الذين يحلمون بانخفاض الاسعار في السودان ، اسعار أي منتج مهم من سلع اوخدمات حتي و لو كانت الكهرباء ، التي بني من اجلها السد ، الذي هتفت به جماهير بانه ( الرد .. الرد... ) ، و الذي وجه في افتتاحه رئيس الجمهورية بتخفيض أسعار الكهرباء و تم تحديد الاول من يوليو 2009 الجاري موعدا لذلك التخفيض ، الذين يحلمون بذلك هم كمن يبحثون عن قطة سوداء في غرفة مظلمة ( بلا كهرباء ) في الوقت الذي لا توجد أي قطة هناك. تلك حكاية معروفة في التراث الشعبي الروسي اقتبستها لتدليل علي استحالة انخفاض الاسعار او رفع المعاناة ( عن كاهل الجماهير ). الاسعار ترتفع كل يوم و هذا امر موثق و لا يحتاج لدليل اثبات. صدر التقرير الخاص بمعدلات التضخم للنصف الاول من العام 2009 من الجهاز المركزي للاحصاء و هو جهاز حكومي رسمي. اوضح التقرير ان الاسعار في عموم الولايات الشمالية قد ارتفعت بمعدل 10.1% للفترة المرصودة مقارنة بنظيرتها من العام السابق. اما التضخم بولاية الخرطوم فقد وصل الي 15.5% ، يلاحظ ان هذا الرقم الكبير الذي يتجاوز التقديرات الرسمية للموازنة العامة يأتي مع ركود اقتصادي و نقص في السيولة مما يعني بوضوح انه ناتج عن زيادة التكاليف و لا علاقة له بارتفاع الدخول. اذا استمرت معدلات التضخم بتلك الوتيرة مع ثبات الدخول او تراجعها فسيجد الناس أنفسهم في فقر مدقع لا جائر لهم منه الا الله.