رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في تفويض البشير لدبي حول - ام جرس .. بقلم: محمد علي كلياني
نشر في سودانيل يوم 26 - 12 - 2013

قراءة في تفويض البشير لدبي حول - ام جرس- وتجديد الوساطة التشادية للمرة الثانية والاخيرة:
ام جرس، تلك المدينة الصغيرة، عاصمة محافظة- وادي هور باقليم إنيدي بتشاد، فهي محافظة حديثة الانشاء وفق التقسيم الاداري الاخير بتشاد - من 14 محافظفة الى 24-، اختار ادريس دبي تلك المدينة الصغيرة لتصبح له عنواناً سياسياً في العمران الحديث في وسط الصحراء الحاقلة، حيث بنيت فيها العمارات والفلل على شاكلة- سرت القافي-، وأنشات بها وسائل اتصالات حديثة،- طرق مسفلتة ومطار دولي-، تجعل فيها كل سبل الحياة ممكنة وسط كثبان الرمال والجبال الحصينة في دار زغاوة..
في هذه المدينة الحصينة والوديعة، فقد عقد مؤتمراً اهلياً جمع اغلب وجهاء قبيلة الزغاوة للبحث عن سبل لتسويات سياسية لعدد من ابنائهم المتمردين ضد حكومة الخرطوم- د. جبريل ومني اركو مناوي-، وكانت مخرجات هذا المؤتمر شابها الكثر من التكتم والسرية التامة، ولم تتوفر حوله إلا معلومات ضحلة ومتناثرة هنا وهناك، واحيطت به ايضاً عدة تساؤلات على مستوى السودان- قبائل دارفورالتي لم يمكنها نظام دبي من المشاركة فيه، وتنظر الي الامر بشكوك جمة- ودوليا،ً يتسال ايضاً العلم حول اهدافه النهائية للحل السلمي في دارفور،.. ولكن وجد العالم امام حقيقة جديدة لم تكن تفاجئ المراقبين على الصعيد الاقليمي والدولي، وقد قطعت زيارة ادريس دبي خلال الايام الماضية للخرطوم الشك باليقين، وهو ان مؤتمر- ام جرس- كان يمهد لوساطة وصلح بين قبيلة الزغاوة مع الخرطوم-(راديو فرنسا الدولي)، - شبه احادية الحل- في دارفور مع عدد من معارضتها المسلحة، وقرر دبي في مؤتمر ام جرس التعامل مع من يرفض مقررات المؤمر بالقوة العسكرية، واخضاعه للواقع بالقوة، بينما أصدر المعنيين بالامر بياناً اعلاناً- لابعاد الحرج عنهم- وهم من المعارضين الرفضين للذهاب الى سلام بانفراد باسم القبيلة مع الخرطوم، وتجزءة الحلول في دارفور، ولكن يبدو من خلال قمة دبي- البشير بالخرطوم، فان الامر اخذ يتجسد بقوة، وربما يزيل كل ركام التكهنات والملابسات الغامضة حول الامر،.. لقد جمعتني الصدفة المحضة بقادة المعارضة الدارفورية في مؤتمر صحفي بباريس، وتقدمت اليهم بسؤال مختلف امام الحاضرين: ما هو موقفكم من قررات الرئيس ادريس دبي في مؤتمر ام جرس حول المؤتمر الاهلي، والذي حدد فيه خيارات واهداف، فقال:انه يجب ان تذهبون الى السلام مع الخرطوم، او إلا انه سيتخذ بحقكم اجراءات عسكرية للخنوع للسلام مجربين مع الخرطوم-؟