لم يحظ تاريخ السودان قبل الفتح التركى المصرى فى عام 1821 بوجود يذكر فى مقرر مادة التاريخ فى المدارس الثانويه ابان فترة دراستنا الثانويه ولذا اكتنفه قدر من الغموض اما لقلة المراجع او لخلو مصفوفة المواد التى يجلس لها الطلاب فى شهادة كمبريدج من من تلك الحقبة من مقرر تاريخ السودان فقد اقتصر مقرر مادة التاريخ فقط على تلك الحقبة من دخول جيوش محمد على باشا فى 1821 الى استعادة السودان فى عام 1898 واستتباب الامر لدولتى الحكم الثنائى. ولذا لم يتوفر القدر الوافى من المعلومات عما كان عليه حال السودان الا نذر قليل مما توافرعما كانت عليه ظروف حكم السلطنة الزرقاء وتقلص هيبتها وانحسار قوتها فى اخريات ايامها مما كان من الاسباب المباشره لانتصار حملات جيوش محمد على باشا. ونتيجة لذلك لم ينتشر القدر الوافى عمن بزغ نجمهم وذاع صيتهم كحكام لتلك الممالك القديمه المتناثره والمتناحره وما كان يحدث بينهم من حين لآخر من تحالفات الا ما ظهر فى كتابات وابحاث نفرمن المؤرخين والباحثين فى اخبار تلك الازمنه مثل"سبولدنق "الذى كتب باللغة الانجليزيه "عصر البطولات فى سنار"الذى ترجمه الى العربيه احمد المعتصم الشيخ فضلا عما جاء فى مؤلفات المرحوم معلم الاجيال مكى شبيكه (رحمه الله فى الفردوس ألأعلى) عن السودان قديما وحديثا. *"ابو لكيلك" هو الشيخ محمد عدلان ابو لكيلك- زعيم قبيلة "الهمج" التى ذاع صيتها فى ضواحى منطقة الروصيرص جنوب النيل الازرق.وينسب الاستاذ مكى شبيكه قبيلة الهمج الى واحد من بطون الجعليين العوضيه.بينما يذكر سبولدنق ان الهمج هم خليط من النوبه والعرب سكنوا منطقة جنوب النيل الازرق و انهم نبلاء النوبة من احفاد ملوك دولة علوة المسيحيه الذين تفرقوا بين منطقة فازوغلى واجزاء من جنوب كردفان .. وهناك رواية تقول ان الهمج هم وزراء دولة الفونج.. ومهما كان الامر فان الشيخ محمد ابولكيلك قد عرف بالشجاعة والاقدام والكفاءة وله قدر عظيم فى نفوس اهل تلك المناطق وتدرج فى قيادة العسكر الى ان بلغ مكانة القيادة والريادة العسكرية فى كردفان (رغم ان لسانه لم يكن طلقا- تمتام) وجاء فى اخبار ذلك الزمان انه لولا ذلك الحلف الذى كان قائما بين الامين ود مسمار شيخ العبدلاب ومحمد ابولكيلك شيخ الهمج وقائد قوات الفونج فى كردفان لقضى ملك الاحباش على الدولة السنارية فى عام1744. وبذااصبح للشيخ ابولكيلك قوة يحسب لها الف حساب فقاد انقلابا سماه البعض ثورة تصحيحية على السلطان السنارى وسنحت الفرصة لقبيلة الهمج لفرض سلطانهم على الدولة السناريه الآ ان وفاة الشيخ "ابو لكيلك" عام 1775عجلت بانفراط العقد من بعده وبدأ التناحر والتنافس من جديد يشتد بين امراء الهمج والنبلاء من القدامى التقليديين والطامحين فى الحكم فبدا الضعف والاضمحلال يزداد ويتفاقم حتى بين الهمج انفسهم فذهبت ريحهم وانتصرت قوات محمد على باشا فى 1821 لتبدأ حقب جديدة من تاريخ السودان. *لم يعرف على وجه التحديد من الذى اوحى اليه من المعلمين تذكار سيرة الشيخ "ابو لكيلك" عند الشروع فى اختيار اسمين للداخليتين الجديدتين اللتين اكتمل بناؤهما شمالى داخلية "دقنه"فى بداية عام 1949 ليجد اسمه الطريق الى احدى الداخليتين .لم يكن بطبيعة الحال المستر براون اوالاستاذ احمد ابوبكرابراهيم - رئيس شعبة اللغة العربيه- الذى اسندت اليه مهام "تيوترية" تلك الداخليه هو من اقترح الاسم او يكون قد سمع به .