تشكيلة الوفد الحكومي اختيار صادف أهله [email protected] جولة المفاوضات الحالية الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة بين وفدي الحكومة وحركات التمرد الحاملة للسلاح في دارفور بقيادة حركة العدل والمساواة لربما تكون هذه الجولة حاسمة ، فبكل المعطيات هي الأكثر قرباً إلى الحل والوصول إلى نتائج مرضية لجميع الأطراف أكثر من أي وقت مضى ، فبالإضافة لدور الوسيط القطري المهم والمطلوب والمتسم بالحيادية والنزاهة والقبول لدى جميع الأطراف ذات الصلة بقضية الصراع في دارفور من حكومة وحركات متمردة حاملة للسلاح ودول كبرى تتدخل في هذه القضية أوتدخل القضية في دائرة اهتماماتها ورغبة الوسيط القطري في تحقيق نتائج تصب في إطار الحل النهائي وما تبذله دولة قطر الشقيقة من جهود حثيثة ودؤوبة في سبيل الوصول إلى اتفاق نهائي ينهي هذا الصراع الذي دخل عامه السادس ، فضلاً عما تتمتع به قطر من احترام وما لدى القيادة القطرية من رصيد يؤهلها بلا منازع لإنجاح هذه المفاوضات كما أهلّها في الماضي لحل أعقد القضايا في المنطقة . ويأتي العامل الثاني والمهم هو طبيعة الوفد الحكومي المفاوض وتشكيلته الموفقة هذه المرة حيث لم يعد هذا الوفد مجرد أفندية أو شخصيات سياسية وأكاديمية لا تعرف من دارفور إلا اسمها ، ولا تعرف عنها إلا من خلال تفجر قضية الصراع المستمر حالياً ، فقد امتزج وفد التفاوض الحكومي هذه المرة بشخصيات شعبية وأهلية تمثل وزناً ورمزية لأهل دارفور ولها قبول وتأثير شعبي كبير وفعال ، علاوة على أنها تمثل قيمة إنسانية لأهل دارفور كاللواء معاش / صلاح الغالي ، ناظر عموم قبيلة الهبانية العربية الكبيرة التي تعتبر واحدة من أكبر القبائل في دارفور ولها امتدادات على نطاق السودان ، وهو ابن الشخصية التاريخية والكارزمية المعروفة الناظر علي الغالي تاج الدين . والدكتور / فاروق أحمد آدم وهو واحد من الشخصيات ذات الوزن في دارفور ، والفريق معاش / إبراهيم سليمان ، والي شمال دارفور السابق ووزير الدفاع الأسبق ، وشخصيات أخرى ذات أثر وتأثير فعال تستطيع التخاطب مع الطرف الآخر ( الحركات الدارفورية المتمردة ) بذات اللغة التي تفهمها من خلال الواقع المعاش على الأرض في دارفور ، ويأتي العامل الثالث هو وجود أبناء الجالية السودانية في دولة قطر الشقيقة وهي جالية كبيرة وفاعلة وجميع أفرادها نُخب علمية وأكاديمية من ذوي الخبرات في العمل العام ، كالأستاذ / جبير عبدالشافع جابر ، القنصل العام السابق لجمهورية السودان بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، والعقيد بجهاز أمن الدولة السابق ، والمستشار الحالي بدولة قطر الشقيقة الذي لعب ولم يزل يلعب دوراً محورياً في تجسير الهوة بين الفرقاء على طاولة التفاوض ،ويقوم الأستاذ / جبير حالياً بالدور التنسيقي ومساعد للخارجية القطرية لشئون مفاوضات دارفور من جانب الوسيط القطري . ويا حبذا لو تم إشراك بعض الشخصيات من الجالية السودانية بالمملكة الذين يمثلون منظمات المجتمع المدني ولهم تأثير فعال وسط أفراد هذه الجالية ، كالأستاذ /حماد الطاهر عبدالله رئيس منبر أبناء دارفور بالمؤتمر الوطني ، والأستاذ/عبدالرحمن الصادق محمد ، رئيس المكتب التنفيذي لروابط دارفور الكبرى ، والصحفي الأستاذ / آدم الهلباوي ، الذي تصدى بقلمه لهذه القضية والتفلتات الأمنية المصاحبة لها منذُ بدايتها ، والأستاذ / عبدالقادر الماحي ، الصحفي بجريدة الشرق الأوسط ، وعندها سيكون قد اكتمل عقد الطرف الحكومي المفاوض الذي يستطيع التصدي للفهم المغلوط من جانب وفد الحركات ويناور به لعدم إدراك المفاوضين السابقين ومعرفتهم بتشعبات قضية الصراع في هذا الإقليم . وعليه نستطيع القول بأن هذه الجولة محاطة بأمل كبير من كل الجوانب في الوصول إلى نتائج طيبة تؤدي إلى الحل النهائي إنشاء الله .