أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألمانيا بحاجة ماسة للأجانب .. بقلم: د/ أمير حمد / برلين
نشر في سودانيل يوم 01 - 03 - 2015

تمهيد: تضرب المستشارة الألمانية رقما قياسيا في تفعيل السياسة الخارجية العالمية، إثر أن تدخلت بدبلوماسية محنكة وبصبر وتسامح كبير في قضية شرق أوكرانيا. سافرت المستشارة إلى أمريكا لأكثر من مرة للتحدث مع "بايدن وأوباما" واصطحبت معها الرئيس الفرنسي للقاء بوتين رئيس روسيا لحل مأساة شرق أوكرانيا سلميا، فالحل العسكري مرفوض وغير ممكن وفقا لوصفها.
يقول زغومند غابريل رئيس الحزب الاشتراكي ونائب المستشارة بأن ميركل أثبتت مقدرتها على حكم ألمانيا، إلا أن توقعية هو على رسالة لها بمطالبة أمريكا بدعم أوكرانيا عسكريا لمناهضة الانفصاليين، المدعومين من روسيا بتدخل مباشر من قبل بوتين، لن يحدث البتة لقناعته التامة بتأزم الموقف، واستفزازا لروسيا أكثر بعد مقاطعتها وانهاكها اقتصاديا لإكراهها على إيقاف دعمها العسكري للانفصاليين في الشرق الأوكراني. من جانب آخر تطرق غابريل إلى أثر وأهمية الأجانب في ألمانيا وضرورة الانتباه إليهم كقوى مؤثرة فعالة للمستقبل القريب والبعيد. ذكر غابريل بأن المستشارة كللت كل جهدها في السنوات الأخيرة للسياسة الخارجية، الأمر الذي حرك كثيرا من الألمان إلى الالتفاف إلى قضاياهم الخاصة مثل فرص العمل والخوف من ازدياد هجرة الأجانب وأسلمة أوروبا كما حدث في امتداد مظاهرات مدينة "دريسدن" الشرقية وغيرها من مدن ألمانيا.
باءت المستشارة بالفشل كما يبدو بفرضها سياسة التقشف على اليونان لإخراجها من الأزمة الاقتصادية، إذ اُنتخبت حكومة يونانية يسارية تنحاز لمطالب الشعب بالوقوف ضد هذه السياسة، بل ومطالبة ألمانيا بمبلغ 110 مليار يورو، كتعويض مادي للاستعمار الهتلري النازي لليونان.
وأصاف غابريل بأن هذا التعويض المادي قد دفع قبل اتحاد الألمانيتين، وأن مثل هذه المطالبات ستفتح بابا لدول أخرى عانت من الهتلرية كالنرويج وهولندا وبولندا وحتى فرنسا وغيرهم.
ما يهمنا في كل هذا هو أن السياسة الألمانية الراهنة اتجهت بكل ثقلها إلى الخارج بفعل الانتعاش الاقتصادي وتخففها في ذات الوقت من الاهتمام بالقضايا الداخلية، لاسيما المعنية بالأجانب. نعم لقد ارتفع الحد الأدنى للأجور وكثر الاهتمام بالقطاع الصحي والبحوث وتقليص الهوة بين الأغنياء وعامة الشعب وضبط إيجار المساكن، إلا أن هذا الانجاز غيب الأجانب كقوى مؤثرة تسد العجز الاقتصادي وكذلك النقص الديموغرافي لتزايد نسبة الشيخوخة ونقص وهجرة الشباب الألمان.
كان وقد تناولت مجلة الدليل سابقا ظاهرة الخوف من أسلمة أوروبا وتزايد هجرة الأجانب لاسيما اللاجئين والمسلمين منهم، الأمر الذي حركنا لمناقشة موضوعية تقول بأن ألمانيا بحاجة ماسة للأجانب.
ألمانيا تحتاج مهاجرين أكثر:
اقترح الحزب الاشتراكي فتح باب الهجرة للأجانب وإقرار ألمانيا بأنها دولة مهجر. يقول المتحدث الرسمي للحزب بأن ألمانيا هي الدولة الثانية بعد أمريكا التي يهاجر إليها الأجانب، وأن ألمانيا تحتاج إلى ما لا يقل عن ستة مليون أجنبي لغاية عام 2050 لمواصلة الانتعاش الاقتصادي وسد العجز الديموغرافي . وأكد المتحدث بأن حوجة ألمانيا للكوادر الأجنبية لسد خانات المجالات التقنية الهندسية ومجال البحوث ورعاية المسنين في تزايد دؤوب.
كان وقد ناقشت ألمانيا من قبل نظام "النقاط "الكندي الخاص بهجرة الأجانب لنظام مقبول يمكن لألمانيا تثبيته.
