فى زيارة قد تكون الأخيرة للجنوب، وهو جزء من السودان الموحد.. يزور الرئيس السودانى عمر البشير غدا الثلاثاء مدينة جوبا عاصمة الجنوب، ويلتقى نائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وقال الدكتور مصطفى عثمان مستشار الرئيس السودانى: إن زيارة البشير المرتقبة للجنوب تأتى فى إطار حرصه للوقوف بنفسه على ترتيبات الاستفتاء، والتأكيد على إجرائه فى جو من الأمن والطمأنينة. وأضاف عثمان أن مباحثات البشير مع سلفاكير ستصب فى مصلحة البلد أيا كانت نتائج الاستفتاء، وتوقع أن يكون للزيارة انعكاس إيجابى على الأوضاع فى البلد والتعاون بين الشمال والجنوب، فيما قالت مصادر جنوبية فضلت عدم ذكر اسمها أن زيارة البشير قد تكون فرصة أخيرة له، لتعبئة المواطنين الجنوبيين تجاه الوحدة، أو أنه قد يكرر ما سبق أن أعلنه من أنه سيعترف بنتيجة الاستفتاء أيا كانت إذا جرت فى أجواء نزيهة وشفافة، وأضافت هذه المصادر "أن كل ما يرغبه الجنوبيين من البشير هو احترام نتيجة الاستفتاء والتعاون فى حل القضايا العالقة ". وكان البشير قد أصدر توجيهات لوزارة الداخلية السودانية بتأمين عملية استفتاء تقرير المصير لأبناء الجنوب فى جميع أنحاء السودان، وبضرورة تأمين المواطنين الجنوبيين وممتلكاتهم فى كل ولايات الشمال، وأعلن وزير الداخلية السودانى إبراهيم محمود نشر 17 ألفًا و500 شرطي بالخرطوم، لتأمين الاستفتاء، وقال إن هناك تنسيقًا كاملا يجرى بين وزارته وشرطة الجنوب. وفى جوبا أكد الجيش الشعبى اكتمال الاستعدادات لتأمين الجنوب وحدوده مع دول الجوار خلال فترة الاستفتاء، خصوصا ضد التحركات التى يقوم بها جيش الرب، وقال العميد فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبى أن المفاوضات بين الجيش ومجموعة الجنرال المنشق جورج أتور، التى يقودها القس دانيال دينق رئيس مجلس الكنائس السودانى وصلت إلى مراحل متقدمة، وتوقع التوصل إلى وقف إطلاق نار قريبا. وعلى صعيد آخر أكدت مصادر نافذة فى صفوف المعارضة السودانية أن زعماء المعارضة سيحددون خلال اجتماعهم يوم الأربعاء المقبل ساعة الصفر لرفع مستوى التعبئة ضد الحكومة السودانية إلى مراحل قوية، ستشمل حملات وإضرابات عامة، وبعد ذلك ستخرج الجماهير إلى الشارع، وأكدت المصادر وجود تنسيق وتوافق بين قيادات المعارضة على ذلك، وأن العمل سيتصاعد مع حدوث انفصال الجنوب. وفى رد استباقى على المعارضة حذر الفريق أول هاشم عثمان مدير عام قوات الشرطة من قال إنهم يلوحون بالخروج إلى الشارع مع الاستفتاء تحت مسميات التغيير والانتفاضة الشعبية، وقال: "من يُرد أن يخرج إلى الشارع فعليه أن يجرب، وأفضل له ألا يجرب.