يقين راسخ يتملكني منذ فترة ليست بالقصيرة ، و هو أن نظام الانقاذ باق لزمن قد يمتد لعقد من الزمان أو أكثر ، لا بسبب قوة النظام ، بل بسبب ضعف المعارضة ، فالإنقاذ وبخطة محكمة قد تمكنت من القبض علي كل مفاصل الدولة من خدمة مدنية ، و إعلام ، وجيش ، و أمن ، , واقتصاد ، لهذا أصبح من اللهو أن نتخيل إزالتها عن طريق ( تذكرة التحرير) أو ( خطة المائة يوم ) أو خلافه من أضغاث الاحلام التي تهرف بها المعارضة ، ولكن ، الانقاذ ستذهب في خبر كان ، إن حاولت رفع الدعم عن المحروقات أو رفع الدعم عن الدقيق ، و ذلك بسبب أن الشعب السوداني قد تحمل من الانقاذ ما لا يتحمله بشر طبيعي ، فقد ارتفعت الاسعار بشكل دراماتيكي ، للدرجة التي أصبح من المستحيل أن تتصور الموازنة ما بين الدخل والمنصرف . لقد وصل الناس لدرجة الكفاف ، فالجميع اصبح يشكو ، لدرجة أن أصبحت الشكوى هي القاسم المشترك في كل تجمعات الناس ، أفراح أو أتراح ، و ما لفت نظري بشكل مدهش ، أني كلما أبديت رغبة في العودة للوطن بعد غربة امتدت لثلاثين عام ، يجاهر الجميع – دون استثناء- بإسداء النصح بأن لا أعود ، لان الحالة ( بقت صعبة ). لقد وصل الناس لحافة الانفجار ، و لكنهم ما زالوا يلوذون بالصبر ولسان حالهم يقول ( سأصبر حتي يعلم الصبر أنني صابر علي شئ أمر من الصبر ) ، ولكن لكل شئ حد ، ويبدو أن صبر الناس قد وصل حده ، و من الحكمة دائما أن يدرك المرء حدود تحمل الاخر ، فلا يظن أن لا حدود لصبر الانسان . لهذا أقول يجب علي الانقاذ أن تدرك أن الناس قد صبرت ما فيه الكفاية ، ولن تستطيع أن تصبر أكثر من ذلك ، فإن ارادوا وضع نهاية مستعجلة لهذا النظام فليرفعوا الدعم عن المحروقات و الدقيق ، و أعلم يقينا أنهم أذكياء ، ويدركون النتيجة الحتمية لهذا القرار ، و لقد قرأت قبل فترة قصيرة تصريح لاحد قياداتهم يقول فيه أنهم يعلمون رغبة المعارضة في رفع الدعم ولكنهم – أي الحكومة – لن تحقق لهم رغبتهم . و لكن يبدو أن الضائقة الاقتصادية قد بلغت أقصاها ، و أن كل الحلول قد أصبحت مستحيلة ، مما حدا بالسيد وزير المالية للتصريح بأن رفع الدعم عن المحروقات أصبح مسألة وقت ليس إلا ، ولكني أنصح السيد الوزير ان قرارا كهذا سيكون هو الضربة القاضية للنظام ، و عليه أن يفكر في بدائل أخري ، تم طرحها سابقا ، و لكن لم يتم الالتزام بأي منها ، و منها الصرف البذخي المتمثل في حكومة مترهلة ، و دستوريون يضيق بهم القصر ، و إستضافة مؤتمرات دولية لا تنتهي إلا لتبدأ ، و حروب بلا معني ، و أشياء أخري كثيرة يضيق المكان بذكرها ، من الاولي الاتجاه نحوها لحل الازمة الاقتصادية بدلا من اللجوء للحل الاسهل المتمثل في رفع الدعم ، لان رفع الدعم هذه المرة هو شهادة الوفاة لهذا النظام . علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية جوال 00966551731989 Othman, Allauddin Z. [[email protected]]