[email protected] طالعت بالأمس البيان الذي أصدرته رابطة المريخ بدبي حول حادثة اعتداء لاعبي المريخ أكرم وعلاء على شاب سوداني هناك. شدني العنوان وقلت لا شك أن رابطة أبناء المريخ - التي نقرأ كل يوم تصريحات لمستشار قيل أنه أحد أعضائها- ستشجب ما حدث من اللاعبين. لكن كانت المفاجأة أن وجدتهم يرمون باللوم على الإعلام لنشره الأخبار المفبركة والمغلوطة والخيالية بقصد خلق الزعزعة حسبما ذكروا. شخصياً لست من النوع الذي يدافع عن إعلامنا الرياضي بالحق وبالباطل، لأنني أقر تماماً بما يعانيه، لكن ما ذنب الإعلام في هكذا قضية يا أعضاء رابطة المريخ بدبي؟! وأين الفبركة والخيال في هذه القصة التي وصلت لمراكز الشرطة حقيقة بعد أن تلقى المعتدى عليه العلاج بمستشفيات دبي؟! ماذا كنتم تتوقعون من الإعلام؟! هل تريدونه مثلاً أن يتجاوز الحادثة لمجرد أنها تتعلق بلاعبي النادي الذي تناصرونه؟! ألم يكن من الأفيد والأجدى أن توجهوا نقداً قوياً للاعبيكم وتلومانهم على عدم إحساسهما بالمسئولية وتقدير وضعيهما كنجمين معروفين؟! ما أعلمه أن كل ما كُتب خاصة في صحيفة الكوتش الإلكترونية كان حقيقياً جداً وليس فيه ولا واحد على الألف من الفبركة، ولا أظنكم ستشككون في نزاهة الأخ ياسر قاسم الذي تابع الحدث لحظة بلحظة بحكم عمله في دبي. الغريب أنكم عتبتم على الإعلام لنشره الأخبار المفبركة حسب زعمكم وأصدرتم لهذا الغرض بياناً كاملاً دون أن تذكروا للناس أين وقعت حادثة الاعتداء. فالمكان هنا يبين ما إذا كانت هناك فبركة أم أن اللاعبين فعلاً لا يعرفان معنى أن تكون نجماً لامعاً. نعم بدأ الأمر كنقاش عادي أدى لمشاجرة ومهما تعلل اللاعبان ببذاءات المشجع المفترضة، فذلك لا يعفيهما من تواجدهما في المكان الخطأ وردة فعلهما الأكبر خطأً. فلو كانا يدركان حجم المسئولية الملقاة على عاتقيهما كنجمين معروفين ولو أن لديهما عقلين راجحين لعرفا أن أفضل طريقة للخروج من هكذا مأزق هو عدم التصرف برعونة مهما واجها من إساءات لأنهما أصلاً ذهبا للمكان الخطأ. الغريب أن أكرم صرح في أول يوم للحادثة بأن الفتي المعتدى عليه هلالي زعلان من تسجيل علاء للمريخ، ليتضح بعد ذلك أنه منكم وفيكم وليس له أي علاقة بتشجيع الهلال. يعني الغلط غلط لاعبي المريخ وليس الصحافة يا شباب رابطة المريخ. أما حديثكم عن الفتنة وما أصاب أسرتي اللاعبين بالسودان، فهو مردود عليكم وعلى اللاعبين، لأنهما من يفترض أن يراعيا لأسرتيهما وليس الإعلام. فلا يعقل أن يخطئ الواحد منا ويتصرف بكل هذه الحماقة وفي النهاية يتوقع أن يجامله الآخرون. تحدثتم في بيانكم عن التزامكم بمبادئ المريخ السمحاء وموروثاته وقيمه وأخلاقه التي تقولون أنكم تشربتم بها، لكنني وجدتكم ترددون بعض ما تردده صحفنا تماماً من العبارات الإنشائية الجميلة دون أن يعكس واقع الأمور شيئاً منها. فكيف تزعمون أنكم متمسكون بمبادئ المريخ سمحاء وموروثاته وقيمه وأخلاقه العالية وفي ذات الوقت تدافعون عن خطأ واضح وضوح الشمس بدلاً من أن تتركوا المخطئ ينال الجزاء الذي يستحقه. طبعاً لن تستطيعوا أن تنفوا حقيقة أنكم ظللتم تحاولون منذ اليوم الأول ( كتل) الموضوع في مهده، ولو لا تمسك المجني عليه بحقه لأنهيتم كل شيء دون أن يُمنح الفتى درهماً واحداً.. فهل هذه هي القيم والموروثات التي تتحدثون عنها؟! دعوتم جهات الاختصاص لممارسة صلاحياتها لتقويم الإعلام قبل بداية الموسم حتى ننعم بموسم رياضي سليم خالي من الفوضى، وفي ذات