كلام الناس * لا نقول (عبرنا) كما قال الذين أجازوا موازنة 2013م رغم علمهم بأنهم عبروا بسفينة الموازنة على اليابسة في ظل شح الموارد وضعف الإنتاج والإعتماد بنسبة 60% على الضرائب لزيادة الايرادات ، فنحن ندرك حجم التحديات التي تواجه الوطن والمواطنين ومدى الإحباط الذي يحاصرهم، لكننا نحتاج لإنتباهة مهمة نراها ضرورية نتوقف عندها في شؤوننا الإجتماعية التي هي عماد بناء الأمة وصمام أمان نسيجها. * هذا ما قررناه سلفاً وبرضائكم وتشجيعكم بأن نجعل كلام الناس يوم السبت بعيداً عن السياسة التي نعلم أنه لامهرب منها لأنها تلقي بظلالها الإيجابية والسالبة على مجمل حياتنا الاجتماعية، ولا الإقتصاد الذي لايتركنا في حالنا وإن تركنا الكلام عنه فهو يقحم نفسه إقحاما في كل تفاصيل حياتنا الإجتماعية والأسرية وحتى العاطفية. * كلام اليوم دعتنا لتناوله أم سودانية فاضلة تعيش مع أسرتها في إحدى دول المهجرالتي ينتشر فيها السودانيون ويتأثرون بالضرورة بالمحيط الإجتماعي المحيط بهم في هذه البلاد . * الظاهرة التي رأت الأم السودانية المهاجرة أن نتناولها في كلام اليوم هي ظاهرة زواج السودانيات من أجانب في دول المهجر، وقد وقفت بنفسي على بعض هذه الحالات إبان زيارتي الأخيرة لأستراليا، ولاندعي أن هذه الظاهرة جديدة ولكنها أخذت طابع مختلفاً في دول المهجر خاصة في الدول الغربية. * نبدأ بالإعتراف بأن الهوية السودانية التي حيرت المفكرين والسياسيين - رغم أنها ليست حالة سودانية خالصة - هي ذاتها نتاج تزاوج الأعراق الزنجية والعربية، وكان الوافدون الى السودان يتزوجون من السودانيات، لكن ماحدث في الآونة الأخيرة هو ظهور حالات من زواج السودانيات من أجانب ولا نستثني من ذلك ما حدث بالداخل بعد تزايد الأيدي العاملة الصينية والكورية و...إلخ من الوافدين. * الجديد في الأمرما قالته الأم السودانية المهاجرة من أن الشابات هناك يتحججن بأن كلفة الزواج من أجانب أقل من الزواج من سودانيين !!.. عدا عوامل أخرى لاتخلو من إنتهازية وإتكالية، هذا يعني أن الشكوى من التكلفة الباهظة للزواج السوداني إنتقلت من الشبان الى الشابات، بعد أن مل الشبان الشكوى من الكلفة المتصاعدة للزواج بعد أن أصبح الزواج البسيط يكلف الملايين من الجنيهات- بالقديم - لاستكمال مراسم الزواج فقط ، عدا ما ينتظر الأسر الجديدة من التزامات وواجبات معيشية وضغوط إقتصادية متزايدة أسفرت للأسف عن تزايد حالات الطلاق وسط المتزوجين حديثاً. * خطورة زواج السودانيات من أجانب في دول المهجر خاصة في الدول الغربية أنها تخرجهن من نسيجهن الإجتماعي السوداني، وهذا بعض ما يعانيه الآباء والأمهات في دول المهجرالغربية عندما يعجزوا عن التحكم في أولادهم وبناتهم لأنهم يحتمون بالقوانين والأعراف السائدة هناك التي تحد من حق الآباء والأمهات في التدخل اللازم لضبط سلوكهم منذ السنوات الأولى للطفولة دعكم عندما يبلغون سن الرشد. * نعلم أن الحراك الإنساني يتجه نحو الإنسان العالمي الذي جسده عمليا مواطن من أصول إفريقية وآسيوية هو باراك حسين أوباما تولى رئاسة الولاياتالمتحدة الأمريكيةعبر الإنتخاب الحر لدورتين متنتاليتين، لكن ذلك لا يعني إنتهاء أو إنتفاء الخصوصية العقدية والقطرية المهمة لحماية الحراك الإنساني نفسه من الإنفراط الإجتماعي الذي يهدد البناء العام للأمم والأقطار حتى تلك الأقطار التي وفرت الحماية القانونية والعرفية للحراك الإنساني. /////////////