أبناؤنا بناتنا ، هم فلذة أكبانا والنعمة المستدامة في حياتنا والذرية المباركة لأحفادنا ونسلنا على مر العصور ،والأرحام التي تحرك عواطفنا لأفراحهم وأتراحهم وهم شغلنا الشاغل لرسم مستقبلهم وفتح الطريق أمامهم بحول الله لرسم خطوط حياتهم بما يُرضي الله. ها هو الدكتور الراحل المقيم غازي القصيبي يستنطق الشعر بعد أن استشعر بدنو أجله وهو يعاني من المرض ويخاطب أسرته بأفرادها ويختص ابنته بالكلمات الطيبة التالية في قصيدة الغروب التي كساها الحزن بكلماتها الرصينة : وأنت! .. يا بنت فجر في تنفسه ما في الأنوثة .. من سحر وأسرار ماذا تريدين مني? إنني شبح يهيم ما بين أغلال. وأسوار هذي حديقة عمري في الغروب .. كما رأيت ... مرعى خريف جائع ضار الطير هاجر .. والأغصان شاحبة والورد أطرق يبكي عهد آذار لا تتبعيني! دعيني! .. واقرئي كتبي فبين أوراقها تلقاك أخباري وإن مضيت. .. فقولي: لم يكن بطلا وكان يمزج أطوارا بأطوار حتى ليحار القارئ لمن يوزع أحزانه للفقيد الذي رحل للقاء ربه متعافي من كل ذنب بإذن الله أم الذي يودع أسرته في حياته ام أحزان الأسرة المكلومة أم احزان شعبه وأحزان أمته العربية والاسلامية. وفي سنوات قليلة ينقلب المشهد ليكون البكاء والحزن على فلذة الأكباد من أب وام وأسرة استقبلوا الحدث بقضاء الله وبحمده وقلوبهم تعتصر ألماً وحزناً من موقع الصراع على السلطة والتسلط ولا يهم من الذي كان على حق في المعركة الدائرة حتى اليوم فالكل خاسر والأهم الوطن نفسه الخاسر الأكبر، فتسقط الشهيدة أسماء محمد البلتاجي وسط حمامات الدام والصراع المحموم وكأنها الصاعقة على والديها وأهلها ولها الرحمة ومثواها الجنة بإذن الله. هذا هو حالنا في بلاد العرب والمسلمين بعد أن اصبح الإنسان هو التجارة الخاسرة هذا الانسان الذي كرمه الله وقدره في محكم تنزيله نجعله هدفاً لرصاصة طائشة أو معركة خاسرة شاهدناها بالعين المجردة في أفواج ضحايا الحروب في السودان في دارفور قتلاً وتشريداً وفي الأرض المحتلة واليوم في سوريا وليبيا وتونس والمعارك الدائرة في مصر. ألا رحم الله الشهيدة أسماء محمد البلتاجي وأحسن مثواها وتقبلها قبولاً حسناً ، وألم تكن تضحية الشهيدة نبراساً للطرف الآخر ليرفعوا الصوت بحسن النية ويزفونها بعبارات التمجيد والعزاء لأسرتها بعد أن اصبحت فلذة أكباد لكل أمهات مصر والأمة العربية. إسماعيل شمس الدين Ismail Shams Aldeen [[email protected]]