الوقت تجاهلتم حقيقة أن لاعبين يفترض أنهم كبار لم يفعلا شيئاً من هذا ورغما ًعن ذلك دافعتم عنهما دفاعاً مستميتاً. نحن هكذا دائماً نعيب زماننا وإعلامنا وحكوماتنا والعيب فينا. المبادئ لا تتجزأ ويفترض أن نمسك على الجمر في هكذا مواقف ولا نجامل شخصاً لمجرد أنه ينتمي لفئة تخصنا، فالمخطئ دائماً يفترض أن يأخذ جزاءه حتى يرعوي ولا يكررها مرة ثانية. فمثل هذه الأفعال والسلوكيات المشينة، خاصة عندما تحدث خارج البلد تحسب علينا جميعاً كسودانيين ولا يفرق الناس هنا بين هلالي ومريخي. في نقاط .. تألمت كثيراً لخبر يقول أن وكيل نيابة الطفل محاسن الباشا بكت وهي تقول أنها تحمل في حقيبتها يومياً عشرة بلاغات تتعلق بجرائم في حق الأطفال ورغماً عن ذلك يقولون أن لدينا مجلس قومي لرعاية الطفولة! والمؤلم أكثر أن وكيل وزارة التربية والتعليم بدا كمن يهون من جريمة اغتصاب 26 طفلاً بمدارسنا الخاصة بواسطة ذئب بشري أسموه معلماً، حيث قال سعاة الوكيل أن ما حدث تحرشاً وليس اغتصاباً.. تفرق كثير يعني يا وكيل تربيتنا المبجل؟! ما زلنا نطالع التصريحات المتضاربة الصادرة من مختلف الأعضاء في مجلس الهلال، رغم انتخاب وتعيين ناطق جديد باسم المجلس. نصبح بمن يقول أن غارزيتو عاد لمواصلة مهامه.. قبل أن نمسي بخبر آخر يفيد بأن المدرب يريد حقوقه القديمة ومقدم عقده الجديد قبل مباشرة عمله وتوقيع العقد، وفي خبر ثالث نطالع أن غارزيتو أحضر معه مساعداً سنغالياً. طبعاً صعب أن نفهم أن من يقاتل من أجل حقوقه يجلب معه مساعداً ليذيقه من كأس مرارة مطاردة الحقوق لاحقاً. إلى متى ستستمر فوضى التصريحات يا مجلس الهلال! وكيف حدثتم الناس عن أن التسجيلات تمت وفق رؤية غارزيتو وأنتم أصلاً لم توقعوا معه عقداً ولم تتأكدوا من استمراره معكم في الموسم الجديد؟! تعبنا والله من الفوضى والهرجلة وتضارب التصريحات ونتوق ليوم نشهد فيه شيئاً من الانضباط في كل شيء، لأننا لا يمكن أن نحلم بكأس أفريقية في ظل كل هذه الفوضى. بدأ إعداد بعض أنديتنا للموسم الجديد الحديث الما جايب همه عن الأهداف الرائعة والتألق، فالروعة والتألق مكانهما المباريات التنافسية القوية وليس التدريبات. سعدت عندما سمعت قبل أيام أن مدرب المريخ الجديد لن يسمح بالتغطية الإعلامية للتدريبات، لكنني فوجئت به هو ذات نفسه يطلق التصريحات هنا وهناك ويتوعد بعض لاعبيه المتأخرين عن الانضمام للمعسكر بالعقاب. إما أنهم ( يشتلون) وفي هذه الحالة عليه أن يتصدى لهم، أو أنه يناقض نفسه وهنا ستكون المصيبة أكبر. فالمدرب الذي يريد إعداداً هادئاً يفترض أن يمارس هو نفسه الهدوء. رددت على مدى سنوات عديدة أن التدريبات يفترض أن تكون مغلقة لأن جماهير الكرة عندنا تطرب للحركات البهلوانية عديمة المعنى في كرة القدم الحديثة وأن ذلك يشغل المدربين واللاعبين عن المهمة الأساسية للتدريب، لكن العديد من صحفنا الرياضية ظلت تحتج وتنتقد كل مدرب يفعل ذلك ويطالبونه بفتح التدريبات أمام الجماهير العاشقة. طبعاً الغرض مفهوم فهم يريدون فتح آفاق لمزيد من المانشيتات الجاذبة والصور التي تزيد من المبيعات ولا يهمهم كثيراً إن استفادت الفرق من التدريبات أم لم تستفيد. قبل أيام طالعت خبراً منقولاً عن صحيفة أسبانية يشير إلى أن نادي برشلونة فتح التدريبات في اليوم الأول من العام الجديد أمام جماهيره كمناسبة استثنائية. يعني القاعدة في الأندية الكبيرة هي قفل التدريبات وليس العكس، فمتى يتعلم بعضنا؟! /////////////////