تحليل سياسي قالت الأنباء الواردة من العاصمة الأوغندية كمبالا -السبت الماضي- إن كل من مني أركو مناوي ، وعبد الواحد محمد نور قد عقدا تحالفاً بين حركتيهما بغية ما أسموه تنسيق الجهود العسكرية و السياسية من اجل إسقاط الحكومة القائمة الآن و إقامة نظام سياسي على أنقاضها يعتمد فصل الدين علن الدولة و كفالة المواطنة المتساوية و العمل بالنظام الفدرالي الليبرالي . وفتح المتحالفان الباب واسعاً لبقية الحركات الدارفورية المسلحة لدخول التحالف بالأجندة الأربعة الواردة فى ميثاق التحالف. و لعل أكثر ما استلفت انتباه المراقبين فى هذا التحالف هو هدفه الرئيس المعلن و التمثل فى إسقاط النظام القائم ! لو أن التحالف كان من اجل وحدة اندماجية او توحيد رؤي سياسية يدخل بها المتحالفون المفاوضات مع الحكومة لتحقيق مكاسب سياسية لأهل دارفور او تطوير اتفاقية ابوجا 2006 أو العمل على حل أزمة دارفور من جوانبها الاخري كالجوانب الإنسانية و خاصة المعسكرات الخاصة بالنازحين لكان بالقطع يصب فى خانة الايجابية المنشودة إذ أنه و مهما كانت المآخذ على الحركات الدارفورية المسلحة إلا أنها و بحكم الأمر الواقع أصبحت ضمن المعادلة السياسية للإقليم و وحدتها و وحدة رؤاها أمر حيوي مطلوب و لكن هذه الحركات - و لفرط إفراطها فى الأحلام السياسية و عجزها وسوء أجندتها - قالت إنها تحالفت الآن من اجل إسقاط السلطة القائمة وطالما انها حركات مسلحة فهذا معناه أنها سوف تسعي لإسقاط سلطة منتخبة عن طريق القوة و استخدام السلاح. وإذا ما افترضنا – جدلاً – ان هاتين الحركتين لديهما المقدرة لإسقاط السلطة القائمة فان السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو هل تخلت هذه الحركات عن أزمة دارفور وتحولت لهدف إسقاط سلطة شرعية ساهم فى انتخابها أهل دارفور ؟ و من أين إستمدت هذه الحركات تفويضها لإسقاط الحكومة؟ إن الأمر يبدو شبيهاً بالمأساة المضحكة و التى يطلق عليها أهل الدراما اصطلاحاً (التراجو كوميديا) إذ ان هذه الحركات – طوال ست سنوات- تتلقي شتي أنواع الدعم والمساندة السياسية من قوي دولية و إقليمية لم تستطع احتلال مدينة فى دارفور ، و لم تسقط محلية من محليات دارفور ، الآن قفز سقف تطلعاتها لإسقاط النظام القائم ! إن مناوي ليس فى معيته أكثر من (حرسه الخاص) وهو تائه ما بين كمبالا و جوبا و غالب من تبقي معه هنا فى الخرطوم يواصلون فى إنفاذ اتفاقية ابوجا . مناوي يجد صعوبة فى التواصل مع أهل دارفور لأن من معه من حرس لن يكفوه لضمان أمنه و قد رأينا كيف أنه - قبل نحو عامين- تلقي ضربات موجعة من حركة العدل والمساواة لولا أن أنقذه الجيش السوداني فى الرمق الأخير.