يقول غابريل نائب المستشارة بأن نظام النقاط هذا يُعول على الانجاز العلمي وإجادة اللغة الألمانية والمقدرة على الاندماج والتكيف مع المجتمع. إلا أن هجرة إنعاش الاقتصاد الالماني تختلف عن هجرة الظروف الانسانية والهرب من الحروب كما في سوريا وغيرها، وهي هجرة تقبلتها ألمانيا وستظل تتقبلها في معزل عن شروط هجرة انعاش الاقتصاد.
جاء في تصريح للسيدة "أندريا نالس" وزيرة العمل بأن ألمانيا ستفقد حوالي ستة مليون كادر مؤهل بحلول عام 2025. هذا كما طالبت بتوسيع باب هجرة الكوادر المؤهلة الأجنبية لسد الفراغ في سوق عمل الأطباء والمهندسين والحرفيين وكذلك في مجال البحوث. وأضافت "نالس" في لقاء لها مع القناة الأولى بأن التحول الديموغرافي وقلة نسبة الولادات يشكل خطرا وتهديدا جسيما للاقتصاد الألماني وتأمين خزينة المعاشات للمتقاعدين.
كان وقد وافق الحزب الاشتراكي SPD على نظام النقاط الكندي لهجرة الأجانب استنادا إلى الكفاءات العلمية وإجادة اللغة والمقدرة على التكيف والاندماج في المجتمع، مما حرك حزب CSU المسيحي الاشتراكي (بايرن) بالمطالبة بتوظيف كل الكوادر الألمانية المؤهلة بادئ ذي بدء وكذلك الأوروبيين ومن ثم الأجانب المقيمين في ألمانيا.
أما حزب الخضر فقد اقترح وضع نظام أو قانون جديد لهجرة الأجانب خالي من البيروقراطية والتعقيدات وتسهيل لم الشمل لعائلة الهاجرين الجدد وفوق كل شيء يتوجب اعتراف السياسة بأن ألمانيا دولة مهجر ... ذكر المتحدث الرسمي لحزب الخضر بأن ألمانيا دولة مهجر استنادا إلى ازدياد نسبة هجرة الأجانب الواردة في الاحصائيات الرسمية ، كل سادس مواطن في ألمانيا من أصل أجنبي ، وأضاف قائلا بأن ظاهرة الخوف من أسلمة ألمانيا والعداء للأجانب لاسيما المسلمين منهم، يؤكد حضور الأجانب كشريحة كبيرة تماثل أمريكا في بداية السبعينيات، مع فارق أن أمريكا لم تقف منذ البدء ضد تقبلها للهجرة لاحتواء الكوادر المؤهلة وتداخل المجتمعات والثقافات. نعم لقد أصبحت ألمانيا دولة "مهجر" رغم رفض السياسة التصريح بذلك لخوفها على تذويب الهوية الألمانية في الحضارات الوافدة، تماما كخوفها من انقراض الألمان بسبب خطر التحول الديموغرافي.
قضية هجرة الأجانب تجزأ الحزب الاشتراكي:
من المتعارف عليه عن الحزب الاشتراكي اتحاده والابتعاد عن التصريحات والظهور بقوة ورأي واحد مقبول أما الملأ العام والأحزاب الأخرى داخل وخارج البرلمان. نقول هذا ونذكر بأن هذا الحزب قد انشق من قبل وخرج منه "حزب اليسار" بقيادة أوسكار لافونتين زعيم الحزب ووزير الاقتصاد الأسبق في حكومة المستشار شرودر. لقد اختلف لافونتين معه في أجندة 2010 التي أضعفت الطبقة الفقيرة أكثر مما هي عليه وأثرت في المقابل طبقة الأثرياء.
نشأ حزب اليسار المنشق من الحزب الاشتراكي نظرا "للتوجه اليميني تلك الأيام"، هذا الأمر الذي جعل الحزب الاشتراكي يخاف بشدة من الشقاق والتصريحات، لاسيما في قضايا الدعم الاجتماعي والأجانب واللجوء والهجرة. ذكر المتحدث الرسمي للحزب الاشتراكي في إذاعة "Info " بأن حزبه لن يوقف الخلافات وتفاوت الآراء للوصول إلى نتيجة ديمقراطية مقبولة تجنبا لشق صفوف الحزب وما يتولد عنه من نتائج سلبية. وقال : ديمقراطية الحزب وحرية الحوار وتبادل الآراء هي لب كل الأحزاب لاسيما الاشتراكية منها، لتناولها قضايا أوسع معنية بالعمال والصحة والأجانب، وعليه تجدنا نرحب بتفاوت الآراء.
