أن يصرح إنسان عادي , في إحدي الجلسات , بضرورة إصلاح الخدمة المدنية , أو يتبرع بأعطاء مواصفاته لتحقيق هذا الإصلاح ..يأخذه المتابع كحديث (أمنيات ) ربما تثير أفكارا ..وما أكثر الأفكار التي تدور في مخيلة الكثيرين من المكتويين بتردي الأحوال علي كافه المستويات الصحيه و التعليميه والإدارية .. أما إذا جاءت التصريحات بضرورة إصلاح الخدمة المدنية من مسؤول يعتبر هو المؤتمن علي تحقيق ( الأمنيات ) فإن المتابع يطمع في أن يكون وراء هذه التصريحات (خطوات عمليه ) تحول التصريحات إلي قرارات ..والقرارات إلي أفعال ؟ وتتحول الأفعال إلي وقائع علي الأرض تدفع للتي هي أحسن . جاءتني هذه الخواطر بعد أن قرأت تصريحات لوزيرة الدولة بوزاره الموارد البشرية والعمل , ومن قبلها تصريحات للوزيرة نفسها , كلها تدور حول ضرورة العمل علي تحسين الخدمة المدنية , وأنتشالها من وهدتها ..بل والوعد بأن تعود إلي سيرتها الإولي . ومجرد الإشارة بالعودة إلي السيرة الأولي , تظهر بأن الخدمة كانت بخير , ثم إنتكست عن سيرتها الأولي , وأضحت صورتها شائهة , ليأتي سؤال كيف كانت الخدمة المدنية أبان سيرتها الأولي .. وماهي العوامل التي جعلها ترجع عن هذه السيرة الطيبة ؟ ليعقب هذا التساؤل خطوات عمليه تكون كفيلة بأنتشال الخدمة من التردي والضياع . أول ملامح الخدمة المدنية أبان سيرتها الأولي أنها أتسمت بالمهنية , ما عدا بعض التدخلات في فترات معينه من تاريخ البلاد . وكان كل من ينتمي اليها مرفوع الرأس عالي الهمة .. عينوا مليانة كسائر المنتسبين الي مجموعة الطبقة الوسطي . وكان الإختيار لصفوفها المختلفة تتم بمعايير الكفاءه وعلي أسس إدارية مدروسة . وعلي رأس كل وحده إدارية ..(وكيل) هو بكل المعايير الأكثر درايه بالوحده التي يمثلها عمرا وتأهيلا ومقدرة ! و (الوكيل) في كل وحده هو حادي الركب , يمثل بتاريخه موروثات الوحده التي يمثلها . و المتابع لإسماء الوكلاء الذين تعاقبوا علي الوحدات الإداريه المختلفة منذ الإستقلال يلحظ بأنهم كانوا كاباء مؤسسين لهذة الوحدات وكان دخولهم إليها نموذجا متطابقا لشروط الإنخراط في ثناياها . والوكلاء هم الممتثلون الحقيقيون لوحداتهم الإدارية , والممسكون بكافة ملفاتها وقدراتها , فإذا إستقاموا أستقامت الوحدات وتعافت