يحمد للمؤتمر الوطني ، أنه دون الاحزاب السياسية الاخري ، ظل وفيا لذكري شهدائه ، فخلد ذكراهم من خلال إطلاق اسمائهم علي عدد من المنشآت والشوارع الرئيسة ، و مثال ذلك شارع ختم عبيد ، الشارع الافخم بالخرطوم ، أما بقية الاحزاب ، و أخص بالذكر منهم حزب الامة ، فقد ظل دائما متجاهلا لذكري شهدائه ، الذين قدموا ارواحهم رخيصة فداء للوطن ، و يأتي علي رأس هؤلاء الشهيد عباس برشم . الشهيد عباس لمن لا يعرفونه هو واحد من شباب الانصار و حزب الامه ، و هو من أبناء جبال النوبة ، تخرج في جامعة الخرطوم عام 1974 م ، و كان كادرا قياديا بالحزب منذ أوائل السبعينات ، وتقلد منصب أمين الشئون الخارجية للجنة التنفيذية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، الذي قاد انتفاضة شعبان المباركة ، و هو الوحيد من بين الطلاب الخريجين الذين لم يسمح لهم جهاز الامن الالتحاق بأي وظيفة حكومية ، بالرغم من أن رصفائه من خريجي قسم الاحصاء كانوا يوزعون مباشرة من الكلية علي الوزارات المختلفة . أعتقل عباس برشم بعد الانتفاضة بسجن كوبر ، و قد اكرمني الله بالتواجد معه لمدة بزنازين البحريات ، وعرفت فيه معني التدين والرجولة والشهامة السودانية الاصيلة . و بعد اطلاق سراحه من المعتقل في عام 1974 بدأ يبحث عن مجموعة عسكرية للانضمام لها ، و فعلا انضم لمجموعة المقدم الشهيد حسن حسين ، التي كانت تضم عددا مقدرا من أبناء جبال النوبه ، و التي قامت بانقلاب سبتمبر 1975 ، و أول ما فعله الشهيد عباس بعد نجاح الانقلاب أن ركب أحد الدبابات و أتجه نحو سجن كوبر ، و أطلق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، الذين لعبوا أدوارا هامة في الحركات المسلحة اللاحقة . وقد تم القبض علي الشهيد عباس بعد فشل المحاولة الانقلابية و حكم عليه بالاعدام رميا بالرصاص ، و هكذا فقد السودان واحدا من ابنائه النجباء ، الذي لو قدر له أن يعيش للعب دورا هاما في مسيرة هذا البلد غير المحظوظ ، خاصة في قطاع جبال النوبة الذي كان يحتاج فعلا لرجل في قامة الشهيد عباس برشم . ألا رحم الله الشهيد عباس برشم بقدر ما حمل من حب لهذا الوطن ، و أنزله مع الصديقين والشهداء و حسن أولئك رفيقا . علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني مدينة ينبع الصناعية جوال 0096655173198900966551731989 [email protected]