قلتها فى نفسى ألف مرة...السودان هو بلد الأعاجيب بلا منازع ...........ونتيجة لأننا فيما يبدو قد إستمرأنا الفشل ......أصبحنا نخرج على العالم بالجديد المثير الذى يطير العقول فى كل يوم ....بل فى كل ساعة إذا كان هنالك من يستطيع أن يجارى تلك الإثارة فيرصدها على رأس كل ساعة حتى يلحق بأخبار رأس الساعة فى قناتى الجزيرة والعربية ...فيكون هنالك سبق صحافى وتلفزيونى من السودان على رأس الساعة......وهكذا لن يمر عام دون أن يتصدر إسم السودان قائمة الدول الداعمة للإثارة. وكما يبدو لم يكن كافيا أن يخرج علينا مراسل قناة العربية فى الخرطوم بتقريرعبر قناة العربية عن فرشاة تنظيف أسنان وزعت وباء الإبدز بالتساوى على اسرة سودانية بسيطة بأكملها ..... وتتجول الكاميرا فى جميع أرجاء البيت الكرتونى فى خيلاء لا مثيل لها ..... وأنتهى التقرير وظهرت المذيعة وكأنها أتت لتوها من ال......بعد أن تقيأت ما فى معدتها ..... اللهم لا اعتراض على حكمك............... لم يكن ذلك كافيا حتى أتتنا الأخبار مرة أخرى بما هو اعجب لكن هذه المرة فى السياسة. أن يختلف شريكا الحكم فى السودان ...ذلك أمر صار أكثر من طبيعى ....لأنهما أصلا مختلفان على كل شىء.....لكن أن تخرج الحركة الشعبية بالجزء الذى يخصها من تلك الخلافات إلى الشارع العام لحمل الجماهيرعلى المشاركة فيها وعلى مرآى ومسمع من العالم بأجمعه .....فهذا شىء غريب لكنه قطعا يدل على ديمقراطية المشاركة التى تؤمن بها . أن يختلف شريكا الحكم فى السودان .....ذلك أمر صار أكثر من مألوف ...... لكن ان يخرج الأخ وزير الدولة بوزارة الداخلية (إن صحت تلك الأخبار) وهو جنوبى مناط به ربما الإشراف على مكافحة مثل تلك الأعمال التى تم تصنيفها كأعمال مخالفة للقانون علما بأننى أجزم أنه لولا مكايدات السياسة لسمح لها أن تخرج إلى الشارع .....لا بل لسعى المؤتمر الوطنى لأجل التصديق لها بالخروج خلال خمسة دقائق دون أدنى مبالغة.........أن يخرج وزير الدولة بالداخلية فى هذه التظاهرة فهذا هو العجب العجاب .........وأنا أجزم هنا مرة أخرى أن هذا الوزير لو كان أوربيا لقدم استقالته لا محالة قبل أن يشارك فى المظاهرة .....وفى رواية أخرى ربما اعتذر عن المشاركة فى المظاهرة أصلا احتراما للموقع الذى هو فيه. أريدكم أن تتخيلوا معى سادتى ...... لو أن السيد وزير الدولة بوزارة الداخلية تم اعتقاله مع الأستاذين باقان أموم وياسر عرمان بواسطة أحد أفراد الشرطة ....... وكيف كان من الممكن التعامل مع هذا الأمر ؟؟؟؟ دعونا نترك هذا الجانب ونتساءل "هل ما قام به إخوتنا فى الحركة الشعبية هو عمل حضارى كما ذكر الأخوان أموم وعرمان ؟؟؟؟ " بكل الصراحة والوضوح ...... والشفافية كمان ...... الجواب لا وألف لا .......هل الحضارة هى فى تحريض الجماهير للخروج إلى الشارع بهذا الأسلوب والكل يعلم أن المواجهة مع قوات الشرطة محتملة ؟؟؟؟ ....... الحضارة سادتى الأجلاء أن يتم تأجيل التظاهرة ولو ليوم واحد لإكمال النواحى القانونية التى طلبتها الحكومة رضينا أم إختلفنا حولها ........الحضارة سادتى المتحضرون أن يقوم مندوبان ...أو ثلاثة .....أو حتى أربعة بحمل الرسالة وتسليمها لرئيس المحلس الوطنى ...................لكن فيما يبدو لا الهدف كان هو الرسالة ........ولا هو الإحتجاج على تأخير إجازة القوانين ...!!!!! الهدف لا محالة غير ذلك تماما ................................................ واللبيب بالإشارة يفهم غير انى لا أعتقد أن المسألة برمتها تحتاج إلى كثير من الفطنة. الأعجب من كل تلك الأعاجيب العجيبة أن يكون هنالك وسط هؤلاء جميعا ساسة مخضرمون تواقون لحكم البلاد والعباد وكنا نراهم من العقلاء فإذا بهم ينساقون وراء هذه الفتنة بعواطفهم ومشاعرهم .... فقط بسبب كراهيتهم للمؤتمر الوطنى ورغبتهم فى تغيير نظام الحكم..................... ألم أقل لكم أن السودان هو بلد الأعاجيب دون منازع !!!!! سبحان ربى العظيم .......ولا حول ولا قوة إلا بالله