يسرت المعاملات الالكترونية البنكية للناس المزيد من المرونة التي رفعت عنهم الكثير من المعاناة والمشاكل التي كانوا يعانون منها في السابق. ففي البلاد المتقدمة الكترونيا أصبحت كل المعاملات مسبوقة بالحرف اللاتيني (إي) للدلالة على اصطلاح (إلكتروني)، فبدل أن تعرض فلوسك للضياع أو السرقة يمكنك أن تصطحب معك بطاقة الصراف الالكتروني ( ATM) في كل اسفارك وتنقلاتك لا سيما لو كنت من رجال الأعمال كثيري التجوال والتسفار، طالما أن تلك البلاد تربط بالشبكة الالكترونية الدولية التي توفر لمستخدميها خدمات السحب من الرصيد البنكي في وطنك أو البلد الأم الذي فتحت فيه حسابك المصرفي، وتستطيع بذلك أن تصطحب معك نقودك ومن ثم تسحب المبلغ الذي تريده (حسب الحدود المسموح بها) طالما أن حسابك به الرصيد الكافي لمقابلة مسحوباتك. وبذلك تكون تلك البطاقة (السحرية) قد وفرت لك المزيد من المرونة وعفتك من التعقيدات ووفرت لك المزيد من الوقت الذي يمكن ان تستثمره في أي من معاملاتك أو أعمالك الأخرى وفي الوقت نفسه حفظت لك مالك من مخاطر التعرض للسرقة أو النهب. ولكن للأسف النظام أو العقل الالكتروني مزاجه غريب الأطوار لا سيما في حالات كثيرة منها فصل أو انقطاع التيار الكهربائي الذي يغذي العقول الالكترونية التي تشغل تلك الأجهزة المعقدة أو حالات الأعطال (غير معروفة المنشأ) مما يعرض العميل لمواقف حرجة مثل ابتلاع الجهاز لبطاقة الصراف الالكتروني دون سبب أو تبرير واضح ويستفحل الأمر اذا كنت خارج الحدود حيث يصبح استعادة البطاقة من الأمور المعقدة التي قد تعرضك الى مواقف محرجة للغاية. ومن الأخطاء الالكترونية المصرفية نادرة الحدوث هي أن تطيش يد الصراف الالكتروني ، فبدلا من ان تمتد الى خزينة الأوراق المالية من فئة الخمسين جنيها تمتد الى فئة الخمس جنيهات وبالتالي تقلل من المبلغ المطلوب وقد حدث لي ذلك ذات مرة في المملكة العربية السعودية حيث كان المبلغ المطلوب ألف ريال ولكن خطأ الصراف الالكتروني جعلها خمسمائة ريال فقط (ولسوء الحظ لم أتمكن من استرداد الخمسمائة ريال الضائعة رغم الاجراءات القانونية التي باءت بالفشل).. وفي حالات أخرى قد يتجاوز المبلغ المدفوع رصيدك المسجل في حسابك لدى البنك وقد حدثت مثل ذلك حالات كثيرة. كيف تتصرف اذا اكتشفت أن رصيدك في البنك الذي تتعامل معه قد أضيف له مبلغ كبير من المال يفوق قدرتك المالية على ايداع مبلغ مماثل له. مواطن أمريكي وجد في رصيده مبلغ اضافي قدره 30 (ثلاثون الف دولار)، وبلغ سلطات البنك بذلك الخطأ الا أن البنك أنكر الخطأ حفاظا على سمعته (في السوق) وأقر بقانونية وملكية العميل للرصيد المسجل في حسابه الجاري. لأن خسارة البنك ستبلغ ملايين الدولارات ان اعترف بذلك الخطأ (الجسيم) وبالتالي ستنهار سمعة البنك ومصداقيته وستهتز أمام العملاء. لذلك فضل خسارة ذلك المبلغ المحدد في مقابل تشويه سمعة وصورة البنك في سوق (الله أكبر) عندهم الذي لا يرحم. وفي دبي بدولة الامارات العربية المتحدة تبنى احد البنوك موقفا آخر حيث قام بشكر العميل السوداني الذي اكتشف اضافة مبلغ كبير في رصيد حسابه (المتواضع) وبلغ سلطات البنك بذلك، كما أن الدائرة التي يعمل بها ذلك العميل (الأمين) قامت بتكريمه وكافأته بالصرف على والتكفل بكافة نفقات مصاريف تعليم أحد ابنائه الذي يتلقى تعليمه في احدى الجامعات بدولة ماليزيا الى حين تخرجه نظرا لأمانته ونزاهته. ياترى عزيزي القارئ، كيف سيكون تصرفك اذا وجدت ذات يوم من الأيام أن مبلغا كبيرا من المال قد أضيف الى رصيد حسابك المتواضع عن طريق الخطأ؟؟؟؟؟، أو العكس اذا اكتشفت أن رصيد حسابك بالكامل قد قيد ونقل الى رصيد حساب عميل آخر من عملاء البنك الذي تتعامل معه؟؟؟؟؟ [email protected]