في مقالنا هذا نناقش قضية حوجة ألمانيا لمهاجرين جدد وها هو الحزب الاشتراكي المعني هنا يناقشها باتجاهات وآراء حزبية مختلفة تماما. تقول السيدة " ياسمين فهيمي" السكرتيرة العامة للحزب بأنها تحاول جاهدة إقناع الحزب الاتحادي الألماني ودي ميزير وزير الداخلية بإيجاد صيغة مقبولة وغير بيروقراطية لإجراءات هجرة الأجانب ، هذا إلى جانب ضرورة الاعتراف بأن ألمانيا دولة "مهجر".
ما أن آثار "بيتر تاوبر" من الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم ضرورة صياغة قانون خاص بهجرة الأجانب، إلا وانتقد بشدة من أعضاء حزبه، الأمر نفسه حدث للسيد "أوبرمان" من الحزب الاشتراكي حينما صرح بضرورة عمل قانون هجرة الأجانب استنادا إلى نظام النقاط الكندي السابق الذكر. لم يكن اعتراض أعضاء الحزب الاشتراكي على مقترح "أوبرمان" هذا فيما يخص ضرورة كفاءة المهاجر العلمية وإجادته اللغة الألمانية ومقدرته على الاندماج في المجتمع، وإنما لوجود تصورات أخرى سابقة لدى الحزب الاشتراكي معنية بقضية الهجرة. حاولت السيدة " ياسمين فهيمي" سكرتيرة الحزب الاشتراكي أن توفق بين مقترح "أوبرمان" هذا ومقترح "بيتر تاوبر" فقالت بأن تصورهما معا بمثابة "نموذج" يمكن التفكير فيه.
كان وقد اقترح "أوبرمان" تسهيل نظام الهجرة على الأجانب من دول أخرى غير دول الرابطة الأوروبية، لم يجد تصور "أوبرمان" ولا " تاوبر" قبولا لدى أعضاء الحزبين الاتحادي والحزب الاشتراكي الحاكمين. يقول متحدث الحزب المسيحي الاشتراكي csu التقليدي بأن مثل هذه الاقتراحات لن تجد أدنى موافقة من قبل حزبه. لم يكن غريبا على هذا الحزب رفض تسهيل هجرة الأجانب أو توسيع حيز الهجرة لمواطني دول أفريقيا وآسيا، فهذا الحزب رافض أصلا لوجود الأجانب في ألمانيا ويحاول جاهدا تقليص تعدادهم، إذ يرى بأن الأولوية القصوى للألمان ومن ثم الأجانب داخل ألمانيا، هذا كما يتذرع دوما بالحفاظ على الهوية وتزايد توظيف الأجانب على حساب الكوادر الألمانية.
أما ما يخص مقترح "أوبرمان" فقد رأى حزبه بأن أعضاء الرابطة الأوروبية هم الأولى بالهجرة إلى ألمانيا وليس غيرهم من الدول الأخرى كما يرى "أوبرمان" . يقول متحدث الحزب بأن مثل هذه الشريحة من المهاجرين بوسعها إجادة اللغة الألمانية والاندماج في المجتمع الألماني بسهولة، كما أنها مؤهلة لسد العجز في سوق العمل والبحوث بألمانيا.
وكما جدرت الاشارة سابقا فإن قضية هجرة الأجانب وإصدار قانون معني بالهجرة قد وضعت الحزب الاشتراكي في شقاق ومواجهة حرجة مع الحزب الاتحادي، الشريك في الحكم. يقول عضو الحزب والممثل الرسمي له في ولاية "شلزفغ هولشتاين" schleswig holstein بشمال ألمانيا بأن مثل هذا الشقاق امتدادا لتفاوت الآراء داخل الحزب، وقد يمهد للإساءة بسمعة وتوجه الحزب الاشتراكي. هذا من جانب ومن جانب آخر تعالت بعض أصوات برلمانيي الحزب المسيحي الديمقراطي cdu برغبتهم الجامحة في الاشتراك مع الحزب الليبرالي fdp من جديد ما أن خرج من أزمته الراهنة، بعد أن أقصى من البرلمان الاتحادي لأول مرة في تاريخه منذ بدايات خمسينيات القرن المنصرم.
يرى أكثر من محلل سياسي أن الحزب الاتحادي الحاكم يفضل دوما الحكم مع الحزب الليبرالي الصغير لاقتراب برامجه منه وعدم منافسته له لقلة المهام والوزارات التابعة له لقلة نسبة ترشيحه، لا تتجاوز 8% في أغلب الأحيان فيما يحوز الحزب الاتحادي بقرابة 42% من الأصوات.
