تعلن المفوضية القومية للإنتخابات نتائج الإنتخابات اليوم «الإثنين» وقالت المفوضية في تعميم صحافي إن كل مرشح أو حزب سياسي شارك في الإنتخابات يحق له تقديم الطعن ضد نتائج الإنتخابات إلى المحكمة في خلال سبعة أيام من تاريخ إعلان النتائج. وتمنح فترة الطعون أسبوعين ،يتم بعدها إعتماد النتيجة رسميا،وتم تشكيل محكمة خاصة للطعون لكن لم يعلن حتى الآن- شخص أو حزب عزمه على تقديم طعن في النتيجة التي أعلنت في مراحلها الأولية. وأوضح رئيس اللجنة العليا للانتخابات في ولاية الخرطوم أنهم سوف يستلمون طلبات الترشيح لعضوية مجلس الولايات من قبل أي حزب سياسي أو ناخب مؤهل بمقر اللجنة، في الفترة من 28 وحتى 30 أبريل/نيسان الحالي، وقال إن مفوضية الإنتخابات شكلت لجان الانتخابات في كل الولايات لاستلام الترشيحات. ووفقا للجدول الزمني الذي أصدرته المفوضية القومية للانتخابات، سوف يتم نشر الكشف الأولي للترشيحات التي تم قبولها أو رفضها لمجلس الولايات في الأول من الشهر المقبل ويتم تقديم الاعتراضات على المرشحين في اليوم الثاني من شهر أيار/مايو. وشارك في الإنتخابات أكثر من 40 حزبا وشملت قائمة الفائزين حتى الآن ممثلي حزب المؤتمر الوطني «الحاكم»الذي اكتسح الدوائر دون منافسة وفاز بعض المستقلين وممثلي الأحزاب السياسية التي شاركت في الإنتخابات في دوائر محدودة. وتنازل المؤتمر الوطني عن 30% من الدوائر لصالح أحزاب تشاركه في الحكومة مقابل دعم تلك الأحزاب لترشيح البشير رئيسا للجمهورية. وبلغ عدد المرشحين للدوائر القومية وتضم «الاحزاب والمستقلين «(1072) مرشحا بينما ترشح (2235) للمجالس الولائية والمحلية. وبلغ عدد الذين حق لهم التصويت في انتخابات 2015، حوالى 13 مليون و300 ألف ناخب اقترعوا في 11 ألف مركز بمعظم انحاء السودان وتم تأجيل التصويت في حوالي تسع دوائر في ولاية جنوب كردفان بسبب اضطراب الأحوال الأمنية. ولم تحظ إنتخابات 2015م في السودان بتجاوب من المواطنين وخلت الساحات من مظاهر الفعل السياسي قبل وأثناء عملية الإقتراع وبدا الشارع السوداني غير مهتم بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان مقررا أن يستمر التصويت فيها ثلاثة أيام لكن إحجام المواطنين وعزوفهم أدى لتمديد الإقتراع ليوم آخر وزيادة الساعات التي كانت مقررة لعمل المفوضية العامة للإنتخابات. وعلى غير العادة خيّم الصمت تماما على المدن والأحياء وحتى الملصقات التي تم بها الإعلان عن المرشحين كانت قليلة ولا وجود فيها لغير حزب البشير. وفاضت مواقع التواصل الإجتماعي بالسخرية عبر النكات والتعليقات على المفارقات. ويعد البشير مرشحا وحيدا لمنصب رئاسة الجمهورية بعد عمليات فرز الأصوات للناخبين السودانيين في داخل وخارج السودان وأشارت التقارير الأولية إلى تقدمه على جميع مرشحي رئاسة الجمهورية الخمسة عشر. وحظيت الانتخابات في السودان بوجود مكثف للمراقبين من الدول الأفريقية والعربية وقد أجمعوا على نجاح العملية، لكن الاتحاد الاوروبي، ودول الترويكا أصدروا بيانا أشاروا فيه إلى أن الانتخابات الرئاسية في السودان تجرى في بيئة غير مناسبة وذلك بعد الفشل في قيام حوار حقيقي بعد عام من الاعلان الحكومي لحوار شامل، وأكد بيان الاتحاد الاوروبي أن الانتخابات المقبلة لا يمكن أن تسفر عن نتيجة شرعية ذات مصداقية في جميع أنحاء البلاد ،واعتبر محللون أن هذا الموقف يمثل عدم اعتراف بالانتخابات قبل إعلان النتيجة. وأصدرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في أفريقيا بيانا عبرت فيه عن قلقها العميق من قرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي بإرسال بعثة مراقبة لمراقة الانتخابات العامة التي تجري في السودان واعتبر البيان أن ذلك يمثل تناقضا مباشرا مع توصيات بعثة تقييم ما قبل الإنتخابات والتي أرسلها الإتحاد الإفريقي نفسه وطالبت المنظمات الاتحاد الافريقي «بضمان ألا يضفي الاتحاد الأفريقي مشروعية على عمليةِ تهدف إلى إطالة أمد ما ترتكبه الحكومة السودانية من انتهاكات سياسية، وانتهاكات لحقوق الإنسان». لكن الحكومة السودانية أكدت أن الإنتخابات جرت في أجواء إتسمت بالشفافية والنزاهة و قالت إن موقف دول الترويكا والاتحاد الأوروبي لن يكون له تأثير على الديمقراطية والحوار الوطني، وأكدت أنها ستواصل حوارها مع كل القوى المعارضة بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات. صلاح الدين مصطفى – القدس العربي