ماحدث من تغييرات في قناة النيل الازرق شكل صدمة عاطفية لجمهور القناة او للغالبية العظمي من هذا الجمهور إن جاز التعبير ، بالدرجة التي ذهب البعض الي تفسيرها بوجود جهات ما تتعمد تدمير كل ماله ارتباط وجداني بالناس ، والنيل الازرق اصبحت جزء من هذا الارتباط العاطفي عند الكثيرين ، وهي بالحساب البسيط قناة ناجحة بكل المعايير سواء من الناحية المالية فهي قناة (ثرية) او علي مستوي المشاهدة العالية ، والاخيرة (المشاهدة العالية) هي التي جذبت الاموال بالدرجة التي اصبحت معها النيل الازرق الممول الرئيسي لازمات التلفزيون القومي المالية ، وقد لعبت الشراكة الاجنبية (الشيخ صالح الكامل) ، الدور الابرز في نجاح القناة ، من واقع الخبرة الكبيرة في ادارة القنوات الفضائية من خلال ملكيته لقنوات (ايه آر تي ) الفضائية التي كانت النيل الازرق ضمن باقتها تشفيرا في البداية ثم اطلقت بعد ذلك ، ومعلوم لكل متابع لقنوات الشيخ صالح أن سياستها تقوم علي المنوعات والرياضة ، وبالتالي دخلت النيل الازرق ضمن هذه المنظومة ونجح مديرها الاول السوداني حافظ سنادة في تقديم قناة منوعات عالية الجودة بنكهة سودانية خالصة جذبت اليها المشاهد من البداية واصبح قناته المفضلة داخل وخارج السودان . كان لابد من هذه التفاصيل الموجزة عن البدايات ، قبل الحديث عن التاجر( الشريك الجديد) وجدي ميرغني ، فهو رجل مال واعمال في مجال بعيد كل البعد عن الاعلام ، ومن هنا فإن المقارنة معدومة بينه وصانع نجاحها ومالكها السابق (صالح الكامل) ، الرؤية من هذا الجانب فقط مؤشر واضح لفشل معلن ، ويدعم هذا الفشل تصريحات مدير البرامج الجديد ومراسل الشروق السابق عمار فتح الرحمن شيلا في حوار امس ،مجيبا علي سؤال عن عدم رضا من جهات عليا علي سياسة القناة قال الرجل معبرا عن الفشل المعلن بقوله : ( هناك شريك جديد اغراه النجاح السابق ( والحالي وهذه من عندي) للدخول في الصفقة التي تمت وحريصون علي التطوير وتقديم خدمة احترافية بعيدا عن اي تغيير في طريقة واسلوب القناة ، سنذهب في ذات الاطار هذا بزنس) انتهي ، لااعتقد هنالك اعلان لاغلاق القناة ابوابها مبكرا ، واجبار المشاهد علي الهروب اكثر من هذا التصريح السطحي ممن يفترض انه مدير جديد للبرامج وليس مديرا لاعمال المالك الجديد ، فقد كشف المدير الجديد الذي يفتقد الي الخبرة حتي في تقديم الفكرة ، عن عقلية المالك القادم من السوق الي الاعلام بحثا عن الربح المالي بإغراء نجاح لايفقه في تفاصيله شيء ، الفكرة التي صدرها لي المدير الجديد بهذا الحديث انه وبقية الادارات الجديدة التي سيطرت علي مفاصل القناة المالية والادارية مجرد حراس لهذا المال ، ومن هنا تنعدم المقارنة بين بزنس بفهم (الشيخ صالح الكامل) يستثمر في مجال معرفته ، وبزنس من سوق الله اكبر . ولكن ماهي حكاية الشيخ الطاهر حسن التوم ولؤي بابكر صديق (المدير الفعلي لبرامج القناة) وآخرون . ولهذه الحكاية بقية فقط انتظرونا (حتي تكتمل الصورة) . اخر الحكاية يؤدي الهلال اليوم مباراة تنافسية امام اهلي شندي ، سيتجاوزه فيها بسهولة في حال دخل اللاعبون ارضية الملعب بعيدا عن اي ضغوط ومؤثرات تعطي المباراة اكثر من حجمها الطبيعي ،خاصة وانها اول المباريات التنافسية لموسم طويل،وهذا يتطلب الهدؤ علي كل المستويات ، والهدوء والتركيز سلاح الهلال لكسب مباراة اليوم. [email protected]