، فاجاب مني اركو على السؤال بالقول(نريد من تشاد ان تكون موضوعية في التعامل مع قضية دارفور بعيداً عن اتخاذ اجراءات محددة، لان قضية دارفورهي سودانية محضة، واذا كان دبي يريد ان يكون وسيطاً للسلام بحيادية فمسعاه حميد، ولكن الاجراءات العسكرية ضدنا، وبحسب علمنا ستكون في الصيف القادم، فهو امر مرفوض تماماً، ولان دبي زغاوي تشادي، هذا لا يعي انه اميراً على زغاوة السودان، وبقدرما تربطنا معه اواصر، ولكن ليس له الحق ان يحدد مصير الزغاوة السودانيين سياسياً في بلادهم.. فنتمنى من دبي ان يكون طرفاً فاعلاً في سلام دارفور، ولكن لايضع نفسه في تحديد خياراتنا السياسية في بلادنا على اعتبارات قبلية، لان الزغاوة السودانيين في خياراتهم السياسية ليست كما خيارات الزغاوة التشاديين، نعم اننا اسرة واحدة في الحدود، ولكن نختلف في طموحاتنا السياسية في البلدين، فيعلم دبي نحن سودانيون وليسنا تشاديين مهما اجتمعنا في قبيلة واحدة، وشأننا في ذلك شان كل شان القبائل المشتركة الاخرى من عرب وزغاوة، ومثل باقي القائل، ومثلما نحن متمردون، لانعبر عن قبيلة الزغاوة فهما ومضمونا، واذا كان مؤتمر- ام جرس- يخص مصلحة معينة اني ارفض دون القوى الاخرى هذا التوجه)، جاء ذلك ضمن تكهنات كثيرة بان مني اركو اقرب سياسيا للتحاور مع دبي، وعندما كان مني في باريس، كنت اعرف كل ممن حوله، وهم اصدقاء لي قبل معرفتي به خلال زيارته لباريس، وعقب على سؤالي له من بعد رئيس الجبهة الثورية الفريق مالك عقار بالقول(نتمنى ان ما قاله دبي في مؤتمر ام جرس هو زلة لسان)،.. وبعد المؤتمر الصحفي، فقد التقيت على انفراد مع كل من مني اركو ود. جبريل بفندق في باريس، الكل على حداه، واجريت معهما حوارين منفصليين حول الامر ذاته، فبدأت بجبريل، وبرفقتي صحافيين تشاديين وسوداني- بثت المقابلة مرئياً-، أكد جبريل من خلال ذلك،(ان الحل واحلال السلام في دارفور، وبهذه الطريقة أمراً عسيراً، وان اختزال الامر كله حول الصلح مع قبيلة الزغاوة والخرطوم فهو سلاماً منقوصاً جزئيا، مما يعني أن القضية لن تنتهي بنا، وستظل قائمة ومتقدة، وحول التهديد الذي اطلقه دبي تجاهنا، فانه رئيساً في بلاده وفي شعبه، ولايحق له ان يتدخل في أمر السودان لاسباب قبلية، ويمكن ان يكون شيخاً لقبيلة الزغاوة، وهذا امراً غير مقبولاً ولامسؤلا سياسياً، ونحن لانتدخل في شان تشاد، وعلي دبي الكف عن التدخل في الشئون السودانية، إلا بالحسنى، ونقدر دوره، اذا كان الامر يتعلق بالسلام والحل الشامل والعادل، لان بين تشاد والسودان العديد من القبائل المشتركة-8 منها مؤثرة في الاحداث-، ونحن نحترم القبائل المشتركة، ولانريد احدا ان يجعل من قبيلته واجهة سياسية لامر ما)..انتهى..
