أمرَّ الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الاثنين، الأجهزة الأمنية في بلاده، بمعاملة المتاجرين في سوق العملات الأجنبية، أسوة بالمدانين في جرائم تمويل الأرهاب. ووصف البشير في اجتماع مغلق للطاقم الاقتصادي في حكومته، بالقصر الجمهوري، تجار العملات بمخربي الاقتصاد الوطني. وتعيد تصريحات البشير في الاجتماع المغلق ما اقترفته حكومته في بدايات عهدها باعدام عدد من ابناء الأسر الثرية بتهمة حيازة الدولار. وتوقع تجار في السوق السوداء، أن يقود النظام ابتداءً من الأمس، حملة شعواء ضدهم بهدف مصادرة أموالهم. وكان النائب الأول، رئيس مجلس الوزراء القومي، بكري حسن صالح، اعترض على اتخاذ تدابير وسياسات ذات طابع أمني لرفع قيمة الجنيه السوداني. وكشف وزير المالية، محمد عثمان الركابي، عقب الاجتماع، عن جملة من السياسات التي اتخذتها الحكومة لمحاربة السوق السوداء، على رأسها وقف طلب شراء الشركات الحكومية للنقد الأجنبي وتنظيمه عبر البنك المركزي، وتنظيم مشتريات الشركات ذات السيولة العالية من النقد الأجنبي، وتصحيح تطبيق نظام سعر الصرف المرن، والحرص على أن يكون التمويل المصرفي منصباً في مشروعات إنتاجية حقيقية ومراقبة، ووقف تهريب سلع الصادر والسلع المدعومة لدول الجوار، وترشيد السفر الحكومي إلا للضرورة القصوى، وربط سفر مسئولي الهيئات والشركات الحكومية بموافقة مجلس الوزراء، وتنظيم الاستيراد عن طريق الاجراءات غير الإدارية علاوة على تحديد سقوفات لتحويل الارصدة عبر الأجهزة الجوالة. من جانبه، أكد النائب العام الذي تربطه صلة قربى بالبشير، عمر أحمد محمد، اتخاذهم لكافة الاجراءات القانونية في مواجهة المتعاملين بالنقد الأجنبي، مشيرا إلى أن كل هذه الإجراءات سوف تتخذ من خلال النيابات العامة والمتخصصة وكذلك نيابة مكافحة التهريب. وانهار الجنيه السوداني قريباً من 30 جنيهاً في تداولات السوق السوداء يوم الخميس المنصرم في مقابل الدولار الامريكي. وفشلت الحكومة السودانية في خفض معدلات التضخم وتخفيف وطأة المعيشة على المواطنين رغم تعهداتها بحدوث انتعاشة اقتصادية في اعقاب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية في اكتوبر الماضي. ويؤكد خبراء اقتصاديين أن تحسن الاقتصاد السوداني مرهون بزيادة الانتاجية، ووقف حالة الفساد المستشرية. ويتحكم في سوق العملات نافذون ينتمون لحزب المؤتمر الوطني. وسبق أن وصف تقرير المراجع العام، وزارة الرعاية الاجتماعية بأنها من أكبر المضاربين في سوق العملات الأجنبية. Alrakoba