ما زال مسلسل الاعتقالات مستمراً وكذلك إظهار القوة، و حزب الأمة يحتج على اعتقال زعيمه. إذا كانت كل الأطراف متعاونة لإخراج البلاد غياهب الجب فعلى الجميع طرح مهادنة لمدة محددة يصل فيها الطرفان لحل شامل و كامل و نهائى، و الإبتعاد عن تكوين لجان متابعة و لجان مراقبة و لجان ما أدراك. يجب على الجميع العمل الجاد و الأمانة فى العمل اى عدم قول شئ و عمل شئ آخر. على الحكومة إذا كانت فعلاً جادة أن تبعد جهاز الأمن و المخابرات من المسرح السياسى و التركيز على الأمن و التخابر ضد أعداء البلاد من الأجانب. على جهاز الأمن و المخابرات الإبتعاد عن ملاحقة الأحزاب المعارضة و تركها تعمل بكل ما لديها من وطنية و ولاء للوطن و إيجاد الحلول مع الحزب الحاكم. لأنه لابد أن تتعامل المعارضة مع بعضها البعض حتى تصل لقرار توافقى مع الحزب الحاكم، و كذلك على الحكومة الإلتزام بوعودها و عدم إظهار العصى فى كل كبيرة و صغيرة كذلك على الحكومة التمسك بوعودها و إعطاء الطرف الآخر حرية التشاور، حرية التقابل و الإجتماعات، و حرية التعبير . و على المعارضة أن تكرس جهدها لإيجاد مخرج لهذا الوضع المذرى الذى تعيشه البلاد، على المعارضة الإلتزام بالأمانة و المهنية العالية فى إتباع القانون و إحترام كل ما أُعطيت من وعود بعدم المضايقة و العمل فى بيئة مسالمة منحت لهم. على المعارضة عدم إستخدام هذه المهادنة للهجوم على الحكومة فى أشياء او أغراض لا تخدم قضية المصالحة. و على الطرفين أن يقولا خير ما عندهما او ليصمتا. للوصول إلى حل يرضى المواطن و يرضى الشعب و ليس إلى حلول ترضى الحكومة و المعارضة فعلى الطرقين العمل جنباً إلى جنب من أجل ولائهم لهذا الوطن. (2) على وسائل الإعلام الإبتعاد عن كل ما هو مثير للجدل و لكن غير مهم و ليس فى مصلحة البلد، و عدم الجرى وراء الأخبار الكاذبة فقط من أجل تحقيق أكبر دخل مادى. على كل الأطراف التعاون من أجل إنجاح هذه المصالحة. ليس القوى هو بيده القوة المدمرة بل القوى هو الذى بيده القوة التى تبنى و تعمر، تجمع و لا تشتت، و القوى الذى لديه القوة ليحمى الغنى و الفقير, الإعلام يقع على عاتقه مسئولية تاريخية فعليهم تحملها و أن يكونوا فى مستوى هذه الفرصة التى ستحفظ لهم وطنيتهم عبر تاريخ السودان الملئ بالوطنية. (3) حفل تاريخ السودان بالكثير من الوطنيين الذين وهبوا كل غالى و نفيس ليجعلوا من هذا الوطن علماً بين الأمم. لم يكلوا و لم يملوا و لم يبخلوا على هذا الوطن تحدوا الموت عند المحن و إشتروا المجد بأغلى ثمن. هؤلاء إنتهى تواجدهم ببداية ثورة مايو التى لم نعلم لها إتجاهاً محدداً او لربما فقدت بوصلتها من أول يوم من قيامها- هذا ليس هجوماً عليها- و منها لم نعد نعلم ولاء الوطن، و حتى كتابة هذه السطور إنعدم الولاء للوطن فلا يصدق عقلى ما يسمع من الآخرين و هم يلعنون السودان و ماذا فعل لهم السودان مع أن الحقيقة يجب أن تكون العكس أن يقع اللوم علينا و أن نعترف بالتقصير مننا و ليس من السودان لأننا نحن من يتحمل المسئولية لأن الشعوب هى التى يبنى أممها و حضارتها. نحن نريد أن يعمل الوطن لنا و ليس نحن الذين من المفترض أن نعمل لدى الوطن. شاهدت بأم عينى عندما يعزف السلام الجمهورى نتجاهله و نتكلم و نضحك بل حتى لا نقف عند عزفه كأنه شئ لا معنى له. يا ترى هل أصبحت حواء السودانية عقيمة غير قادرة على إنجاب من يحيى لهذا الوطن مجده، أم لا ترغب حواء السودانية فى الإنجاب. الله المستعان و متواصلين. 27/5/2014م [email protected]