مخرجات ام جرس وتنزيلها على ارض الواقع في الخرطوم:
برزت على السطح حقائق جديدة، ودون ان تكلفنا العناء لفهمها سياسياً خلال زيارة دبي للخرطوم، حول مضوع- ام جرس- وقد تلقى فيها دبي تفويضاً سياسياً من السودان مجدداً وثانية، واوكل الى الرئيس التشادي فرصة ثانية واخيرة حول قضية اهله الزغاوة بناءاَ على تعهداته السابقة- وساطة تشاد حول ازمة دارفور-، وقد حمله مؤتمر ام جرس، مهمة ثانية وجديدة، وقد لاتتكررتلك التجارب للمرة الثالث بين البلدين- وفقاً لقمة الفاشر عام 2003م، ومفاوضات ابشي وانجمينا(2،1)، والتي اخذت معايير مزدوجة وضيقة- وادخلت البلدين في مازق- وكانت ليبيا القذافي في ذاك الوقت طرفاً مباشراً في الاخفاق- واليوم اصبح دبي وحيداً وضعيفاً في محيطه الاقليمي، ولم يبق له من حليف إقليمي إلا السودان، لانه يصارع تيارات متعاعكسة تعصف بنظامه اقليميا ودوليا-، فهو محتاج للسودان في الوقت الراهن، وليس له اي حليف اقليمي ودولي حاليا في المنطقة يراهن عليه-، وفي افريقيا الوسطى احس النظام التشادي، فانه قد يخرج من اللعبة وبدون حمص، حيث ظهر فيها الدور التشادي طرفاً نقيضاً للغرب- اشعال الحرب الدينية هناك-، حسب توصيف الاعلام الغربي للدور التشادي، ووضع الجيش التشادي هناك في خانة تلك الحسابات مهما نوع الدفاع عنها- اشتباك الجيش التشادي مع مليشيا مسيحية، واشتباكه امس مع القوات البروندية حول مطار بانغي، والتلفزة الفرنسية ذكرت ان قوات تشاد لسيت لها مصداقية لحفظ السلام، وهذا ما يتطلب قدوم قوات اممية اكثر مصداقية، كي تهدأ مخاوف المواطنين المسيحيون هناك- وهذا ما يعني عزل الجيش التشادي من مهمة القوات الافريقية تماما وارجاعها من حيث اتى، وتمريغ سمعته اقليمياً ودولياً في الاوحال، ونضيف انه، بالامس نشرت الصحيفة الفرنسية الالكترونية الاكثر انتشاراً ومصداقية في فرنسا، مقالاً مهماً حول الرئيس دبي، اشارت فيه ان الرئيس دبي دكتاتور تشاد من المستحيل ترميمه سياسيًاً من قبل فرنسا، وتلك الصحيفة الوحيدة في فرنسا، والتي قادت عدد من القيادات الفرنسية الى ابواب المحاكم(media part)،(قصة ساركوزي وتمويل حملته الانتخابية من ليبيا)، واعداد الصحيفة لهذا التقرير المفصل حول تشاد،- من المستحيل علي فرنسا في الوقت الراهن ترميم نظام دكتاتور تشاد سياسياً-، وهذا في حد ذاته مؤشراً سياسياً خطيرا يتخطى تحالف دبي مع الغرب- باريس-، اذن، ان دبي احس بالخطر السياسي وتوجه الى السودان، وفي ظل غياب الحلفاء الاقليميين له في المنطقة، فلا معدى اذن، الذهب الى السودان، ليحمل اليها ورقة واحدة فقط - ام جرس- للتفاوض بشانها مع السودانيين، لكسر جبل الجليد الامني- رغم ان اغلب خيوط اللعبة في يد الخرطوم سياسيا تجاه تشاد حالياً، ولحد اليوم- واقليمياً، أن تشاد ستخرج من افريقيا الوسطى وبعيوب ماحقة، بينما الكمرون ونيجيريا-، قفل الفرسيون انشطة تشاد التجارية،ولابد التوجه للتجارة في البحر الاحمر، لاسيما وان العقل المدبر لجماعة (بوكو