hussain abdul [[email protected]] كلمة حق أريد بها باطل التى يرددها (الطيب مصطفى) والتى يقول فيها أن اهل السودان غالبيتهم مسلمين وغالبيتهم عرب لذلك يجب أن ترضخ الأقليه لأنتمائهم هذا ولهويتهم تلك، وأن ترضى باقى القبائل السودانيه (الأصليه) التىكانت موجوده قبل دخول العرب فى السودان بالعيش على الهامش، والا تجهر بصوتها مطالبة بعداله ومساواة وبنصيب فى السلطه والثروه! نعم الاسلام يدين به أكثرية أهل السودان دون حاجة الى أستفتاء أو تعداد، لكن متى كان الحق يقاس بالأغلبيه (الميكانيكه)؟ وهل حينما كان (محمد) صلى الله عليه وسلم وحده وقبل أن يأتى لخديجه ويقول لها (دثرينى .. دثرينى) هل كان على خطأ فى ذلك الوقت لأن الأغلبيه الميكانيكه من البشر الذين كانوا حوله لم يكونوا معه بمن فيهم اعمامه وأقرب الناس اليه؟ وهل كان المسيح عليه السلام قبل ان يدين بدينه وتعاليمه مليارات البشر على الباطل لأنه كان لوحده ولم يكن معه هذا الجمع كله؟ وهل يقبل (الطيب مصطفى) اذا عاش فى دوله (ملحده) أن يجبر على الألحاد وأن يترك ما يعتنقه من دين لأن الأغلبيه لا دين لها؟ الأديان والأفكار لا تقاس بالأغلبيه يا سيد الطيب مصطفى، فمسالة ألأغلبيه وعدد الأصوات يلجأ لها الناس للفصل بين أراء مختلفه داخل قبة البرلمان أو لتفضيل أطروحات حزب على حزب آخر أو برنامج حزب على برنامج حزب آخر. أما الأديان والأفكار فهى ليست محل (تصويت) وأقتراع، وانما تطرح وتناقش وتخضع للحوار العقلانى يؤيدها من يؤيدها ويرفضها من يرفضها، وكل بعد ذلك محاسب أمام خالقه. فرب (فكر) أو دين يتبعه عدد قليل جدا من الناس هو الحق الذى لا حق بعده وهو السبيل الذى يخرج الناس من الظلمات الى النور ويحقق لهم امنهم ورفاهيتهم وسعادتهم، الم يسمع الطيب مصطفى من قبل بالحديث النبوى الذى يقول:- (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار) ؟ فاذا كان الأمر كذلك فهل يعقل أن يلجأ الناس الى الأحتكام الى أغلبيه ميكانيكه تحددها مجموعه من هائله من البشر الناجيه منهم فئة قليلة أو فرقة من بين 73 فرقه كلها مسلمه وكلها تشهد بالا اله الا الله وأن محمدا رسول الله؟ وهل يستطيع الطيب مصطفى أن يحدد لنا تلك الفرقه الناجيه التى تكون على الحق وتلتزمه وتسوس الناس وتخرجهم الى بر الأمان فى الدنيا والآخره؟ وهل سمع الطيب مصطفى بالحديث النبوى الذى قال فيه (المصطفى) صلى الله عليه وسلم:- (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة , والأنبياء إخوةٌ لعلاّت , أمهاتهم شتى ودينهم واحد ) وهل سمع بالحيث النبوى الذى يقول:- (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال : فأنا اللبنة). . فهل يعقل فرق لا يزيد عن (طوبه) فى بناء مكتمل جميل يجعل الناس يقتصرون امور دنياهم كلها الى دين واحد ويتركون باقى الأديان ألأخرى مهما شعر معتنقى تلك الأديان بانتقاص حقوقهم نتيجة لأصرار جماعة (ما) على اقحام ذلك الدين فى امور الدنيا التى تهم المسلم والمسيحى وغيرهما من معتقنى الأديان وكريم المعتقدات الأخرى؟ وهل يعقل ان تنشأ صراعات حاده ومعارك وتزهق ارواح بسبب التعصب لهذا الدين أو ذاك، والفرق الحقيقى بين هذا الدين أو أو غيره لا يعدو أكثر من طوبه نساها (البناءون) أو وضعوها فى مكانها الصحيح؟ للأسف الفكر الأقصائى الذى ينتهجه (الطيب مصطفى) مرضى منه من قبل الأنقاذيين جميعهم بلا أستثناء ولم يحدث ان تحدثت الى انقاذى عن مخاطر انفصال الجنوب وعن اسفى وحزنى اذا حدث ذلك الأنفصال، الا وسمعت منه اجابة سريعه يكشف فيها عن أرتياحه وقبوله ورضاءه وموافقته على هذا الأنفصال بل تجددهم جميعهم يرددون عبارات كأنها خارجه من قالب واحد تقول:- ( دعهم ينفصلون انهم يسببون لنا عبئا ثقيلا منذ زمن قديم، وأنهم سوف يختلفون ويتصارعون ويتقاتلون بسبب ما لديهم من مشاكل قبيله، نأسين اننا فى الشمال نعانى من تلك المشاكل أكثر من أهل الجنوب، وكل قبيلة فى الشمال ترى انها (عربية) و(حرة) أكثر من القبيلة الثانيه، وتفاخر هذه القبيله بأن جدها العباس وتلك تنحدر من (جابر الأنصارى) مع ان اهل السودان الأصليين جميعا هم فى الحقيقه افارقه ولا يخلو فيهم عنصر واحد لم يمتزج بالأفارقه، بينما العرب (الخلص) لم يقيموا فى السودان كوطن الا منذ فترة قريبه جدا لا تزيد عن المائة سنه وينحصروا فى قبيلة أو قبليتين لا أكثر! اقول (للطيب مصطفى) نحن فى عصر لا نرفض فيه أن يكون الأنسان متدينا فى نفسه ويتعامل مع الآخرين بأخلاق فاضله وقيم ومثل ومبادئ، لكن حينما يفكر ذلك الأنسان فى العمل بالسياسة والخوض فى وحلها عليه أن يطرح برنامجه كبشر وكأنسان يخطئ ويصيب لا كملاك أو مبعوث عناية الهية مبرأ من الخطا، وأن يترك للجمهور فرصة تقويم تلك البرامج ومدى صلاحيتها وقابليتها لحل مشاكل الناس الدنيويه ، فاذا نجح وحقق للجماهير طموحاتها شكرته على ذلك وجددت فيه ثقتها، واذا فشل حاسبته واسقطته باسلوب ديمقراطى دون أن (يخونها) أو يكفرها أو يرهبها باسم الدين، فالدين لله والوطن للجميع. تاج السر حسين – منبر الوحده والسلام بالقاهرة