بالعودة إلى موضوع هجرة الأجانب التي شغلت جلسات الحزب الاشتراكي في الوقت الراهن نجد أن تصريح " أوبرمان" حول ضرورة تعديل نظام الهجرة لصالح المهاجرين من غير دول الرابطة الأوروبية أتى كهجوم ونقد جريء لسياسة الحزب الاشتراكي. اعترضت السيدة "هانيلورا كرافت" رئيسة وزراء ولاية "نوردراين فساتفاليا" Nordrhein-Westfalen على تصوره الذي لم يجد إلا تهدئة من قبل ياسمين فهيمي سكرتيرة الحزب. يقول بأن تأهيل العاطلين عن العمل في ألمانيا ومنح أجور جيدة هو الأهم والحل الأمثل لظاهرة الهجرة، رغم أن القول بأن ألمانيا تحتاج إلى أجانب لسد فراغات سوق العمل أمر مشكوك فيه، فألمانيا تعاني في الأصل من البطالة وأن حيز المجالات المنوطة بتأهيل عالي محدودة جدا، وقد تم اشراك عدد كبير من الكوادر الأجنبية لاسيما الهند وشرق أوروبا.
استند "أوبرمان" في تصوره المقترح على نظام النقاط الكندي المستقطب للمهاجرين وفق الكفاءات العلمية العالية وإجادة اللغة والاندماج في المجتمع المضيف. يقول أوبرمان بأن هذا النظام جدير بالتطبيق في ألمانيا، غير أن هناك أمر أهم منه لم يلتفت إليه الحزب الاشتراكي وكذلك الحكومة الراهنة يتمثل في ضرورة قبول المهاجرين بكفاءات ولغة ضعيفة، فهذه الشريحة بمثابة حلقة وصل بين الطبقة المنتجة ذات الكفاءة وعامة المواطنين.
هذا كما ذكر مواصلا بأن هناك 20 ألف مهاجر كفؤ يعملون في ألمانيا بالكروت الزرقاء، اقامات خاصة كهوية بيروقراطية وتعقيدات كثيرة في الدوائر الحكومية وكذلك الشركات، وعليه دعى "أوبرمان" في ختام تصوره إلى تجديد أو إصدار لوائح مقبولة لهجرة الأجانب.
لم يجد هذا المقترح قبولا من الحزبين المسيحيين cdu, csu. يقول "دي ميزير" وزير الداخلية بأنه لا يرى أي ضرورة لتغيير لوائح الهجرة أو سن قانون يعنى بها، أما أن يكون مقترح "أوبرمان" بمثابة نموذج، كما ذكرت السيدة "فهيمي"، فيمكن التفكير فيه مستقبلا. خرج "أوبرمان" ممتعضا ومصمما في ذات الوقت على السفر إلى كندا للتقصي عن نظام النقاط المعني بهجرة الأجانب والتسلح بالمعلومات.
أخيرا ذكر "توماس ليبش" الخبير الباحث في شؤون الهجرة بأن المعضلة الأساسية وفقا للتجارب الواقعية إلى الآن بأن عدم إجادة اللغة الألمانية هو المعضلة الأولى والأهم التي تواجه المهاجرين الأكفاء، فمعظم الشركات لم تعد تقبل كفاءاتهم لعدم معرفتهم للغة الألمانية لمباشرة العمل بدقة عالية، هذا إلى جانب تغيب اندماجهم في عائلة الشركة من موظفيهم وزملائهم. كل هذا لا يشجع الشركات لتوظيف الكفاءات المهاجرة ويظل تأهيل الأجانب المقيمين وأبنائهم الحل الأمثل والنوعي دون منازع.
ودعت ألمانيا والعالم الرئيس الألماني السابق "فون فايتسكه" في مراسم حزن كبير. عرف عن هذا الرئيس دعمه للوحدة الألمانية واشتراكه في منظمات البر التابعة للكنيسة ومجابهة النازية، التي أُكره على خدمتها ككل الألمان في ذاك الوقت (أربعينيات وثلاثينيات القرن المنصرم).
شغل "فون فايتسكه" منصب عمدة برلين قبل اختياره رئيسا لألمانيا في دورتين متتاليتين. قال في لقاء أجري معه من قبل وفاته بأنه لا يعرف استثمارا وقوة تدفع ألمانيا قدما وتضمن مستقبلها مثل الأجانب. لقد طافت وطوفت خطبته هذه عام 1985 آفاق العالم إذ أكد على دعم الحلفاء لألمانيا والقضاء على النازية والتوجه بها إلى مجتمع ديمقراطي مفتوح.
نقول وداعا " فون فايتسكه" رئيس ألمانيا وشكرا "كريستيان فولف" رئيس ألمانيا لاحقا الذي اعتبر الإسلام والأجانب جزءا من ألمانيا.
هذه صور خالدة وبيضاء في التاريخ الألماني الحديث فيما تظل مظاهرات الخوف من أسلمة ألمانيا وكره الإسلام ظاهرة جديدة تستوجب الحوار والمواجهة، كما ردت النخب المثقفة بفرنسا على الكاريكاتير الساخر في مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية.
––
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.