حرام) له انشطة تجارية مشبوهة في الكمرون عبر تشاد، وهو مقيم في انجمينا- وينشط في ميناء دوالا– ولهذا السبب فقد نيجيريا فقلت حدودها مع تشاد، ويريد دبي لعبة دارفور مجدداً- عبر تفويض البشير له ثانية- في ملف الوساطة في دارفور- وهذا فخ سوداني واقليمي ودولي كبير ينصب امام دبي، وان قبيلة الزغاوة السودانية سيضعها في دائرة الاضواء الاقليمية والعالمية مجدداً كرهان، اذا انفصل قياداتها عن محيطهم السياسي والاجتماعي في قضية دارفور وفق مقررات- ام جرس- التشادية - وقمة دبي- البشير مؤخراً بالخرطوم, فقيادات القبيلة السياسيون قد يجدزا انفسهم امام العديد من الخيارات الصعبة، امام الشعب السوداني، اذا رجعوا بفهم دبي فأنهم باعوا القضية مقابل طموحات الرئيس دبي السياسية في بلاده وتخليصه من المساوء، وفي وجه العالم فهم مجرد ادوات تستخدمهم تشاد كيفما تشاء في توجيه دفة النزاع في دارفور،- وتلك فضيحة-، وهذا ما يعززه فكرة القبائل حولهم ويعتبر نضالهم ثانوياَ، وقد لا اظلم قبائل الزغاوة ذاتها في هذا المقال، واعترف بالموضوعية، انهم كانوا جزءا كبيرا ممن نضالوا وعانوا من مآسي الحرب وتحملوا القسط الاكبر منها، ولايمكن ان يقاتلون نيابة عن الاخرين ودفع ثمن الفاتورة باهظة بشريا ومادياً اكثر واكثر، فما ذنبهم.. فليذهبوا الى السلام مع البشير ضمن مصالحهم؟، وفي خلال13 سنة، ذاقت قبيلة الزغاوة الامرين ودفعت ثمناً لايعوض لهم خلال سنوات اخرى مماثلة، والى متى يعيشون في الحرب؟، ولابد من هدنة، فما المانع اذن؟، ان وجدوا شخصاً بقامة رئيس يقرر لهم العدالة مع حكومة يعتبرونها ظالمة.. ما المشكلة؟. ولابد من قول الحقيقة المجردة، نعم ان قبيلة الزغاوة تحملت القسم الاكبر بشرياً ومادياً في صراع دارفور وتضررت منه كثيراً، رغم انها كانت القوة الضاربة عسكرياً ضد الخرطوم، حيث شكلت لغة الزغاوة- شفرة معقدة- ولايعلم الكثيرون ماذا يعملون بالضبط، وشكل اخوانهم في تشاد سنداً وسداً منيعاً لعدم اختراقهم أمنياً، فضلاً عن ان الزغاوة كقبيلة صحراوية- مثلنا- تعرف المسالك الوعرة، وتتسلل عبرها دون تحكم- تلك طبائع قبائل الصحراء-، ونقول الحقيقة ان الزغاوة رغم الحصل لهم خلال ال13سنة الماضية ليسوا بفهم- ام جرس- ان صح التعبير، مستعدين لذهاب اكثر من ذلك- للحرب أوالسلام-، لان في نظرهم لايمكن ان يتحملون على ظهورهم اعباء اخرى تهدد مستقبلهم السياسي ومصالحهم دفاعاً عن قضايا الاخرين في الاقليم الدارفوري العريض، على اعتبار حسابات سياسية لاتتحقق- ولكن المطالبة بحق كل شعب الهامش، وان العدالة الكاملة في الارض لايحققها الا الله،-لان شعوب العالم الثالث كلها مهمشة تقريباً- وتلك احلام الوطن السوداني رجل افريقيا المريض والذي لا يتعالج بسهولة..، بالنظرالى المطالب الكثيرة في السودان، شمالاً وشرقاً وغرباً، ولنعود الى الوساطة التشادية وفق رؤية دبي الجديدة- بام جرس-، وتفويض البشير له في قمة الخرطوم للوساطة مع حركات دارفور، ونرى من خلال التجارب السابقة عبر مؤتمر الفاشر عام2003م، ومفاوضات ابشي وانجمينا2،1، فقد تعثرت المواقف التشادية..