من إيجابيات إستقالة رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأسبق صلاح إدريس وإيجابية إستقالة أعضاء مجلسه بعد ذلك ، أنهم كشفوا حقيقة الواقع الإداري المنهار في الهلال ، فقد وقفنا جميعا علي حجم الدمار الشامل بالأدلة الدامغة والحقائق المرعبة ، بإختصار وكما ظللت أردد كثيرا تعتبر هذه الفترة الحالكة السواد في تاريخ نادي الهلال الإداري ( عدم) بمعني آخر ليست موجودة ، لا مستندات مالية ولا إدارية ولا ولا ..تؤكد أن الهلال كان له مجلس إدارة في هذه السنوات العجاف ، هذا الفشل المدمر والسؤ الإداري الذي يصعب تكييفه ، كان ظاهره شيء آخر ، خاصة للذين ينظرون للجانب الإداري من الخارج ، فالضجيج والصوت العالي كان هو المعيار لوجود إداري إسمه صلاح إدريس . ولكن في الجوهر أو الحياة اليومية داخل النادي لايوجد أي شيء . إذا أخذنا التعاقدات مع اللاعبين المحليين والأجانب ظاهر الأشياء يؤكد أن الرجل وليس المجلس وهذه مهمة للغاية إتفق مع لاعبين أجانب بمبالغ خرافية ، الأهم ليس في الإتفاق ولكن في تسديد المستحقات المالية ، لم يكن يسدد لهم والدليل الشكاوي والمطالبات المالية من هؤلاء اللاعبين وأيضا المدربين للإتحاد الدولي وبعضها للإتحاد السوداني . عموما كانت فترة كارثية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني ، ليستحق الرجل في تقديري أن يكون أسواء وأفشل رئيس مجلس إدارة مر في تاريخ نادي الهلال ، ولا أود أن أضع مقارنة بين الطريقة التي تدار بها أندية الأحياء ، والطريقة التي أدار بها الرجل نادي الهلال لأن أندية الأحياء أو ( الحلة) سترجح بكل تأكيد ، وليس في ذلك شيء من المبالغة ، ولكنها الحقيقة تمشي علي رجلين ، فلايجب أن نستخف بأندية ( الحلة) لأن كثير منها يدار بفهم عالي للشأن الإداري . أسوأ شيء في العمل الإداري بشكل عام في المؤسسات أو حتي الحكومات أن تكون الإدارة بنظام (رزق اليوم باليوم) هذه مؤكد إدارة فاشلة ، حتي إدارة الإنسان لحياته إذا تعامل معها علي هذا النسق مؤكد ستكون حياة فاشلة ، وبالتالي إذا أردنا تقييم مجلس إدارة نادي الهلال الحالي كمجلس إدارة ، يجب أن يعمل المجلس علي ألا يرتبط بشخص ، هذه أول خطوة في الطريق الصحيح ، فلايعقل أن يقال مثلا مجلس البرير ، هذا في حد ذاته تقزيم للمجلس ، وإنتقاص إن لم يكن مسح لهيبته وشخصيته . وهو مع الأسف مسمي متداول عندنا منذ سنوات بعيدة ، ربط أسماء الإتحادات والأندية بالشخصيات ، لذا جديد المجلس الحالي إن كان حريصا علي تقديم نفسه بصورة مختلفة ، أن يقدم نفسه بصورة جماعية . فنحن مثلا لانستطيع أن نقول إتحاد بلاتر الدولي لكرة القدم ، بلاتر الرئيس ومنصبه يتحدث عنه ، مثلما لانستطيع ربط إسم حياتو بالإتحاد الأفريقي فنقول إتحاد حياتو الأفريقي . السؤال الأهم ماهو جديد المجلس الحالي في العمل الإداري ، هل سيكون نسخة مكررة من المجالس السابقة ، أم أن لديه جديد يقدم به نفسه للوسط الرياضي ، لتتم الإشارة بعدها إلي أن هذا المجلس جاء بالجديد ، ويختلف عن كل المجالس التي مرت في تاريخ نادي الهلال . إلي الآن في تقديري لم يقدم المجلس الحالي مايؤكد ، أنه مختلف عن المجالس الأخري ، وعندما أقول الأخري أستثني بكل تأكيد سنوات الضياع الإداري في فترة الرئيس الأسبق صلاح إدريس لانها نموذج يدرس في سؤ الادارة . ولا أود اللجؤ لمبررات مثل الظروف الصعبة التي عملوا تحتها بفعل فاعل ، لأن إدارة الأزمة من صميم عمل الإدارة الناجحة ، المجلس الحالي يحتاج أولا إلي كثير من الغموض بإبتعاد رئيسه وأعضاءه نهائيا عن وسائل الإعلام ، ويتركوا العمل يتحدث عن نفسه . إن فعلوا ذلك يمكن أن نقول ساعتها هناك شيء جديد في مجلس الهلال. hassan faroog [[email protected]]