الاحداث المتسارعة فى الشقيقة مصر ، بالكامل شان مصري يهم المصريين ، ولما لمصر من دور على الصعيد العربي والأقليمى والعالمى فان ماجرى فيها يتجاوز حدود مصر ليلقى بظلاله بشكل كثيف على العالم العربي ، وانه ليعنينا بشكل كبير ، بل يضعنا امام معادلات صادمة لقناعاتنا ومذبذبة لنظراتنا للامور .. فالمشروع الاسلامى يجد نفسه فى امتحان شبيه بالامتحان الذى واجهته الحركة الاسلامية الجزائرية فى تسعينات القرن الماضى ..فالنظرة التى ازعجتنا حينما فاز الاسلاميون فى الانتخابات المصرية جعلتنا نتذكر ماقاله الملك الحسن الثانى ملك المغرب حين ابلغوه بإقصاء الحكومة الجزائرية لهم انزعاجا من اخونة الجزائر: فقال عليه الرحمة : لماذا لم يتركوهم يحكمون فسيفشلون مثلما فشل اخوانهم فى السودان..واليوم لا يستطيع احد ان يقول ان مرسي لم يكن رئيساً منتخباً..ولطالما اتى بديمقراطية فالسؤال الذى يفرض نفسه : هل الديمقراطية عاجزة عن تصحيح أخطاءها؟ والانزعاج من فكرة التمكين الم يكن كافيا مواجهتها بالضغط الشعبي الذى يجبر الرجل على مواصلة المسيرة او الاستقالة ؟ ثم الم تكن تجربة حكم جماعة الهوس الدينى مهمة للمصريين حتى ينجلي زيف هذه الجماعة .. ويمايز الشعب بين الدين وادعياء الدين ..ويدركون بشكل لايقبل المغالطة ان التحدى الذى يواجه الدين اكبر بكثير مما يدعو اليه جماعة الاسلام السياسى ، وعموما :عاما كاملاً ابان للناس ماكان يمكن ان تسوقهم اليه الجماعة من متاهة ..لكن للعقل الديمقراطي واصحاب السلوك الديمقراطي عليهم ان ينظروا للامر من بعده الاخلاقي والإتساق مع ماندعو له من اشاعة واقع ديمقراطي فالمسالة لاتؤخذ مجزأة ..انما ككل متكامل .. مرسي اتى عبر صناديق الاقتراع وينبغي ان يذهب عبرها ..وماحدث بالامس من تدخل للجيش اصبحت هى شرعية الامر الواقع .. وشرعية الامر الواقع ايضا لها من المخاطر الكثير ، وتعقيدات حساباتها بالغة التعقيد ، مهما يكن من امر يمكن ان يندرج امر عزل الرئيس مرسي كانتفاضة لتصحيح مسار وهو نفس التصحيح الذى كان يمكن ان يتم بعد ثلاثة اعوام ، ولن نستطيع ان نقول انه انقلا ب بشكل مطلق .. قد نقبل ان الامر يدخل فى مفهوم انحياز من الجيش للارادة الشعبية ، تحت منطق تبريرى من مختلف المنطلقات يجد دعماً وفهماً .. لكن فى افادته الكبيرة هو انتقاص من مقام الديمقراطية .. نعم انتقاص للديمقراطية .. قد نجد لها بعض العذر فى بلد تمارس الفعل الديمقراطي لأول مرة فى تاريخها الحديث..ونامل ان لاتكون سنة تستن للتصفيات السياسية .. يبقى امام الاسلاميين الفرصة كبيرة جدا فى ان يكسبوا الشارع مرة اخرى اذا تعاملوا على اساس ان الديمقراطية لم تحتملهم وعملوا على حفظ اللحمة المصرية وحفظ الدم المصري واعطاء اعادة ترتيب الوضع المصري من جديد وفق قيم الديمقراطية الحقة والسلام ..لتبدا مسيرة جديدة فى التمرين الديمقراطي ..فهل يكون جماعة الاسلام السياسي فى مستوى التحدى؟؟ ويحفظوا دم وامن مصر؟ !نامل وسلام ياوطن سلام يا عندما سمعت ابنتى بعزل الرئيس مرسي : تبسمت وهى تقول : معليش عمو مرسي تعال هنا عندك 2 مليون مترفي الجيلى تنفع زراعى وصناعى ..وقول لأصحابك : خفوا على السودانيين ياجدعان ده ربع قرن ..انا ماتحملونيش سنة..وسلام يا... haider khairalla [[email protected]]