طلبت حركة العدل و المساواة الدارفورية المتمردة من المنظمة الدولية - الاثنين الماضي - وبصورة رسمية إنقاذ زعيمها الدكتور خليل إبراهيم الموجود فى الجماهيرية الليبية. و بحسب أنباء نقلتها (رويترز) فان قادة الحركة قالوا -صراحة- ان زعيمهم فى خطر ، بعد أن بدأ يواجه اتهامات بضلوعه فى الأحداث هناك و دفاعه عن نظام العقيد القذافي و قرنت الحركة مناشدتها الحارة هذه للأمم المتحدة (باستعدادها الجدي) للجلوس للتفاوض فى منبر الدوحة بغية الوصول لاتفاق سلام ينهي الأزمة فى دارفور . وما من شك ان أهم ملحظ يمكن ملاحظته فى هذه المناشدة ان حركة الدكتور خليل التى ظلت تملأ الدنيا فراقعاً إعلامية وضجيجاً و تدعي أنها الأعلي صوتاً و الاقوي نفوذاً تحولت الآن الي (حمل وديع) يناشد الأممالمتحدة إنقاذ قيادته ونسيت الحركة – ربما لسخونة أحداث الجماهيرية – أنها ظلت تستهدف طوال السنوات المنصرمة القوات الأممية الإفريقية المشتركة (اليوناميد) فى دارفور ضمن هجماتها الموتورة فى الاقليم. بالأمس كانت حركة خليل تهاجم الأممالمتحدة ، اليوم تطالب بأن تنقذ زعيمها الاممالمتحدة! أما الملحظ الثاني فهو ان الحركة – باتت على يقين ان الأوضاع فى الجماهيرية ميئوس منها تماماً رغم ان بعض منسوبيها ربما يكونوا قد حاولوا المشاركة فى دعم نظام القذافي ، ومن ثم أقصي ما بات حلماً للحركة هو ان تنقذ رقبة زعيمها من غضبة الثوار هنا، ومن ثم فلتفعل به الأممالمتحدة ما تفعل ، وهى حالة بؤس سياسي لا نعتقد أنها جالت من قبل فى خاطر الحركة مطلقاً . الملحظ الثالث ،ان الحركة – بطلبها من الأممالمتحدة إنقاذ زعيمها- ومن ثم إقرارها بأنها سوف تتجه للتفاوض فى منبر الدوحة ، وفى ظل انعدام اى خيارات او ملاذات اخري تأوي إليها معناه عملياً ان حركة الدكتور خليل لن تستطيع مطلقاً العودة الى العمل المسلح مجدداً ، هى فقط أمامها خيار التفاوض ، وهو تفاوض - لسوء حظها- غير مسنود بشئ مؤثر على الارض وعلى ذلك فهي حصدت الهشيم من عملياتها العسكرية السابقة كلها . أما المحلظ الرابع و الأخير فهو ان الدكتور خليل سواء تم إنقاذه بواسطة الأممالمتحدة أو أى جهة أخري ، أو لم يتم إنقاذه- ففي الحالتين - مصيره بات بالغ السوء ، ففي حالة انقاذه فهو معرض لتحقيقات الجنايات الدولية التى بدأت بالفعل بشأن الأوضاع فى ليبيا ، وإذا لم يتم إنقاذه فهو ستطاله أيدي الثوار ، وهناك خيار ثالث وهو ان الثوار - حتى ولو نفد بجلده منهم - فسوف يأتي يوم يطالبون فيه بإعتقاله على ذمة ما أُرتكب من جرائم فى الجماهيرية . وهكذا أودت بحياة الدكتور خليل حسابات خاطئة ورهانات فطيرة غير محسوبة جيداً لتجعل منه مجرم حرب محتجز فى بلد ليس بلده , وبين ثوار ليسوا من بني جلدته !