على الرغم من الهالة الإعلامية الكبيرة التى حرصت ادارة الرئيس أوباما على إضفائها على زيارة وفد الحركة – قطاع الشمال – الي واشنطن مؤخراً ، وحاولت مندوبة واشنطن فى مجلس الأمن سوزان رايس إضافة أبعاد (غامضة و مهمة) عليها باستبقائها للوفد حتى بعد نفاذ فقرات برنامجه ، على الرغم من كل ذلك إلاّ ان الزيارة- فى مبتدأها و منتهاها - ما تجاوزت مجرد التسويق السياسي المحض، ففي علم التسويق الذى يُدرَس ضمن مقررات طلاب الاقتصاد و إدارة الأعمال فان البضاعة الكاسدة يمكن إعادة تسويقها عن طريق تغيير المغلف ،أو المنشأ ،أو أى عنصر من من عناصر إنتاجها. الحركة فى قطاع الشمال هى أصلاً كانت غائبة فى الست سنوات الماضية ، كل الذى كان يدور فى القطاع هو عرمان بتصريحاته ، أما عضوية القطاع و هياكله والنشاط فهي موزعة ما بين أقسام الشرطة حيث البلاغات الجنائية التبادله بين الأعضاء ومنضدة زعيم الحركة الفرق سلفا كير التى امتلأت بشكاوي (بالآلاف) من جانب أعضاء فى القطاع يشكون من عرمان و ممارساته الفريدة المفارقة لأي سلوك ديمقراطي . حتى ان الفريق سلفا كير ولكي يريح نفسه من العبء ، فقد قرر تجميد هياكل القطاع حين رفعه له مسئول القطاع عرمان قبل حوالي العامين أو يزيد. حزب بهذا الكساح ، فارقته الحركة الأم وهى حتى حين كانت موجودة عجزت عن (تشغيله) من المحتم أن يبحث عن وسيلة لإعادة تسويق نفسه. وقد ارتضت واشنطن - ببساطة شديدة - المشاركة فى عملية التسويق وهذا كان واضحاً فى البرنامج الذى جري تصويره (مزدحماً) للوفد ، بحيث قابل الوفد المكون من الفريق عقار و الحلو و عرمان مسئولين وسيطين فى الخارجية و الدفاع و البيت الأبيض و الكونغرس و مستشارية الأمن القومي . هذا الازدحام فى المسئولين و مواقعهم المهمة يُراد له إعطاء إيحاء (الأهمية والخطورة) حتى تضطر الحكومة فى الخرطوم لحساب حساب هؤلاء القادة . ربما يكون الجانب الأمريكي عازم على استخدامهم فى أمر ما ، أو ربما أراد أن يبعث عبرهم بطمأنينة للحركة الأم كونه يرعي (مخلفاتها) فى الشمال ولكن من المؤكد ان الأمريكيين لا يراهنون مطلقاً على هؤلاء القادة لمشروع السودان الجديد أو أكذوبة الجنوبيين الجُدد! إن ما يميز إدارة الرئيس أوباما أنها تحوي قدراً من الأذكياء و أنها تجيد حساب خطواتها قبل وضعها على الارض ، وبذا يمكن القول ان القادة الزائرين (سعدوا) بالزيارة وزخمها الإعلامي والجانب الأمريكي كان أسعد كونه تخلص منهم !