هل نأمل ونطمع فى تكرم الاخ النطاسى البارع ومعلمنا الرياضيات فى سنه تانيه (الغزالى خلال التيرم ألاول من عام 1950.متعه الله بالمزيد من الصحة والعافية واول من وقع عليه اختيار مجموعة كبار المعلمين-قدامى "تيوترز" الداخليات الست الاوائل بعد ان عجموا عيدانهم ونثروا كنانتهم بين ايديهم واختياروه فى مقدمة اربعة من الطلاب المتميزين اكاديميا وسيرة وخلقا وكارزيمية من بين طلاب سنة تالته المنتقلين الى السنة الرابعه ممن كانوا مقيمين فى تلك الست داخليات ليتولوا مهام الرئاسة فى داخليتى "ابولكيلك وعلى دينار" الجديدتين.. ليته او اى من رفاق دربه من طلاب ذلك الزمان الذين سعدوا بالدراسة فى حنتوب بالقاء الضوء على ظروف وملابسات اختيار" ابولكيلك"اسما لتلك الداخليه التى سعدنا بالاقامة فيها وبلقائنا فيها بالرجل الكريم حداد عمرالرئيس الاول ورفيق دربه وزميل دراسته المرحوم "اميرالاى الجيش المصرى" السر خوجلى* الرئيس الثانى لابى لكيلك والذى كان قد سبق انتخابه مباشرة بواسطة طلاب منزل كردفان فى مدرسة ود مدنى ألأهلية الوسطى رئيسا لذلك المنزل الرياضى ونحن تلاميذ السنة الاولى بها فى 1945.. ولكن عند النظر الى اسماء الداخليات الست ألأوائل نلحظ ان تلك الاسماء التى كان قد وقع عليها الخيار لتسميتها بها كانت كلها اسماء لمشاهير السودانيين الذين اقترن تاريخهم وبلاؤهم الحسن بمناطق متعددة من السودان لم يكن من بينها منطقة جنوب النيل الازرق. جاء اسم القائد عبدالرحمن النجومى تخليدا له على بلائه المتميز وقيادته حيش المهديه رغم هزيمته فى شمال السودان و(ود النجومى التى كانت تؤاكسنا احرقها الله فى توشكى) وفى شندى ذاع خبرالمك نمر .وفى شرق السودان برز اسم عثمان دقنه اما من جنوب السودان فقد ورد اسم الزبير ود رحمه وكان حمدان ابو عنجه يمثل البطولة فى غرب ووسط السودان .. اما الشيخ العالم ود ضيف الله فقد فرض اسمه وسجل حضوره بين اسماء الداخليات بما سطر وكتب فى "طبقاته" والشىء بالشىء يذكر فقد كان البعض من طلاب حنتوب ذلك الزمان يظنون ان اسم "ضيف الله" الذى اطلق على احدى الداخليات ربما كانت له صلة بالشيخ الجليل ضيف الله(عليه فيض من رحمة الله) والد معلم الانجليزى والجغرافيا والاعمال اليدويه!.. ومهما كان من امر اختيار اسم : ابولكيلك لينضم الى مصفوفة اسماء الداخليات فانه ربما تبين لكبار المعلمين فى حنتوب حينها الاّ بأس من"توسيع دائرة المشاركة" فى اطلاق المزيد من اسماء المشاهير من رجال السودان باضافة اسمين لشخصيتين اشتهرت احداهما فى الجنوب الشرقى من البلاد وذاع صيت الاخرى فى اقاصى الغرب لتكتمل الصورة والتمثيل فكان اسم "ابو لكيك" شيخ الهمج و"ابوزكريا" السلطان على دينار "ادّاب العصاة"( بضمة على العين) اسمين للداخليتين الجديدتين. تم اسناد الاشراف على طلاب الداخليتين للاستاذ احمد ابوبكر رئيس شعبة اللغة العربيه..المصرى الجنسيه (تيوترا لأبى لكيلك) وللمستر هولت رئيس شعبة التاريخ والبريطانى الجنسية (تيوترا لعلى دينار) فجاء تعليق الاستاذ عبد الحايم على طه متسائلا" م لمتين ممثلين دولتى الحكم الثانئى يستمروا !مشاركننا حتى فى تربية اولادنا. ونواصل الحديث عن داخلية "ابى لكيلك" فى .الحلقة (2) فابقوا معنا ان كنتم راغبين [email protected]