تهب علينا بعد أيام رياح اكتوبر 1964 بنسمات تحمل خلود الشهيد وجبروت شعب سطر أول ملحمة بطولية على مستوى العالم باسقاط حكم عسكري مدجج بالسلاح ونضالية أبية آمنت بربها وأقسمت على تحرير شعبها ، وتلاحم وصل لحد الانصهار بين أبناء الأمة السودانية أرتال من الزحف المقدس بمظاهرات عارمة وبطولات جماعية ونداءات تبعث في النفس الأمل الموعود كسلا تزحف للخرطوم بالقطارات والعربات وعطبرة مدينة الحديد والنار تلبي النداء بعمالها ومهنيها وبقية المدن تشعل راية الحرية عالية في بورسودان ومدني وبقية الأرض الطاهرة وبطولات فردية وجماعية حتى الذين تأخروا عن الركب يعودوا لصوابهم للحاق بركب الحرية فيتحقق النصر المبين وتبقي أكتور الحادي والعشرين المدرسة الأولى للنضال الوطني لتتفرع منها موجات الربيع العربي عبر الزمان مرورا باتفاضة ابريل 1985 السودانية. ولكنها تنال من مرض العصر بسطوة سارقي الثورات وقتلة الشعوب ويصبح الأمرتلاعبا بمقدرات الشعب بالصراع على السلطة الزائلة لتعيش البلاد في دوامة المسلسل السياسي الفاشل فترة للديمقراطية فانقلاب عسكري لتتكرر المأساة مع تربص سارقي الثورات واللهم هذا حالنا لايخفى عليك لشعب لا يستحق الا التقدير فتلاعبوا به لمدة 59 عاما من عمر الاستقلال الذي كان حصيلة حركة نضالية شريفة فجار عليه ذئاب البشر،، والسؤال المطروح اليوم من الذي يتحمل الوزر الأكبر في ضياع هذه السنوات من شعب السودان ؟ أهم العسكريون \اصحاب الانقلابات والحكم الدكتاتوري أم المدنيون بأحزابهم التقليدية والأحزاب اليمينية واليسارية وتلك التي تطاولت على الدين الحنيف فأحات الحكم والحكام الى فساد ومفسدين ؟ والسؤال المطروح ليس بغرض البينات لمحاكمة المتسببين ولكن الهدف لاعادة كتابة التاريخ المعاصر وكشف الأقنعة عن الذين يتوارون خجلاً من أفعالهم ،وربما يرحم التاريخ الذين قدموا العطاء الوفير والجهد اليسيرولكن الرجوع لتقييم التجربة السودانية في مجملها ربما تجنبنا أخطاء وزلات السابقين ونحن مقبلون على مرحلة جديدة باذن الله . ولنطرح القضية من زاوية أساسية في من يتحمل العبء الأكبر من وصول السودان الى هذا الوضع وما وصل اليه شعب السودان من حروب وتهجير ونزوح ومعاناة في المعيشة ، أهم العسكريون وحدهم أم المدنيون وحدهم أم كلاهما معاً ؟؟ ولنضع الأمر في النقاط التالية :- 1-كانت البداية بفترة الديمقراطية التي توجت فترتها باستقلال السودان وبالتداول على السلطةعن طريق حكم ديمقراطي سليم ولو قدر لها أن تستمر لأعطت العالم مثالاً يحتذى به في الحكم الديمقراطي. 2- أعقبتها فترة الحكم العسكري بقيادة الفريق ابراهيم عبود وربما كانت مسألة تسليم وتسلم للسلطة ووجهت بثورة شعبية بعد حكم ست سنوات أطاحت بها وبنظرة أمينة لهذه الفترة والتي شاركنا في محاربتها ونحن طلاباً فقد كانت انجازاتها في التنمية تفوق ما قامت ىبه الحكومات المتعاقبة بتطوير مشروع الجزيرة والمناقل في الري والزراعة ووامتدادات الميناء بورسودان وقيام الخطوط البحرية السودانية والجوية السودانية وقيام خزان الرصيرص وتطوير محطات الكهربا والمياه لتصبح بعد سنوات صيداً سهلاً على أيدي حكام عسكريين أسموا أنفسهم مايو والانقاذ. 