يظل العام الحالي 2011واحدا من اسواء الأعوام التي مرت بها حركة الدكتور خليل الدار فورية المتمردة منذ نشأتها ودخولها مضمار التمرد في دارفور .صحيح ان هجومها الفاشل الشهير علي ام درمان في العاشر من مايو 2008شكل علامة فارقة في تاريخها وأحالها منذ ذلك التاريخالي أنقاض وخصم من رصيدها السياسي والعسكري الكثير وصحيح أيضا ان حركة الدكتور خليل بعد فاجعة ام درمان واجهتها فاجعة أكثر كارثية حين فقدت الدعم التشادي والملاذ الآمن الذي كانت توفره لها انجمينا وهو ملاذ ودعم –بالنسبة لها –ليس له من بديل .كل ذلك صحيح ويصعب التقليل من شانه ،ولكن بالمقابل أيضا فان الفواجع التي حملها للحركة العام الحالي 2011كانت من الفداحة بحيث لم تحتملها أعصابها ولم يستطع ان يتسع لها ذهنها السياسي ولا قوة احتمالها العسكرية –ففي البدْو قبل ان يستقر بحركة خليل المقام في طرابلس،المحطة البديلة ،الأخيرة لها ،فان الأحداث الجسام التي جرت ولا تزال تجري في ليبيا ولا يعرف كيف ستنتهي وماذا كان القذافي سيبقي في السلطة ام يشاركه آخرون أم يسقط أدخلت حركة خليل في مأزق تاريخي لم يطف ببالها ولا دار بخلدها وما تحسّبت له مطلقا ،ووصل الأمر بها لدرجة البحث عن وسيلة (آمنة )تخرج بها من هناك دون جدوى ،كما انها تورطت علي نحو أو أخر في الصراع الدائر هناك بحيث لا يتبعد ان يحمل اليها المستقبل فاتورة باهظة الثمن تجعلها هدفا للمحكمة الجنائية الدولية التي تجري حاليا تحقيقات مكثفة حول أحداث ليبيا سوف تسفر دون شك عن اتهامات رسمية تطال المتورطين هناك بصرف النظر عن مالات الوضع السياسي ومن تؤول له الأوضاع .فحركة د.خليل الآن متهمة بحسب ما تواتر من انباء .غير ان هذه لم تكن نهاية المطاف ولم تتوقف فواجع العام 2011بالنسبة للحركة عند هذا الحد ،فقد جاءت الطامة الكبري من حيث لم تحتسب الحركة حيث تمكن الجيش السوداني –وبخطة محكمة مباغته –من اجتياح المعقل الرئيس للحركة في دارفور والذي يعرف (شقق كارو )ويقع في منطقة (وادي هور )بولاية شمال دارفور وتحيط به جبال بحسب ان المنطقة جبلية وتبدو منطقة مثالية للدفاع والحماية ويضم المعسكر اكبر مستشفي للحركة ،وفيه أيضا ورش ومخازن لوجستية تعتبر هي الممول الرئيس لآليات الحركة وسيارتها وأسلحتها .الجيش السوداني اقتحم المعسكر بقدر عالٍ من المهارة استخدام فيه تكتيك المباغتة ،والمفاجأة التي ارتكبت قوات الحركة إرباكا سارت به أحاديث الركبان في دارفور ،ويقول المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد ،ان سقوط هذا المعقل المركزي للحركة في دارفور هو بمثابة سقوط عسكري هائل لحركة د.خليل في الميدان العسكري الدار فوري ،ما من شك ان هذا السقوط مقرؤاً مع الظروف الواردة اعلي هذا المقال والتي تجمعت جميعها في أشهر قلائل منذ مطلع هذا العام أفضت عمليا الي وفاة سريرية محتمة لحركة د.خليل ميدانيا ،يصعب معها القول ان الحركة سوف تعود للحياة بعدها نابضة القلب دافقة الدماء الا بمعجزة في زمان توارت فيه المعجزات تماما !!