قالت مصادر دبلوماسية فى العاصمة الليبية طرابلس ان زعيم حركة العدل و المساواة الدارفورية المتمردة د. خليل إبراهيم لا يزال موجوداً هناك وسط شكوك بدأت تتصاعد حول الدور الذى قام به فى ظل الأحداث الجارية هناك لمساندة نظام القذافي الآيل للسقوط . و أشارت المصادر الى ان من أسمتهم مرتزقة افارقة أشتركوا فى إطلاق النار على المحتجين وقتلوا ما يقارب الآلف قتيل حتى الآن هم فى جزء كبير منهم بعض منسوبي حركة الدكتور خليل ، ولم تكشف المصادر حتى الآن حقيقة ما قام به الدكتور خليل من دور و ما إذا كان قد اصدر توجيهات مباشرة للقوات بالعمل ضد المحتجين ، ولكنها ألمحت الى ثبوت بعض إفادات هؤلاء للمرتزقة الذين تم اعتقال بعضهم بواسطة المحتجين و التى قالوا فيها أنهم بالفعل تلقوا تعليمات من قادتهم المباشرين بالمشاركة فى حماية نظام القائد القذافي ظناً منهم - بحسب ما قالوا- ان هنالك متآمرين عليه ! و تضيف مصادر اخري ، فى (بني غازي) ان الدكتور خليل هو فى حقيقة الأمر يعيش مأزقاً غير مسبوق ، فهو يجد صعوبة فى الخروج من هناك كونه يتخلي عن مضيفه القذافي فى هذه اللحظات الحرجة، و يخشي ايضاً البقاء اذ لربما يتمكن الثوار – و هذا ما بات مرجحاً – من القضاء على نظام القذافي ويتعرض حينها الى محاكمات محتمة ، كونه صار احد مجرمي الحرب هناك ، بمشاركة بعض منسوبيه فى الأحداث ، ضد رغبة الشعب الليبي. و تشير هنا فى الخرطوم مصادر كانت تابعة لحركة د. خليل الى ان خليل فى كل الأحوال خاسر ، و تفسر ذلك بأنه حتى ولو نجح فى الخروج من هنالك و السفر الى الدوحة للمشاركة فى مفاوضات دارفور فان موقفه فى المفاوضات دون أدني شك سوف يكون ضعيفاً بدرجة غير مسبوقة وسيصبح بلا خيارات كونه لا يملك ملاذاً آمناً يطمئن إليه خاصة و ان تشاد سبق لها ان رفضت مقامه فيها – حتى ولو بصفة مجرد لاجئ سياسي ، كما ان طرابلس قد انهارت الى الأبد ، فنظام العقيد القذافي حتى و لولم يسقط – و هذا احتمال ضعيف للغاية – فهو لن يكون كما كان فى السابق ، فقد تكاثرت عليه العقوبات و القرارات الدولية غير المسبوقة ، ولن يتسني لنظام أدانه العالم بأسره ان يتمكن من الصمود و العيش بسلام ، ناهيك عن ان يستوعب و يدعم حركات مسلحة. أما فيما يخص ملجأ الجنوب ، فان حكومة الجنوب سعت و تسعي الآن بجدية للتخلص من كافة الحركات الدارفورية المسلحة التى لجأت إليها لأنها تعلم ان المخاطرة بالاستضافة تكلفها الكثير مما لا تستطيع احتماله ودفع تكلفته الباهظة . هذا كله مع افتراض ان خليل قد سلم من تهمة المشاركة فى جرائم حرب فى ليبيا و هو ما لا نتوقع – وفقاً لما ثبت لنا – ان يفلت منه خليل مطلقاً .