الطريقة التي بدأ بها المبعوث الامريكي الى السودان اسكوت غرايشن مهمته لتسهيل حل النزاعات السودانية في دارفور والجنوب اتسمت بفقدان المنهجية والعمق والدراية الكاملة بواقع الصراع ، ولانه ايضاً حاول ان يكون محايداً لكنه انغمس حتى اذنيه ، واصبح جزءاً من الصراع نفسه ، مما دفع الكثيرين لمن لهم الشأن في الصراع السوداني بنقده صراحة سواء من بني جلدته في الولاياتالمتحدة او الاطراف الدولية الاخرى . والمدهش ان غرايشن وجد استحساناً لافتاً هذه المرة من المؤتمر الوطني وقادته ، وكما قال احد العارفين بمشاغل المؤتمر الوطني انه اذا اطرأ على شخص خاصة من الولاياتالمتحدة عليه ان يراجع نفسه ، وغرايشن في اول تصريحاته قال انه سيعمل مع المؤتمر الوطني ، وليس هناك ما يمنعه في التعامل والعمل مع المؤتمر الوطني لانه طرف في المعادلة والصراع السياسي ، وكان اول لقاءاته التي اجراءها توقيع اتفاق مع الحكومة السودانية بخصوص المنظمات الدولية التي طردتها الخرطوم بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية مع الرئيس البشير ، وحمل تلك الاتفاقية والتي ذهبت الان ادراج الرياح ، وليس لها من ذكر الان في مهمة الرجل الذي ما انفك في الوقت الراهن يكرر في تصريحاته ان اوضاع النازحين في معسكرات دارفور سيئة للغاية ، وكأنه لا يبصر في يديه الاخرى انه وقع اتفاقاً قبل اشهر حول ذات المعسكرات لذات الاشخاص الذين يأون فيها . القضية الثانية التي بدأ بها المبعوث غرايشن مهمته في دارفور كانت توحيد الحركات ، وتلك قصة ما زالت فصولها تشاهد من على شاشات الكمبيوتر والتصريحات المتضاربة ، والرجل حمل ملف توحيد الحركات واخذ يجوب عواصم الدول الاقليمية ، بل انه فهم التقارب الحادث الان بين المجتمع الدولي مع الجماهيرية الليبية بفهمه هو ، واسرع في التقارب حتى قبل دولته التي بعثته بمهمة تقريب الشقة بين مختلفين سودانيين ، لكنه اختار طرابلس منصة لانطلاق مهمته ، وبدأت جولاته الماكوكية تبدأ من طرابلس وتنتهي عندها . ونواصل mostafa siri [[email protected]]