، فنقول ان الوساطة التشادية حول دارفور ماضياً كنت في بداياتها قوية وفعالة,عقب موافقة الطرفين الشروع في بدإ محادثات بوساطة تشادية لحل المشكل تحت رعاية الرئيس إدريس ديبي، جاء ذلك بعد اقتناع طرفي النزاع الالتزام بالحوار والتفاوض لحل مشكلة دارفور من أجل تحقيق سلام شامل وأكيد في دارفور، وذلك تحت رعاية الوسيط التشادي في فترة لا تتجاوز الأسبوعين للتفاوض للوصول لحل نهائي للصراع في دارفور، وبغية تسوية تشمل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، ورغم المصاعب الداخلية التي تواجهها تشاد جراء تداعيات الأحداث في دارفور, ونظراً لتأثيرات الوضع على الحدود المشتركة, وكذا التعقيدات التي نجمت عن ذلك, فقد ظلت الوساطة التشادية تراوح مكانها دون أي تقدم ملحوظ, فضلاً عن الخبرة التشادية في فض النزاعات ضئيلة لا تسعف انجمينا للعب هذا الدور قي ذاك الوقت، ولا ندري ماذا تعمل انجمينا حالياً؟، تستعين بمن في تفويض السدوان لها؟، وان فشلت قد البلدين الى المربع الاول، وهذا امر لن تستدعي انجمينا تحمله حالياً بالنظر الى الاشكالية التي تجيط بها اقليمياً ودولياً..
وكانت أنجمينا ترى في مبادرتها تلك أنها بذلك تسعى لاحتواء أزمة تورق مضجع رصيفتها الخرطوم في إقليم يجاور حدودها الشرقية واطفاءاً لحريق اضحى السنة لهبه تمتد الى الاراضي التشادية بصورة مباشرة أوغير مباشرة، وردءُاً لمخاطر محتملة في ذات الوقت, اضافة الى اعتقادها - أي أنجمينا- أنها بذلك تسدي ديناً قديماً تستحقه الخرطوم أبّان عقد المصالحات التي توسطت الخرطوم لتوقيعها لصالح انجمينا, وكان أبرزها في أكتوبر1997م بتوقيع أربعة فصائل سياسية مسلحة قادها الفريق الحالي، نائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح- وقتها كان وزيرا الداخلية- النائب الاول لرئس الجمهورية-..
وعلى خلفية الحدث عقدت قمة مصغرة بالفاشر بين الرئيسيين ديبي والبشير في أبريل 2003م بحثاً عن سُبل لاحتواء الموقف في إطاره الطبيعي, حيث قال ديبي، (جئت لأقول للبشير أن هؤلاء صعاليك وقطاع طرق, ونحن لن نقبل حرامية وقطاع طرق على حدودنا.. ولايمكن قبول الفوضى..يجب إيقاف المؤامرة القاتلة، وإذا أرادوا أن يفعلوا مثلي، فإنهم مخطئون..المسألة ليست متشابهة..نملك القوة لنسيطر عليهم...إنني زغاوي ولكني مع البشير)، تلك، حكاية الماضى، ويعود ادريس ديي الى الموضوع القديم، ويكرره بنفس اللهجة القديمة من جديد في اخر قمة- ام جرس- بالخرطوم، ويصف الامر والاحداث بلعب: (العيال.. انتم بداتم الحرب والخراب)، ولا اختلاف في موقف دبي الاول والاخير، وهذا نوعاً من الافتقار السياسي لانجمينا في عدم مقدرتها للحل، حيث قال دبي(هؤلاء العيال المخربون)!!، من هم المخربون والعيال-؟،. وهذا كلام غير مسؤل، من رجل يريد يصنع سلاماً في دارفور..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.