الرئيس البشير وأعوانه الأوائل الأبكار بقلم: د. حسن عابدين / سفير سابق أكد الرئيس البشير مرة ثانية وبإرادة ولغة لا لبس فيها ولا تحتمل التأويل بأنه غير راغب في الترشيح لولاية ثالثة عند نهاية وتمام ولايته الحالية منتصف عام 2015 م. شفع الرئيس هذا الزهد في المنصب الرئاسي بمنطق لم يسبقه إليه معظم رصفائه ومعاصريه من الرؤساء العرب والأفارقة وهو أن نحو أربع وعشرين عاماً قضاها في رئاسة الدولة السودانية تكفي.. تكفي. وهذا تصميم ورأي قاطع صريح ولكنه يستبطن بالطبع الرضا عن النفس بما أنجزت ثورة الإنقاذ الوطني في ظل قيادته وما لم تنجزه وتحققه رغم استطالة آمادها وسنواتها لأكثر من عقدين من الزمان، بما فيها من عثرات وكبوات وأهوال (الحروبات وانفصال الجنوب.) أحسب أن من بذل النصح للرئيس بأن ينفق ما بقى من عمر ولايته الراهنة هذه – وهما عامان – في إعادة ترتيب أمر الحكم والدولة للاستهلال السلس الوفاقي والانتقال السلمي لمرحلة جديدة ولجمهورية ثانية – جمهورية المواطنة – في كنف دستور جديد وممارسة ديمقراطية راشدة مبرأة من أرث وتجربة الشمولية القابضة التي أرخت بسدولها على البلاد والعباد هذه الآماد الطويلة.. احسب من نصح الرئيس بهذا قد أحسن النصح صدقاً وحكمة ونظراً بعيداً. وأما بعد هذا القول والرأي الفصل من الرئيس فالكرة الآن - كما يقال – في ملعب أعوانه ورفاقه الأبكار الذين ناصروه وآزروه وصحبوه منذ اليوم الأول لثورة الإنقاذ الوطني – يوم الجمعة الثلاثين من يونيو عام 1989م ... ما بال هؤلاء الإخوة لا يذهبون مذهب الرئيس ويعلنون إنهم هم أيضاً زاهدون في السلطة والمناصب والتي تقلبوا فيها وتبادلوها نواباً للرئيس ومستشارين ومساعدين وولاة ووزراء: وزير لربع قرن أعطى ولم يستبق شيئاً وآخرون أعطوا من الفشل والإخفاق ولم يستبقوا شيئاً من الأخطاء والخطايا ! أما آن لهذه النخبة والعصبة المتنفذة من أبكار "الإنقاذيين" أن يحذو حذو قائدهم بالترجل عن سدة الحكم والسلطة والمناصب وليستخلفوا جيلاً جديداً من بعدهم يختارهم الشعب في انتخابات حزبية وعامة ورئاسية حرة ونزيهة. لماذا لا تعلنوا هذا يا أخوة يرحمكم الله بدلاً عن سعي بعضكم لإثناء الرئيس عن قراره الحكيم بركل السلطة والرئاسة لتستظلوا بظله وتستديموا مواقعكم ومناصبكم... لتحققوا وتنجزوا ماذا من بعد ربع قرن؟! أين أنتم من شعاركم التأصيلي "هي لله... هي لله، لا للسلطة لا للجاه..." وقد نعمتم ببرد وسلام السلطة – وشقائها أيضاً – وبنعماء الجاه سنينا عدداً ! ألا يكفي هذا. إن حواء السودانية والدة وولود. [email protected]