3- أعقبتها فترة للديمقراطية أخرى لتشهد صراعالا محموما بين الأحزاب وتفككاً للقيادات الدينية حيث وصل الحد لاعلان حكومتين في وقت أحدها تحت قبة البرلمان وآخرى تحت ظل الأشجار وعمدت على ابعاد الآخر بطرد مجموعة من النواب المنتخبين بدعوى انتمائهم لليسار وانتهى زمانها بالصرعات المتتالية ولعل من محاسنها قيام مؤتمر القمة العربي بالخرطوم بعد نكسة 1967 مؤتمر اللاءات. 4- ثم كانت مايوالتي امتدت سنواتها بين التقلبات الفكرية والسياسية وكأنما الناس العوبة في أيدي الحكام ولعل ما كان يميزها قوة قائدها وشخصيته القيادية فنالت منه أحزاب الأقلية وجعلته يتأرجح بين اليمين واليسار وفاقت مجازرها عدداً لضباط القوات المسلحة والمدنيين من أجهزة أمن على الرغم من جدية القائد الذي وقع فريسة في أيدي أعداء الشعوب. 5- كانت انتفاضة ابريل 1985 ملحمة أخرى للدروس الذي قدمها شعب السودان للعالم في التضحية والفداء فتهاوى الحكم المايوي كهشيم تزروه رياح باصرار شعب السودان على الحرية والحياة الكريمة. 6- هلت مرحلة للديمقراطية مع تطلعات شعب السودان للمستقبل المشرق ولكنها كانت حلبة للصراع الحزبي التي شلت كافة نواحي الحياة ويكفي القول أن في مرحلة لاحقة تم تقييم محاضر مجلس الوزراء التي خلت من أي قرار ايجابي خلال أربع سنوات وتطور الأمر للقوات المسلحة التي اصيبت بالانقسامات فكانت فرصة لخفافيش الظلام لتسيس فئات عسكرية ووصول البلاد الى فوضى عارمة وكان من الممكن الرجوع لحكماء الأمة لتداركها. 7- أعقبتها الفترة الظلامية بقيام انقلاب 1989 الدامي وكشرت أنيابها من اللحظة الأولى برفض الآخر وادعاء الرسالة المحمدية الخالدة منهجاً وتضاربت الأقاويل عن الحكام الحقييين أهم عسكر أم مدنيون وعمدت الى تصفية كافة قيادات الخدمة المدنية وتطاولت على قيادات القوات المسلحة والتصفية الجسدية للمعارضين واعدمات للعسكريين مع اطلالة العيد دون محاكمة وتوجت أعمالها بفصل جنوب السودان وأحالت السودان على شفى انقسامات وحروب وتهجير ونزوح حتى أصبحت البلاد طاردة لأبنائها بالاضافة لمعاناة الناس من غلاء المعيشة بصورة مطردة عام بعد عام وليحتل السودان المقدمة في الفساد والمحسوبية وقياداتها مطاردة من المحكمة الجنائية الدولية ولتصل الحالة السودانية الى ما وصلنا اليه اليوم.
ليس هذا سرداً لتاريخ مرحلة أو مراحل من عمر شعب السودان ولكنه كشفاً لأعمال حكام آخر الزمان الخربة التي أحالت بلادها الى دولة تعيش على الضرائب والأتاوات وفتات الشعوب من المعونات الأجنبية ، بل أصبح ملاذا لدول وهي تتنافس لحل قضاياه ولعمري أنها مأساة حقيقة فالسودان كان الدولة المؤثرة والنافذة عربياً وأفريقياً ولعب دورا بارزا في استقلال عدد من الدول الأفريقية وكان صمام الأمان للدول العربية فأحال أبنائه قضايا شعبهم الى عواصم عربية وأفريقية وأوربية هي صورة تبعث في النفس الحيرة والألم وقادة حالمون بحكم البلاد وهم في اذلال في عواصم الدول باسم المعارضة الوطنية وسلطة شبعت ونهبت وسرقت وفسدت وفي اصرار على الحكم وقهر الملايين من أبناء شعبنا وآخر ما وصلت اليه الرجوع للشريك الذي دبر الانقلاب وأحال البلاد الى فساد فتلاقي التوأم الوطني والشعبي. ويبقى السؤال من الذي أجرم في حق السودان وشعبه أهم ةمجموعة الانقلابيين من العسكريين والذين التفى حولهم م الوصولين والفاسدين ؟ أم المدنيون ممثلين في أحزابهم السياسية التي فتحت الأبواب لقيام أحزاب كالنبت الشيطاني وتطاول بعضها بشعاراتها الخربة على الدين الحنيف أم أحزاب السفارات الأجنبية التي انهارت بلادها بفعل حكامها ؟. وربما نرى ىبصيصاً من الحقيقة في كشف جور الحكام وفشل الحاكمين عبر النقاط التالية التي تهدف لأخذ الحيطة الحذر للمرحلة القادمة مرحلة التغيير القادم نعم القادم :- 1-ان الديمقراطية والممارسة السياسية الحرة مهما اختلف الناس حولها تظل الحل الأمثل لحكم البلاد ، وان ابتداع صور جديدة بأنها تناسب طبيعة شعب السودان هي افتراء وضلال لن بثود الا الى الفشل بدءاً من حوليةة الاتحاد الاشتراكي ومروراً بالنظرية القمئة التي اسموها التداول فلمؤتمر بشقيه الوطني والشعبي بالاضافة لعمليات الفساد في كل انتخابات من لصوص السياسة وضعاف النفوس. وكبرت كلمة تخرج من أفوافهم وكل ما طرحوه دجلاً وخرافة ليبقى الأساس الذي يشهد على ديمقراطية ووفاق شعب السودان يوم اعلنوا من داخل فبة البرلمان الاستقلال التام نعم هو الأساس والمرجعية وحدها للحكم بأن يحكم الشعب نفسه وما يقال من الضعفاء بأن الشعب يريد وقتاً للممارسة الديمقراطية فنقول لالهم أنتم كذابون فنحنأصحاب التجربة المثلى في أفريقيا والعالم العربي بل لدينا رموزنا في كتب التاريخ الأزهري وعبدالله خليل والمحجوب وغيرهم من العقد الفريد رحمهم الله . 2- لقد كان من مساوئ انقلاب 1958 أنه جاء وشعب السودان ينعم بأول حكم وطني وديمقراطية وحريات فجاء نظام لتكميم الأفواه وعلى الرغم من أمانة رئيس وأعضاءمجلس الثورة وعددهم كان محدوداً الا أن تجار السياسة توغلوا فب النظام فأفسدوه فكان ثورة الشعب عارمة لاسقاطه. 3- وفي الانقلاب الثاني استقبل الناس مجموعة الشباب وكلهم أمل لخدمة شعبهم وبدأت النكبة بدخول مدني في مجلس الثورة هو بابكر عوض الله الذي احال الانضباط العسكري الى فوضى ثمتوغل اليسار ممثل في الحزب الشيوعي الذي لم يكفيه القسمة في السلطة فانقلبو عليها عام 1971 ليحيلو المسرح السياسي الى مذابح دموية ويتوالى هزيان وسقوط مايو بتوغل الوصولينة والفاسدين ويتوج الانهيار بدخول الاسلام السياسي الذي كانت الطامة الكبرى والنحس عليهم وبذلك يتقاسم العسكريون المدنيون ضياع ستة عشرة عاما من عمر السودان. 4- أما الانقلاب الأخير الذي امتد أجله الى 27 عاماً هي سنوان ظلامية فقد سلم العسكريون ىأنفسهم بكل ذلة وانكسار الى قادة الاسلام السياسي منذ اليوم الأول وتوغلوا داخل المؤسسة العسكرية بمجلس أسموه الأربعيني وطرحوا لاشعار الما معانا لاضدنا وأحالوا الخدمة المدنية ةالى خراب وحلوا في الأرض الفساد بل امتدت أياديهم النجسه الى المؤسسة العسكرية صاحبة التاريخ المشرف لشعبنا باحالة الضباط الى التقاعد المبكر بل أعدموا رفاق السلاح ولجأوا الى الاغتيالات أما أعضاء مجلس الثورة فقد أصبحوا نسياً منسياً ، ليتفقوا على ما سبقوهم بالفشل الذريع كمدنيين. لقد حانت مرحلة مواجهة الاستعداد لاشراقات الفترة القادمة بعد التغيير وبداية مرحلة جديدة لشعب السودان وهو ينفض غبار السنوات الماضية من جور وظلم الحكام بأن يتفق الجمع بأن الحكم للشعب وحده هو صاحب القيادة والريادة واسقاط الشعار المتداول حالياً بألا ابعاد لأحد فلا بد من ابعاد الذين افسدوا وطغوا وتجبروا وسرقوا نهبوا من العسكرييين والمدنيين لنستقبل مرحلة خالية من المفسدين وشعارها الأساسي الكفاءة وليس الولاء للحكام واختيار القيادات التي تخاف ربها وليست التي تلاعبت بالدين الحنيف . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.