلغ رسوم مرور النفط الجنوبي عبر أراضي شمال السودان. وبتاريخ 4/8/2012 ، أعلن وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي أن شمال السودان وجنوب السودان قد توصلا إلى اتفاق بشأن تقاسم عائدات النفط واتفقا على التفاصيل المالية المتعلقة بعبور النفط دون ان يكشف مبلغ رسم العبور أو موعد إعادة ضخ النفط الجنوبي عبر شمال السودان ولعله ساير رغبة الطرفين في الميل إلى التعتيم وعدم الشفافية لشيء في نفس يعقوب الشمالي ويعقوب الجنوبي! من المؤكد أن المرأة الحديدية الأمريكية هيلاري كلينتون ، التي تزداد شباباً وجمالاً ودهاءاً كلما تقدم بها العمر، قد هددت باستخدام العصا الأمريكية وعصا مجلس الأمن وأرت رجال الانقاذ والحركة الشعبية العين الحمراء ولهذا سارع الطرفان إلى الاتفاق على قضية النفط وبلعا إصرارهما العنيد ونسيا خلافهما المزمن حول أيهما يأتي أولاً بيضة العبور الشمالية أم دجاجة النفط الجنوبية، فرجال الانقاذ الأشاوس قد قبلوا بحل قضية النفط قبل حل المسائل الأمنية العالقة وبلعوا قسمهم المغلظ أما رجال الحركة الشعبية المغاوير فمن المؤكد أنهم قد بلعوا شروطهم المسبقة وأذعنوا لضغوط كلينتون وقدموا سعر عبور أعلى من السعر الذي كانوا يتشبثون به وبذلك اختفت كل عنتريات رجال الانقاذ ورجال الحركة الشعبية أمام ضغوط كلنتون الحديدية ، أحد أصدقائي علق ساخراً : ياريت كلنتون تزور جوبا تاني وتدي الجماعة ديل والجماعة ديك عين حمرا تانية وتحل لينا مشاكل دارفور وجنوب كردفان وجبال النيل الأزرق ومشكلة احتكار الانقاذ للسلطة في السودان، أما أنا فلا أملك إلا أن أحرف أحد بيوت الشعر العربي القديمة وأقول: وإذا كانت النساءُ كما كلنتون لفُضلت النساءُ على الرجالِ! فيصل الدابي المحامي sara abdulla [[email protected]]