Mohammad Ali [[email protected]] لا زالت قناة سنابل الفضائية للأطفال تراوح مكانها منذ إنطلاقة بثها التجريبي منذ عدة أشهر ، أمر أصاب الكثيرين بالإحباط وهم يرون التجربة الوليدة تتعرض لخطر وأدها ، إذ أنّ المشاهد بات يشاهد القناة وكأنه أمام أحجية للصور المقطوعة فهو لا يكاد يستبين بالكاد شخصية القناة التي أستبشر الكبار بها قبل الصغار فقد بدأ وكأنما الحلم الجميل قد هوى . حتى لانسرح مع البدايات نقدا محضا دعونا بداية نزجي التحية والتقدير للأستاذ معتصم الجعيلي على طموحه وجهده الكبير لإنشاء قناة للطفل السوداني الذي ظل تائها وفاقدا لهويته وهو يتنقل بين قنوات الأطفال العربية وربما الأجنبية لعله يجد ضالته ، عمل نقدره تماما وإن جاء متأخرا فإن تأتي متأخرا خيرا من أن لاتأتي أبدا لكن يبدو أن حمى البدايات والعثرات التي تلازم إنطلاقة أي عمل طموح ظلت لعنة تلاحق مثل هذه الأعمال لا زلت أذكر ذلك اللقاء الذي أجراه التلفزيون القومي مع الإستاذ معتصم الجعيلي بمناسبة إنطلاق البث التجريبي ووعده الأخضر بروضة غناء يمكن لأطفالنا في الداخل والخارج أن يلوذوا إليها هربا من إستلاب القنوات الأخرى . لا زلت أذكر ذلك اللقاء أنه دعا بالحرف الواحد إلى دعم القناة على كافة الأصعدة وكنت متخوفا فعلا أن لا تجد القناة الدعم المادي اللازم لكي تدفع بقاطرتها إلى الأمام وهو الأمر الذي يبدو أنه كبل القناة من أن تنطلق ببرامجها إلى الهدف المنشود. حقيقة تبدو القناة اليوم حائرة محتارة فهي بمشوارها الذي قطعته بدت كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى وعليه فقد وقعت في فلك التكرار بشكل يدعو الرثاء بالنسبة لبرامج القناة كنت قد أرسلت بعض ملاحظاتي للقائمين على أمر القناة ولا بأس أن نتعرض لبعضها : إعتادت القناة على عرض بعض المسلسلات المدبلجة والمترجمة التي بها لقطات للأسف لا تتناسب مع بيئتنا وهي حقيقة تحتاج إلى مونتاج قبل عرضها ، إيراد الأحاديث النبوية أمر جيد للغاية لكن ما لاحظته هو ضعف المؤديات للأحاديث حيث تلفظ الكلمات بدون تشكيل وبأخطاء في الأعراب مما يستوجب وجود مدقق للغة العربية إذ أن القناة تقع هنا بمكان الأستاذ ، كذلك لاحظت أن الصور المصاحبة للأحاديث هي صور لأطفال غير سودانيين فأين ذهب أطفالنا ؟ لاحظت كذلك أن ّالأغاني والألحان هي حصريا على شخصين فقط ورغم جمالية الكلمات واللحن فإن في ذلك تحجيم للعمل الإبداعي فهناك الكثيرون من يودون المشاركة وربما بدون مقابل لخدمة القناة حيث التنوع فيه إثراء للقناة بلا شك , قصص القرآن لا نجد منها سوى قصة صاحب الجنتين مما يستدعي الهمة لتقديم المزيد من القصص التي يزخر بها القرآن . في المقابل هناك غياب تام للبرامج الجماهيرية التي يظهر فيها المذيعون والمذيعات بالشكل الذي يظهر شخصية القناة على الشاشة فأفلام الكرتون وحدها لا يمكنها أن تحل محل الشخوص والوجوه التي تخلق الإلفة بين الشاشة والطفل . كذلك تفتقد القناة القصص والأحاجي الشعبية السودانية إضافة إلى الأمثال بجانب الألعاب الشعبية القديمة التي بعرضها يمكن للقناة أن تخلق تواصلا بين الأجيال . في المقابل لانستطيع أن نغمط القناة حقها فهناك أغاني وجدت سبيلها إلى قلوب الأطفال وأعجبوا بها أيما إعجاب أمثال طبطوبة والشاشة الطفلة المحبوبة وغيرها وبرنامج أريد أن أعرف بالطبع ونحن نتناول هذا الموضوع ندرك جميعا بأن إنشاء قناة للأطفال هو أمرليس بالسهل لكونه يتطلب جهدا خرافيا وفريقا عاملا متجردا يحمل همّ هذه الرسالة بحيثتتولى القناة نقل المضامين المفيدة والهادفة للأطفال في شكل قصة ، أغنية ، رسوم، الخ... وأضيف بأنه ربما يملك القائمون على القناة مثل هذه التصورات التي نطرحها وأكثر ، لكن ما يتمناه المشاهدون هو أن يخرج علينا هؤلاء ليبينوا لنا ما تحتاجه القناة من متطلبات ويبددوا هذا المشهد الضبابي الذي يكتنف سير القناة ، عندها سوف يجدون الكثير من العون وممن هم راغبون في دعم القناة وإستمراريتها لكي تصبح رئة يتنفس عبرها أطفالنا . تلك روشتة بسيطة أحببنا أن نسوقها لسنابل القناة التي لم تعرها للأسف صحفنا وأجهزة إعلامنا لفتة أو إهتماما وهي الجديرة بذلك خاصة إذا ما علمنا أن الفئة المستهدفة هم الأطفال الذين يعوّل عليهم الوطن كثيرا في