أطلعت علي تقرير لزيارة الرئيس سلفاكير للسودان أول أمس ، و قد جاء في نهاية التقرير ( و تعد القمة الرئاسية التي جرت أمس هي السادسة التي جرت بين الرئيسين منذ إستقلال جنوب السودان ، و عادة ما يتم التوصل الي اتفاقات و تفاهمات في تلك القمم ، و اشهرها اتفاقية التعاون المشتركة ، و مصفوفة تنفيذ اتفاقية التعاون التي وقعها الرئيسان في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ، لكن الاتفاقيات سرعان ما تنقض ، و تعود القضايا العالقة بين البلدين لنقطة الصفر ، او دونها مرة أخري ) ، و ما لفت نظري في التقرير عبارة ( لكن الاتفاقيات سرعان ما تنقض ، وتعود القضايا العالقة بين البلدين لنقطة الصفر أو دونها مرة أخري ) ، و هنا جال في خاطري تساؤل : الي متي سيصمد اتفاق الرئيسين هذه المرة ؟ و قبل الاجابة علي التساؤل ، دار في الخاطر سؤال آخر : ما هي أسباب انهيار كل الاتفاقيات بين البلدين ؟ و هل هي أسباب جوهرية و حقيقية تستحق فعلا الثمن الذي يدفع فيها ؟ أم أنها شكوك و أوهام زائفة لا تستحق الثمن ؟ . قبل الاجابة علي هذا السؤال ، علينا أن نقرر انه و لأكثر من نصف قرن من الزمان ( 1955 – 2013 م ) ظلت العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة مروية بالدم ، و مهرها الالاف من الرجال ، و ظلت الريبة و الشكوك وسوء الظن يسكن في دواخل الجميع و يجري فيهم مجري الدم ، و بالرغم من ذلك ظل الجميع يتجملون ، لانهم يدركون جيدا حاجة كل منهم للآخر ، لا سيما بعد دخول عنصر البترول في مكونات العلاقة . فالسودان كاد أن ينهار اقتصاديا بعد توقف بترول الجنوب ، و كذلك الحال في جنوب السودان ، ولهذا أصبح من المستحيل أن تستمر الجفوة بين البلدين لما لا نهاية ، فهنالك دائما استراحة محارب ، استراحة ضرورة ، ستنتهي بمجرد أن تجري الدماء في شرايينهما . قطع شك لن تستمر الهدنه طويلا ، فهنالك الجبهة الثورية ، والاتهامات الجاهزة بدعم الجنوب لها ، مع أول احتلال لأول قرية في كردفان أو دارفور أو النيل الازرق ، و مع أول لقاء جماهيري للرئيس في حضور أغنية حماسية ( كاربه ) قد يأمر الرئيس ( عوض) ( بقفل البلف ) ، لتظل الساقية ( لسه مدوره ) . و بعيدا عن الجبهة الثورية هناك اللغم الاكبر الذي ينتظر الجميع انفجاره ، لغم أبيي ،فقد صرح سلفاكير ( أن القضايا واضحة بالنسبة لحكومته ، و أن الوصول لحل النزاع علي المنطقة حددته اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا عام 2005 في بروتوكول ابيي ، و قرار محكمة التحكيم الدولية ، و أن المطلوب من الدولتين بتطبيقها ) وهذا يعني بشكل أوضح ، اجراء الاستفتاء ، و قد حددت له لجنة الوساطة الافريقية شهر اكتوبر القادم ، فهل سيسمح أهل صديقي عبد الرسول النور ( الرزيقات) بهذا الامر حتي لو وافقت الحكومة السودانية علي ذلك ؟؟؟؟ أشك كثيرا في ذلك ، لهذا فإن الهدنه والاتفاقيات التي وقعت بالأمس سينتهي تاريخ صلاحيتها في اكتوبر القادم ، و حتي ذلك التاريخ ، و بهذه المناسبة ، أسدي النصحلإخوتي المغتربين بحفظ ريالاتهم و دولاراتهم ، فالدولار سيرتفع هذه المرة بسرعة الصاروخ و قد يصل لثمانية . علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية جوال 00966551731989 Othman, Allauddin Z. [[email protected]]