من المعلوم ان فعل السلف غير ملزم للخلف اذا دعت الحاجة والضرورة الى فعل شيء لم يفعله السلف لظروف خآصة بهم والا ما كان الاجتهاد والقياس وفقه الضرورة والاجماع واذا كانت الضرورات تبيح المحظورات ففي اعتقادي الذي يمكن للناس ان يتفقوا معي او يختلفوا ان الاحتفال بالمولد اصبح ضرورة بعد ان صار شخص النبي صلى الله عليه وسلم هدفا للاساءة والسب والتشهير وهو الرد الابلغ على هولاء الذين سخروا القنوات والفوا الكتب واخرجوا الافلام للنيل من الاسلام ونبي الاسلام وقرآنه واظن هؤلاء يجدون من بيننا من يعينهم على فعلهم ذاك من حيث يعلمون او لا يعلمون من الذين ينحدثون عن بدعة المولد وان الرسول كسائر الشخصيات في التاريخ التي ادت دورها ثم ذهبت ولا شك ان حديثهم هذا يجد مكانه عند الذين لهم الغرض في الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم والحط من قدره وفي رأيي بناءا على ما ذكرنا اصبح الاحتفال بالمولد ضرورة آنية فلنتحدث عن كيفية الاحتفال والاخراج ولنترك الخلاف والجدل وليجلس العلماء من اهل الوسطية ويخرجوا لنا بكيفية للاحتفال الذي يكون خاليا من كل بدعة ولا تنتهك فيه حرمة ولا يتصادم مع نص ويجب الالتزام بما يراه العلماء وان رأوا ان لا ضرورة للاحتفال. مولدا يكون الحدث الاكبر والنداء الاعظم والمدافع الاقدر في العالم للتعريف بالاسلام ونبي الاسلام ويمكن ان يكون الاحتفال منبرا للمنافحة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيما رواه مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع لحسان بن ثابت منبرا في المسجد ويقول له نافح عن رسول الله ومعك روح القدس،يمكن للاحتفال ان يكون منصة دعوة ومنبر موعظة ووسيلة تبليغ ومؤتمرا جامعا متاحا للجميع الكافر والمسلم المرأة والرجل الصغير والكبير بخلاف المساجد التي لا يدخلها الا المسلمون نريده ان يكون احتفالا مفتوحا بشرطه ولكل الناس ومناسبة لتفعيل الآية:(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)حدثا سنويا مفتوحا ينادى له كل الناس كما يحدث في بعض الاحتفالات العالمية الكبرى،احتفالا يكون مدعوما بالعلماء والمفكرين وبكل اللغات حتى يكون لكل سؤال جواب عن محمد ودين محمد صلى الله عليه وسلم نريده ان يكون استذكار لسير واخذ بعبر:( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ)وما الاحتفال الا احتفال بقيم وشكر على نعم ولم يكن احتفالنا بشخصية ادت رسالتها وذهبت انما احتفالنا بشخصية مصاحبة لنا وجليسة لمن صلى عليها:( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)واي فضل ان لم يكن ما اتى به محمد واي رحمة ان لم يكن هو فلنفرح بنعمة الاسلام والايمان ولنشكر منة النبي والقرآن فلنفرح بميلاده لأن بميلاده ولدت معه تلك القيم وهذه الامة:( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)ولنسر بظهوره لأنه بظهوره ظهرت كرامة الانسان واختفت العبودية والاسترقاق:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، ( كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ)فلنفرح بميلاده لأن ميلاده ولد معه الاحسان للمرأة والطفل والحيوان والجار والضيف والكلام الطيب(من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفليكرم ضيفه،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخره فليكرم جاره،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت)فلنحتفل بهذه القيم ولنستعرضها في هذه المناسبة لنذكر بها المسلم ونعرف بها غير المسلم حتى يعرف الاسلام على حقيقته. الاحتفال نحبب به اطفالنا في هذا النبي ولا مانع فيه من تقديم الحلوى والملابس واللعب حتى ينشأوا على حب الله ورسوله اظهروا حبه للاعداء لأن حبكم له هو الذي يحرك مكامن الحقد والكراهية فيهم وليس كمن يقول حبه في اتباعه فقط فالحب شيء يوقر في القلب وهو ايمان والاتباع اسلام والاسلام قابل للعلة والاصلاح وهي التكاليف اما الايمان لا يقبل اي علة ولا نقص والا كيف نفسر ما ورد ان نعيمان الصحابي كان يشرب الخمر وجيء به الى النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة واقام عليه الحد فلعنه بعض الصحابة فقال لهم لا تلعنوه انه رجل يحب الله ورسوله وان عمر رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خير متبع عندما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لأنت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك فقال له سيدنا عمر:فأنه الآن والله لأنت احب الي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:الآن يا عمر!! واصلهما فيما رواه البخاري ومسلم. Email:[email protected]