26000 شهيد عدد الشهداء كما أُعلن أخيراً و هو رقم مهول يجب أن نقف إزاءه للعبرة و الاعتبار- عدد كبير و لا شك في ذلك و هو يعني أناس لهم حياة و أسماء و أهل و أحباء و أُسر كثيرة قد تكون أسيرة حُزن مُقيم !خسارة كبيرة للبلاد يجب أن نقف عليها و تجربة إنسانية سبقتها تجارب و شهداء في كرري و غيرها من الحروب. هنالك ميل طبيعي لاخفاء خسائر المعارك من كل الأطراف –سلوك بشري ، لتفادي إنهيار الروح القتالية، ولكن بعد الحرب لا بد من تحديد الخسائر حتي تُلم الأمة و الأمم الأخري بحجم الكارثة لتفادي الصراعات و الحروب مستقبلاً.لذلك لا أفهم سر سكوتنا علي التعتيم علي خسائر الحرب الأهلية في جنوب البلاد و هي مهولة في البشر و المال و البني التحتية.لكم تمنيت بُعيد السلام الأول لتلك الحرب في عام 73 لو تعاضدت الجهات المتحاربة علي إعلان الخسائر و أسماء الشهداء و خسائر كافة الاطراف لتبقي العبرة و لنفكر ألف مرة علي أي إقدام علي المعارك و الحروب ! و لكن ...جاءت إتفاقية السلام الأخيرة و لم تنظر الأطراف المتقاتلة علي مثل ما ذكرت من تحديد للخسائر البشرية و المادية للحرب.لذلك سرعان ما لجأت الأطراف للتقاتل و حتي حلفاء الأمس في الجنوب يتقاتلون بشراسة و دونما رحمة.لا أحد يعرف حجم الخسائر !! ليت السلطات تلجأ لتمليك الشعب لكل الحقائق المتعلقة بخسائر الحرب في الجيش و الشرطة و السجون و الدفاع الشعبي و الخدمة الوطنية و في الخدمة المدنية- في النقل النهري و السكة الحديدية و غيرها.خسائر التجار :في الأنفس و الأموال. إذا لم تتوفر مثل هذه الاحصاءات أدعو لانشاء حائط إلكتروني علي الشبكة الدولية للمعلومات –تُسجل عليه الأسر و الأصدقاء و المؤسسات شهدائها و ليكن الاسم ثلاثياً أو رباعياً مع تاريخ الوفاة و موقعه و مكان الميلاد و الاقامة و صورة شخصية.و كذلك نسجل أسماء المفقودين. ولعل التذكير باصرار اليهود علي الرقم المهول لقتلاهم خلال فترة النازية خير دليل علي أهمية مثل هذا العمل الكبير.و لا يقبل اليهود أي تشكيك في رقم الستة مليون قتيل 6000000 –ماتوا في أوروبا و ليس في مجاهل إفريقيا!يريدونه رقماً رادعاً لمنع أية كوارث أخري تلحق بأمتهم و شعبهم –لذلك علينا أن نصل للرقم الرادع لحروبنا جميعها و بأمانة و صدق – منذ كرري و حتي اليوم . للاعلام دور في المبادرة و التوعية و مع التكنولوجيا يمكن لأي جهة أن تقوم بهذا العمل و تبني مشروع الحائط الالكتروني ليضحي حائطاًلا للتأمل و ليس البكاء.ففي دول كثيرة توجد حوائط حقيقية عليها أسماء الضحايا لبعض الأحداث.مثل النصب التذكاري لضحايا حرب فيتنام في أميركا. هذا المشروع في تقديري واعد و يجب ألا يكلف الخزينة العامة كثيراً مع إمكانية إسترداد التكلفة مما قد يوضع علي ذلك الحائط أو الجدار من إعلانات و ملصقات. و هو لا يحتاج إلا لعدد قليل من مبرمجي الحاسوب و مدخلي البيانات و معماريين مع إدارة و مجموعة للترويج .علي أن تستغل أية عائدات في الأعمال الخيرية و الترويج للسلام.كما أن هذا المشروع سيلفت نظرنا إلي جوانب مهمة ما زلنا عنها غافلين مثل وجود دليل إلكتروني للمدن و القري و الأحياء به هواتف المشافي و الشيوخ و المدارس مع الجامعات و كذلك دليل لأرقام الموبايلات لكافة الراغبين فهو جد مهم في عملية التحري و التقصي و في التواصل للتأكد من أية معلومات حتي يتم وضعها علي الجدار الالكتروني بشكل نهائي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.