الحب في ذاتو مبرر كافي" هكذا يقول شاعرنا المتفردصلاح أحمد إبراهيم، لكن هل يصلح الحب أن يكون ضامناً كافياً لاستمرار الحياة الزوجية، كثير من الأزواج دخلوا إلى الحياة الزوجية بضمانات الحب دونما شروط مسبقة، فالاشتراط لامكان له بين اثنين أحبا بعضهما البعض.. هكذا يقول منطق الحب الأعمى. الحب شيء والزواج شيءآخر، هكذا تقول معظم صديقاتي اللائي دخلنإلى الحياة الزوجية من بوابة الحب وليس من بوابة عريس والسلام.. فوعود ماقبل الزواج تظل مجرد وعود في أكثر الأحيان، لامكان لها من الإعراب في الحياة الزوجية. فحبيب الأمس سرعان ما يتبدل حاله بعد أن يمسك "ورقة الحكومة بين يديه" ويصبح زوجاً بدلاً عن زوج وحبيب في آن واحد. فالتحول في المسميات يتبعه تحول في الطباع، وغالباً ما يتحول الزوج من شخصيؤمن بمبدأ الحقوق والواجبات إلى رجل شرقي عادي يمارس هواياته في إصدار الأوامر التي تصدر في شكل فرامانات زوجية غير قابلة للنقاش. فزاوية"شوف" الزوج تختلف مائة وثمانين درجة عن زاوية "شوف" الحبيب الذي يبدأ في التنصل عن الوعود الشفهية التي كان ضامنها الأوحد الحب،فتبدأ الزوجة في البداية بالتذكير على شاكلة "إنت وعدتنيبكذا قبل الزواج"وتأتي الإجابة على شاكلة قبل الزواج حاجة وبعد الزواج حاجة تانية "يا حبيبة". في حالة تمسك الزوجة بتنفيذ اشتراطاتها غير الملزمة لأنها محكومة باتفاق"جنتل مان" يسهل التنكر له إذ لايوجد شيءمكتوب يؤكد أن الزوج وافق على شروط معينة قبل الزواج، فتستمر المناوشات التي تؤدي في نهاية المطاف إلىأمرين لا ثالت لهما فإما "تقنع" الزوجة من مسألة المطالبة بتحقيق شروطهافتعيش بكسر مركب في الخاطر،وإما أن تصر علىإنفاذ اشتراطاتها وعندها تنهار مؤسسة الزوجية بسبب تمسك كل طرف بموقفه. ثقافة الاشتراط قبل الزواج ثقافة غائبة تماماً عن مجتمعنا،فالمتزوجون عن حب يدخلون من بوابة الضامن هو الحب، والمتزوجون بصورة تقليدية يدخلون من بوابة "الضمان ضمان الله". والرجل السوداني كرجل شرقي موغل في شرقيته لا يرتضي أن تشترط عليه البنت التي يريد أن يرتبط بها وكثير من البنات وذويهم لا يتمسكون بشروطهم مخافة أن يغير العريس رأيه ويبحث عن واحدة "لا تشترط". فحتى الشروط الشفاهية غير المكتوبة التي يمكن التنصلعنها في أي لحظة تظل شروط مرفوضة، وفقاًلشرعالسواد الأعظم من الرجال، لذا تكثر الخلافات بعد الزواج ويحدث الطلاق. لذا هي دعوة لكل المقبلين على الزواج لإحياء ثقافة الشروط علىأساس أن "الأوله شرط آخره نور"، فالتجارب الحياتية أثبتت أن الحب وحده لم يعد ضامناًكافياً، وضمان الله ما عندنا فيه قول، لكن الرسول الكريم يقول "أعقلها ثم توكل" لذا اشترطي ثم أمضي قدماً. ملحوظة: اصدق الاكايب ساحبك الي الابد حاجة أخيرة كتابة الشروط ليس تشكيكاً في الحب وإنما تحسباً للزمن.